رفتن به محتوای اصلی

۳) حقائق الایمان در دستگاه نبوت و وصایت

۱. روز غدیر؛ یوم البیان عن حقائق الایمان

[از خطبه امیرالمومنین علیه السلام در روز غدیر]

 و أمره بالبلاغ و ترك الحفل بأهل الزيغ و النفاق و ضمن له عصمته منهم و كشف من خبايا أهل الريب و ضمائر أهل الارتداد ما رمز فيه فعقله المؤمن و المنافق فأعز معز و ثبت على الحق ثابت و ازدادت جهلة المنافق و حمية المارق و وقع العض على النواجد و الغمز على السواعد و نطق ناطق و نعق ناعق و نشق ناشق  و استمر على مارقته  مارق و وقع الإذعان من طائفة باللسان دون حقائق الإيمان و من طائفة باللسان و صدق الإيمان و كمل الله دينه...ان هذا يوم عظيم الشأن فيه وقع الفرج و رفعت الدرج و وضحت الحجج و هو يوم الإيضاح و الإفصاح عن المقام الصراح و يوم كمال الدين و يوم العهد المعهود و يوم الشاهد و المشهود و يوم تبيان العقود عن النفاق و الجحود و يوم البيان عن حقائق الإيمان و يوم دحر الشيطان و يوم البرهان‏[1]  

۲. علم امام به حقیقه الایمان بندگان

قال علي بن إبراهيم في قوله: «الله نور السماوات و الأرض إلى قوله و الله بكل شي‏ء عليم»

فإنه حدثني أبي عن عبد الله بن جندب قال كتبت إلى أبي الحسن الرضا ع أسأل عن تفسير هذه الآية- فكتب إلي الجواب: أما بعد فإن محمدا كان أمين الله في خلقه- فلما قبض النبي ص كنا أهل البيت ورثته- فنحن أمناء الله في أرضه- عندنا علم المنايا و البلايا و أنساب العرب و مولد الإسلام و ما من فئة تضل مائة به و تهدي مائة به- إلا و نحن نعرف سائقها و قائدها و ناعقها- و إنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان- و حقيقة النفاق [2]

3باب في الأئمة أنهم ورثوا علم أولي العزم من الرسل و جميع الأنبياء و أنهم ص أمناء الله في أرضه و عندهم علم البلايا و المنايا و أنساب العرب‏

1- حدثنا عبد الله بن عامر عن عبد الرحمن بن أبي نجران قال: كتب أبو الحسن الرضا ع رسالة و أقرأنيها قال قال علي بن الحسين ع إن محمدا ص كان أمين الله في أرضه فلما قبض محمد ص كنا أهل البيت ورثته و نحن أمناء الله في أرضه عندنا علم البلايا و المنايا و أنساب العرب و مولد الإسلام و إنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة لإيمان و حقيقة النفاق‏ [3]

8 باب في الأئمة ع أنهم يعرفون من يدخل عليهم في الإيمان و النفاق‏

1- حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثني محمد بن الحسن بن فروخ الصفار عن أحمد بن الحسين عن الحسين بن سعيد عن عمر بن تميم عن عمار بن مروان عن أبي جعفر ع قال: إنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان و بحقيقة النفاق.

2- حدثني إبراهيم بن هاشم عن عبد العزيز بن المهتدي عن عبد الله بن جندب أنه كتب إليه أبو الحسن ع إنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان و بحقيقة النفاق..

3- حدثنا أحمد بن الحسين عن الحسين بن سعيد عن عمر بن ميمون عن عمار بن مروان عن أبي جعفر ع قال: إنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان و بحقيقة النفاق.

4- حدثنا محمد بن هارون عن أبي الحسن عن موسى بن القاسم يرفعه قال قال علي بن الحسين ع إنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان و حقيقة النفاق و إن شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم و أسماء آبائهم.

5- حدثنا عبد الله بن عباس عن عبد الرحمن بن أبي نجران قال: كتب أبو الحسن الرضا ع و قرأت رسالته كتب إلى بعض أصحابه إنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان و حقيقة النفاق.[4] 

«384»- قال حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن الحسين بن عبد الله بن جندب قال: أخرج [خرج‏] إلينا صحيفة فذكر أن أباه كتب إلى أبي الحسن [ع‏] جعلت فداك إني قد كبرت و ضعفت و عجزت عن كثير مما كنت أقوى عليه فأحب جعلت فداك أن تعلمني كلاما يقربني من ربي [بربي‏] و يزيدني فهما و علما فكتب إليه قد [و قد] بعثت إليك بكتاب فاقرأه و تفهمه فإن فيه شفاء لمن أراد الله شفاه و هدى لمن أراد الله هداه فأكثر من ذكر بسم الله الرحمن الرحيم‏ لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و اقرأها على صفوان و آدم قال علي بن الحسين ع  إن محمدا ص كان أمين الله في أرضه فلما قبض محمد [ص‏] كنا أهل البيت أمناء الله في أرضه عندنا علم البلايا و المنايا و أنساب العرب و مولد الإسلام و إنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان و بحقيقة النفاق[5]              

 «385»- قال حدثني علي بن الحسين [معنعنا] عن الأصبغ بن نباتة قال: كتب عبد الله بن جندب إلى علي بن أبي طالب ع جعلت فداك إني [إن‏] في ضعف فقوني قال فأمر علي الحسن ابنه أن اكتب إليه كتابا قال فكتب الحسن أن محمدا ص كان أمين الله في أرضه فلما أن قبض محمد [ص‏] و كنا أهل بيته فنحن أمناء الله في أرضه عندنا علم المنايا و البلايا و إنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان و حقيقة النفاق‏[6]

باب أن الأئمة ورثوا علم النبي و جميع الأنبياء و الأوصياء الذين من قبلهم‏

1- علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد العزيز بن المهتدي عن عبد الله بن جندب أنه كتب إليه الرضا ع أما بعد فإن محمدا ص كان أمين الله في خلقه فلما قبض ص كنا أهل البيت ورثته فنحن أمناء الله في أرضه  عندنا علم البلايا و المنايا و أنساب العرب  و مولد الإسلام و إنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان و حقيقة النفاق و إن شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم و أسماء آبائهم أخذ الله علينا و عليهم الميثاق يردون موردنا و يدخلون مدخلنا ليس على ملة الإسلام غيرنا[7] 

2- محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن عمرو بن ميمون عن عمار بن مروان عن جابر عن أبي جعفر ع قال: إنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان و حقيقة النفاق.[8]

2- ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام أبي عن سعد بن عبد الله عن عبد الله بن عامر بن سعد بن عبد الرحمن بن أبي نجران قال: كتب أبو الحسن الرضا ع و أقرأنيه رسالة إلى بعض أصحابه إنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان و بحقيقة النفاق.

بيان: بحقيقة الإيمان أي الإيمان الواقعي الحق الذي يحق أن يسمى إيمانا أو كناية عن أن الإيمان كأنه حقيقة المؤمن و ماهيته أو بالحقيقة و الطينة التي تدعو إلى الإيمان و كذا الكلام في حقيقة النفاق.[9]       

۳. مقایسه انبیاء با مردمان عادی؛ مسقط از حقائق الایمان

الباب السابع و العشرون في معرفة الأنبياء

قال الصادق ع إن الله عز و جل مكن أنبياءه من خزائن لطفه و كرمه و رحمته و علمهم من مخزون علمه و أفردهم من جميع الخلائق لنفسه فلا يشبه أحوالهم و أخلاقهم أحد من الخلائق أجمعين إذ جعلهم وسائل سائر الخلق إليه و جعل حبهم و إطاعتهم سبب رضائه و خلافهم و إنكارهم سبب سخطه و أمر كل قوم و فئة باتباع ملة رسولهم ثم أبى أن يقبل طاعة إلا بطاعتهم و تمجيدهم و معرفة حرمتهم و حبهم و وقارهم و تعظيمهم و جاههم عند الله تعالى فعظم جميع أنبياء الله و لا تنزلهم‏ منزلة أحد من دونهم و لا تتصرف بعقلك في مقاماتهم و أحوالهم و أخلاقهم إلا ببيان محكم من عند الله تعالى و إجماع أهل البصائر بدلائل يتحقق بها فضائلهم و مراتبهم و أنى بالوصول إلى حقيقة ما لهم عند الله تعالى فإن قابلت أفعالهم و أقوالهم بمن دونهم من الناس فقد أسأت صحبتهم و أنكرت معرفتهم و جهلت خصوصيتهم بالله و سقطت عن درجة حقائق الإيمان و المعرفة فإياك ثم إياك[10]

۴. علم به حقائق الایمان؛ علامت شیعه

كلامه ع في وصف المحبة لأهل البيت و التوحيد و الإيمان و الإسلام و الكفر و الفسق‏

دخل عليه رجل فقال ع له ممن الرجل فقال من محبيكم و مواليكم فقال له جعفر ع لا يحب الله عبد حتى يتولاه و لا يتولاه حتى يوجب له الجنة ثم قال له من أي محبينا أنت فسكت الرجل فقال له سدير[11] و كم محبوكم يا ابن رسول الله فقال على ثلاث طبقات طبقة أحبونا في العلانية و لم يحبونا في السر و طبقة يحبونا في السر و لم يحبونا في العلانية و طبقة يحبونا في السر و العلانية هم النمط الأعلى‏[12] شربوا من العذب الفرات و علموا تأويل الكتاب‏[13] و فصل الخطاب و سبب الأسباب فهم النمط الأعلى الفقر و الفاقة و أنواع البلاء أسرع إليهم من ركض الخيل‏[14] مستهم البأساء و الضراء و زلزلوا و فتنوا فمن بين مجروح و مذبوح متفرقين في كل بلاد قاصية بهم يشفي الله السقيم و يغني العديم‏[15] و بهم تنصرون و بهم تمطرون و بهم ترزقون و هم الأقلون عددا الأعظمون عند الله قدرا و خطرا و الطبقة الثانية النمط الأسفل أحبونا في العلانية و ساروا بسيرة الملوك فألسنتهم معنا و سيوفهم علينا[16] و الطبقة الثالثة النمط الأوسط أحبونا في السر و لم يحبونا في العلانية و لعمري‏ لئن كانوا أحبونا في السر دون العلانية[17] فهم الصوامون بالنهار القوامون بالليل ترى أثر الرهبانية في وجوههم أهل سلم و انقياد قال الرجل فأنا من محبيكم في السر و العلانية قال جعفر ع إن لمحبينا في السر و العلانية علامات يعرفون بها قال الرجل و ما تلك العلامات قال ع تلك خلال أولها أنهم عرفوا التوحيد حق معرفته و أحكموا علم توحيده و الإيمان بعد ذلك بما هو و ما صفته ثم علموا حدود الإيمان و حقائقه و شروطه و تأويله قال سدير يا ابن رسول الله ما سمعتك تصف الإيمان بهذه الصفة قال نعم يا سدير ليس للسائل أن يسأل عن الإيمان ما هو حتى يعلم الإيمان بمن قال سدير يا ابن رسول الله إن رأيت أن تفسر ما قلت قال الصادق ع من زعم أنه يعرف الله بتوهم القلوب فهو مشرك و من زعم أنه يعرف الله بالاسم دون المعنى فقد أقر بالطعن لأن الاسم محدث و من زعم أنه يعبد الاسم و المعنى فقد جعل مع الله شريكا و من زعم أنه يعبد المعنى بالصفة لا بالإدراك فقد أحال على غائب و من زعم أنه يعبد الصفة و الموصوف فقد أبطل التوحيد لأن الصفة غير الموصوف و من زعم أنه يضيف الموصوف إلى الصفة فقد صغر بالكبير و ما قدروا الله حق قدره[18]-

قيل له فكيف سبيل التوحيد قال ع باب البحث ممكن و طلب المخرج موجود إن معرفة عين‏ الشاهد قبل صفته و معرفة صفة الغائب قبل عينه قيل و كيف نعرف‏ عين الشاهد قبل صفته قال ع تعرفه و تعلم علمه و تعرف نفسك به و لا تعرف نفسك بنفسك من نفسك و تعلم أن ما فيه له و به كما قالوا ليوسف‏ إنك لأنت يوسف قال أنا يوسف و هذا أخي‏[19] فعرفوه به و لم يعرفوه بغيره و لا أثبتوه من أنفسهم بتوهم القلوب أ ما ترى الله يقول‏ ما كان لكم أن تنبتوا شجرها[20] يقول ليس لكم أن تنصبوا إماما- من قبل أنفسكم تسمونه محقا بهوى أنفسكم و إرادتكم ثم قال الصادق ع ثلاثة لا يكلمهم الله و لا ينظر إليهم يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم‏ من أنبت شجرة لم ينبته الله يعني من نصب إماما لم ينصبه الله أو جحد من نصبه الله و من زعم أن لهذين سهما في الإسلام و قد قال الله‏ و ربك يخلق ما يشاء و يختار ما كان لهم الخيرة[21].[22]

اللهم و أتباع الرسل و مصدقوهم من أهل الأرض بالغيب عند معارضة المعاندين لهم بالتكذيب و الاشتياق إلى المرسلين بحقائق الإيمان‏ في كل دهر و زمان أرسلت فيه رسولا و أقمت لأهله دليلا من لدن آدم إلى محمد- صلى الله عليه و آله- من أئمة الهدى، و قادة أهل التقى، على جميعهم السلام، فاذكرهم منك بمغفرة و رضوان[23]

الاشتياق: بالشين المعجمة افتعال من الشوق و هو نزاع النفس إلى الشي‏ء، هكذا ضبط في جميع النسخ.

و نقل بعضهم إن في نسخة الشهيد «الاستباق» بالسين المهملة و الباء الموحدة بعد التاء المثناة من فوق افتعال من السبق و هو التقدم و لا يكون إلا من اثنين فصاعدا يجتهد كل منهم أن يسبق صاحبه و منه: و استبقا الباب‏[24] أي: تبادر إليه، و أيا ما كان فهو معطوف على معارضة المعاندين، و قيل: على الأرض، و الأول أظهر.

و المعنى على الرواية المشهورة: و مصدقوهم بالغيب عند اشتياق المؤمنين إلى المرسلين و ذلك في حال غيبتهم إذ الاشتياق لا يكون إلا مع عدم الحضور، و على ما نقل من نسخة الشهيد عند تسابق الناس إليهم، و ذلك في أول الدعوة و حال طلب فضيلة السبق إلى الإجابة و الفوز بنيل درجته و منزلته، …

و قوله: «بحقايق الإيمان» الباء: إما سببية متعلق بالاشتياق، أو الاستباق على الروايتين، أو للمصاحبة متعلقة بمحذوف وقع حالا من الأتباع و المصدقين، أو من فاعل الاشتياق أو الاستباق أي: ملتبسين بحقايق الإيمان.

«و الحقايق»: جمع حقيقة: و هي ما به الشي‏ء هو هو باعتبار تحققه، فحقايق الإيمان: التصديقات الحقة بجميع ما جاء به المرسلون.

قال ابن الأثير في النهاية: و في الحديث «لا يبلغ المؤمن حقيقة الإيمان حتى لا يعيب مسلما بعيب هو فيه» يعني خالص الإيمان و محضه و كنهه‏[25] انته*.[26]

۵. امتحان به حقائق الایمان

253 عنه عن أبيه عن أبي الجهم عن حسين بن ثوير بن أبي فاختة عن أبي خديجة عن أبي عبد الله ع قال: أتى رجل رسول الله ص فقال يا رسول الله إني جئتك أبايعك على الإسلام فقال له رسول الله ص أبايعك على أن تقتل أباك فقبض الرجل يده فانصرف ثم عاد فقال يا رسول الله إني جئت على أن أبايعك على الإسلام فقال له على أن تقتل أباك قال نعم فقال له رسول الله إنا و الله لا نأمركم بقتل آبائكم و لكن الآن علمت منك حقيقة الإيمان و أنك لن تتخذ من دون الله وليجة أطيعوا آباءكم فيما أمروكم و لا تطيعوهم في معاصي الله[27]

    و قال ع لا يبلغ أحدكم حقيقة الإيمان حتى يحب أبعد الخلق منه في الله و يبغض أقرب الخلق منه في الله. [28]

۶. عطایا؛  براساس حقیقة الایمان  

الباب التاسع و السبعون زيارات الحسين بن علي ع‏

1- حدثني محمد بن جعفر الرزاز الكوفي عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن يزيد بن إسحاق شعر عن الحسن بن عطية عن أبي عبد الله ع قال: إذا دخلت الحائر [الحير] فقل اللهم إن هذا مقام أكرمتني [كرمتني‏] به و شرفتني به اللهم فأعطني فيه رغبتي على حقيقة إيماني بك و برسلك‏[29] 

... و تصلي على الأئمة كلهم كما صليت على الحسن و الحسين ع و تقول اللهم أتمم بهم كلماتك و أنجز بهم وعدك و أهلك بهم عدوك و عدوهم- من الجن و الإنس أجمعين اللهم اجزهم عنا خير ما جازيت نذيرا عن قومه اللهم اجعلنا لهم شيعة و أنصارا و أعوانا على طاعتك و طاعة رسولك اللهم اجعلنا لهم ممن يتبع النور الذي أنزل معهم- و أحينا محياهم و أمتنا مماتهم و أشهدنا مشاهدهم في الدنيا و الآخرة اللهم إن هذا مقام أكرمتني به و شرفتني به و أعطيتني فيه رغبتي على حقيقة إيماني بك و برسولك ثم تدنو قليلا من القبر و تقول[30] 

50 باب القول عند ورود المشهد

فإذا انتهيت إلى بابه فقف عليه و كبر أربعا ثم قل- اللهم إن هذا مقام كرمتني  به و شرفتني اللهم فأعطني فيه رغبتي على حقيقة إيماني بك و برسولك صلى الله عليه و آله ثم أدخل رجلك اليمنى قبل اليسرى و قل بسم الله و بالله و في سبيل الله و على ملة رسول الله صلى الله عليه و آله[31] 

و أعطني فيه رغبتي على‏ حقيقة إيماني بك و برسولك و آله صلواتك عليهم أجمعين

 ______________________________
قوله عليه السلام: على حقيقة إيماني أي و أعطني فيه رغبتي و طلبتي و حاجتي حال كوني على حقيقة إيماني، أي:

ما هو حق الإيمان بك و برسولك، أو لحقيقة إيماني، أي: أعطني ما سألت لأني آمنت.

و يحتمل أن يكون متعلقا بالرغبة، أي: ما رغبت به إليك من المثوبات بسبب أني آمنت بك و بثوابك و بما أخبر به رسولك و آله صلوات الله عليهم في ثواب زيارته عليه السلام و لذلك أتيته زائرا، و الله يعلم[32]

۷. حقائق الایمان و  رجعت

 (و من ذلك ما رواه عن رسول الله (ص) من اسمائهم و اعدادهم معا سلمان الفارسى رضوان الله عليه )

حدثنا أبو علي أحمد بن محمد بن جعفر الصولي البصري، قال: حدثنا عبد الرحمن بن صالح بن رعيدة قال:

حدثني الحسين بن حميد بن الربيع، قال: حدثنا الأعمش، عن محمد بن خلف الطاطري، عن زاذان عن سلمان قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه و آله يوما فلما نظر إلي قال: يا سلمان إن الله عز و جل لم يبعث نبيا و لا رسولا إلا جعل له اثني عشر نقيبا، قال: قلت له: يا رسول الله! لقد عرفت هذا من أهل الكتابين، قال: يا سلمان فهل عرفت من نقبائي الاثنا عشر الذين اختارهم الله للإمامة من بعدي؟ فقلت: الله و رسوله أعلم! قال: يا سلمان خلقني الله من صفوة نوره، و دعاني فأطعته و خلق من نوري نور علي عليه السلام فدعاه إلى طاعته فأطاعه، و خلق من نوري و نور علي فاطمة فدعاها فأطاعته، و خلق مني و من علي و فاطمة الحسن و الحسين فدعاهما فأطاعاه، فسمانا الله عز و جل بخمسة أسماء من أسمائه، فالله محمود و أنا محمد، و الله العلي و هذا علي، و الله فاطر و هذه فاطمة، و الله ذو الإحسان و هذا الحسن و الله المحسن و هذا الحسين، ثم خلق منا و من نور الحسين تسعة أئمة فدعاهم فأطاعوه قبل أن يخلق الله عز و جل سماء مبنية، أو أرضا مدحية، أو هواء و ماء و ملكا أو بشرا، و كنا بعلمه أنوارا نسبحه‏ و نسمع له و نطيع، فقال سلمان: قلت: يا رسول الله! بأبي أنت و أمي ما لمن عرف هؤلاء؟ فقال: يا سلمان! من عرفهم حق معرفتهم و اقتدى بهم، فوالى وليهم و تبرأ من عدوهم فهو و الله منا يرد حيث نرد و يسكن حيث نسكن، قال: قلت: يا رسول الله فهل يكون إيمان بهم بغير معرفة بأسمائهم و أنسابهم؟ فقال: لا يا سلمان، فقلت: يا رسول الله فأنى لي لجنابهم؟ قال: قد عرفت إلى الحسين، قال: ثم سيد العابدين: علي بن الحسين؛ ثم ولده: محمد بن علي باقر علم الأولين و الآخرين من النبيين و المرسلين ثم جعفر بن محمد لسان الله الصادق، ثم موسى بن جعفر الكاظم غيظه صبرا في الله، ثم علي بن موسى الرضا لأمر الله، ثم محمد بن علي الجواد المختار من خلق الله، ثم علي بن محمد الهادي إلى الله، ثم الحسن بن علي الصامت الأمين على دين الله العسكري، ثم ابنه حجة الله فلان سماه باسمه ابن الحسن المهدى، و الناطق القائم بحق الله.

قال سلمان: فبكيت، ثم قلت: يا رسول الله فأنى لسلمان بإدراكهم؟

قال: يا سلمان إنك مدركهم و أمثالك و من تولاهم بحقيقة المعرفة، قال سلمان: فشكرت الله كثيرا، ثم قلت: يا رسول الله! إني مؤجل إلى عهدهم قال: يا سلمان اقرأ فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار و كان وعدا مفعولا ثم رددنا لكم الكرة عليهم و أمددناكم بأموال و بنين و جعلناكم أكثر نفيرا قال سلمان: فاشتد بكائي و شوقي و قلت: يا رسول الله! بعهد منك؟ فقال: إي و الذي أرسل محمدا إنه لبعهد مني و بعلي و فاطمة و الحسن و الحسين و تسعة أئمة، و كل من هو منا و مظلوم فينا، إي و الله يا سلمان، ثم ليحضرن إبليس و جنوده و كل من محض الإيمان محضا، و محض الكفر محضا، حتى يؤخذ بالقصاص و الأوتار و التراث [الثارات‏] و لا يظلم ربك أحدا، و يجري تأويل‏ هذه الآية و نريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين و نمكن لهم في الأرض و نري فرعون و هامان و جنودهما منهم ما كانوا يحذرون قال سلمان رضي الله عنه: فقمت من بين يدي رسول الله صلى الله عليه و آله و ما يبالي سلمان متى لقي الموت أو لقيه[33]


[1] مصباح المتهجد و سلاح المتعبد، ج‏2، ص: 755

[2] تفسير القمي، ج‏2، ص: 104

[3] بصائر الدرجات في فضائل آل محمد صلى الله عليهم، ج‏1، ص:118-119

[4] بصائر الدرجات في فضائل آل محمد صلى الله عليهم، ج‏1، ص: 288

[5] تفسير فرات الكوفي، ص: 283

[6] تفسير فرات الكوفي، ص: 285

[7] لكافي (ط - الإسلامية)، ج‏1، ص: 223 

[8] الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏1، ص: 438

[9] بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏26، ص: 118

[10] مصباح الشريعة، ص: ۶١-۶٢

[11] ( 1). سدير- كشريف- ابن حكيم بن صهيب الصيرفى من أصحاب السجاد و الباقر و الصادق عليهم السلام إمامى ممدوح محب لاهل البيت عليهم السلام: و قد دعا الصادق عليه السلام له و لعبد السلام بن عبد الرحمن و كانا في السجن فخلى سبيلهما و قال عليه السلام: إن سدير عصيدة بكل لون يعنى أنه لا يخاف عليه من المخالفين لانه يتلون معهم بلونهم تقية بحيث يخفى عليهم و لا يعرف بالتشيع و أنه ملتزم بالتقية الواجبة. و كان هو والد حنان بن سدير الصيرفى من أصحاب الصادق و الكاظم عليهما السلام. كذا في( صه) لكن الظاهر ان الذي دعا له عليه السلام هو شديد بن عبد الرحمن.

[12] ( 2). النمط- بالتحريك-: جماعة من الناس أمرهم واحد.

[13] ( 3). أي تفاسيره و تأويلاته و إشاراته و ما المراد بها و مصاديق ما جاء فيه من الأوصاف.

[14] ( 4). ركض الفرس: استحثه للعدو.

[15] ( 5). العديم: الفقير يقال: أعدم الرجل: افتقر فهو معدم و عديم.

[16] ( 6). النشر بالرتبة لا اللف.

[17] ( 1). كذا.

[18] ( 2). اعلم أن حقيقة كل واحد من الأشياء كائنة ما كانت هي عينها الموجود في الخارج فحقيقة زيد مثلا هي العين الانسانى الموجود في الخارج و هو الذي يتميز بنفسه عن كل شي‏ء و لا يختلط بغيره و لا يشتبه شي‏ء من أمره هناك مع من سواه. ثم إنا ننتزع منه معاني ناقلين إياها الى أذهاننا نتعرف بها حال الأشياء و نتفكر بها في امرها كمعاني الإنسان و طويل القامة و الشاب و أبيض اللون و غير ذلك و هي معان كلية إذا اجتمعت و انضمت أفادت نوعا من التميز الذهني نقنع به و هذه المعاني التي ننالها و نأخذها من العين الخارجية هي آثار الروابط التي بها ترتبط بنا تلك العين الخارجية نوعا من الارتباط و الاتصال كما أن زيدا مثلا يرتبط ببصرنا بشكله و لونه و يرتبط بسمعنا بصوته و كلامه و يرتبط بأكفنا ببشرته فنعقل منه صفة طول القامة و التكلم و لين الجلد و نحو ذلك فلزيد مثلا أنواع من الظهور لنا تنتقل بنحو إلينا و هي المسماة بالصفات و أما عين زيد و وجود ذاته فلا تنتقل إلى أفهامنا بوجه و لا تتجافى عن مكانه و لا طريق الى نيله إلا أن نشهد عينه الخارجية بعينها و لا نعقل منها في أذهاننا إلا الأوصاف الكلية فافهم ذلك و أجد التامل فيه.

« بقية الحاشية في الصفحة الآتية»--« بقية الحاشية من الصفحة الماضية»

و من هذا البيان يظهر أنا لو شاهدنا عين زيد مثلا في الخارج و وجدناه بعينه بوجه مشهودا فهو المعروف الذي ميزناه حقيقة عن غيره من الأشياء و وحدناه واقعا من غير أن يشتبه بغيره ثم إذا عرفنا صفاته واحدة بعد أخرى استكملنا معرفته و العلم بأحواله. و أما إذا لم نجده شاهدا و توسلنا الى معرفته بالصفات لم نعرف منه إلا أمورا كلية لا توجب له تميزا عن غيره و لا توحيدا في نفسه كما لو لم نر مثلا زيدا بعينه و إنما عرفناه بأنه إنسان أبيض اللون طويل القامة حسن المحاضرة بقى على الاشتراك حتى نجده بعينه ثم نطبق عليه ما نعرفه من صفاته و هذا معنى قوله عليه السلام:« إن معرفة عين الشاهد قبل صفته، و معرفة صفة الغائب قبل عينه».

و من هنا يتبين أيضا أن توحيد الله سبحانه حق توحيده أن يعرف بعينه أو لا ثم تعرف صفاته لتكميل الايمان به لا أن يعرف بصفاته و أفعاله فلا يستوفى حق توحيده. و هو تعالى هو الغنى عن كل شي‏ء، القائم به كل شي‏ء فصفاته قائمة به و جميع الأشياء من بركات صفاته من حياة و علم و قدرة و من خلق و رزق و إحياء و تقدير و هداية و توفيق و نحو ذلك فالجميع قائم به مملوك له محتاج إليه من كل جهة.

فالسبيل الحق في المعرفة أن يعرف هو أو لا ثم تعرف صفاته ثم يعرف بها ما يعرف من خلقه لا بالعكس.

و لو عرفناه بغيره لن نعرفه بالحقيقة و لو عرفنا شيئا من خلقه لا به بل بغيره فذلك المعروف الذي عندنا يكون منفصلا عنه تعالى غير مرتبط به فيكون غير محتاج إليه في هذا المقدار من الوجود فيجب أن يعرف الله سبحانه قبل كل شي‏ء ثم يعرف كل شي‏ء بما له من الحاجة إليه حتى يكون حق المعرفة و هذا معنى قوله عليه السلام:« تعرفه و تعلم علمه .. الخ» أي تعرف الله معرفة إدراك لا معرفة توصيف حتى لا تستوفى حق توحيده و تمييزه و تعرف نفسك بالله لانك أثر من آثاره لا تستغنى عنه في ذهن و لا خارج و لا تعرف نفسك بنفسك من نفسك حتى تثبت نفسك مستغنيا عنه فتثبت إلها آخر من دون الله من حيث لا تشعر، و تعلم أن ما في نفسك لله و بالله سبحانه لا غنى عنه في حال( و لعل تذكير الضمير الراجع إلى النفس من جهة كسب التذكير بالإضافة).

و أما قوله:« و تعلم علمه» فمن الممكن أن يكون من القلب أي تعلمه علما. أو من قبيل المفعول المطلق النوعى، أو المراد العلم الذاتي أو مطلق صفة علمه تعالى.

و أما قوله:« كما قالوا ليوسف إلخ» فمثال لمعرفة الشاهد بنفسه لا بغيره من المعاني و الصفات و نحوهما.

و كذا قوله:« أ ما ترى الله يقول:\i ما كان لكم‏\E إلخ» مثال آخر ضربه عليه السلام و أوله إلى مسألة نصب الامام و أن إيجاد عين هذه الشجرة الطيبة إلى الله سبحانه لا الى غيره.

« بقية الحاشية في الصفحة الآتية».-« بقية الحاشية من الصفحة الماضية»

و الحديث مسوق لبيان أن الله سبحانه لا يعرف بغيره حق معرفته بل لو عرف فانما يعرف بنفسه و يعرف غيره به فهو في مساق ما رواه الصدوق في التوحيد بطريقين عن عبد الأعلى عن الصادق عليه السلام قال: و من زعم أنه يعرف الله بحجاب أو بصورة أو بمثال فهو مشرك لان الحجاب و الصورة و المثال غيره، و انما هو واحد موحد فكيف يوحد من زعم انه عرفه بغيره، انما عرف الله من عرفه بالله فمن لم يعرفه به فليس يعرفه انما يعرف غيره- إلى أن قال-: لا يدرك مخلوق شيئا الا بالله، و لا تدرك معرفة الله الا بالله. الحديث.

و من جميع ما تقدم يظهر معنى قوله عليه السلام« و من زعم- الى قوله-: حق قدره» فقوله:« و من زعم أنه يعرف الله بتوهم القلوب فهو مشرك» لانه يعبد مثالا أثبته في قلبه و ليس بالله، و قوله:« و من زعم أنه يعرف الله بالاسم إلخ» لانه طعن فيه تعالى بالحدوث، و قوله:« و من زعم انه يعبد الاسم» و المعنى إلخ» فان الاسم غير المعنى. و قوله:« و من زعم أنه يعبد بالصفة لا بالادراك فقد أحال على غائب» أى أثبت و عبد الها غائبا، و ليس تعالى غائبا عن خلقه و قد قال:\i« أ و لم يكف بربك أنه على كل شي‏ء شهيد. ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم ألا إنه بكل شي‏ء محيط\E حم السجدة- 54 و قد مر بيان ذلك، و قوله:« و من زعم أنه يعبد الصفة و الموصوف فقد أبطل التوحيد» بناء على دعواه مغايرة الصفة الموصوف.

و قوله:« و من زعم أنه يضيف الموصوف الى الصفة فقد صغر بالكبير إلخ» بأن يزعم أنه يعرف الله سبحانه بما يجد له من الصفات كالخلق و الاحياء و الاماتة و الرزق، و هذه الصفات لا محالة صفات الافعال فقد صغر بالكبير فان الله سبحانه أكبر و أعظم من فعله المنسوب إليه و ما قدروا الله حق قدره.

و الفرق بين معرفته باضافة الموصوف إلى الصفة و معرفته بالصفة لا بالادراك أن الأول يدعى مشاهدته تعالى بمشاهدة صفته و الثاني يدعى معرفته بالتوصيف الذي يصفه به فالمراد بالصفة في الفرض الأول صفاته الفعلية القائمة به نحو قيام، و في الفرض الثاني البيان و الوصف الذي يبينه الزاعم سواء كان من صفاته تعالى أم لا هذا، و لمغايرة الصفة الموصوف معنى آخر أدق مما مر يقتضى بسطا من الكلام لا يسعه المقام.

( هذا ما أفاده الأستاذ: العلامة الحاج السيد محمد حسين الطباطبائى التبريزى مد ظله).

[19] ( 1). سورة يوسف آية 90.

[20] ( 2). سورة النمل آية 60.

[21] ( 1). سورة القصص 69.

[22] تحف العقول ؛ النص ؛ ص325-۳۲۹ و بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج‏65 ؛ ص275-۲۸۱

[23] الصحيفة السجادية، ص:41-42

[24] ( 5) سورة يوسف: الآية 25.

[25] ( 2) النهاية لابن الأثير: ج 1 ص 415.

[26] رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين ؛ ج‏2 ؛ ص87-۸۹

[27] المحاسن، ج‏1، ص: 248

[28] تحف العقول، النص، ص: 369

[29] كامل الزيارات، النص، ص: 194

[30] كامل الزيارات، النص، ص: 232

[31] كتاب المزار- مناسك المزار(للمفيد)، النص، ص: 101

[32] ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار ؛ ج‏9 ؛ ص145

[33] مقتضب الأثر في النص على الأئمة الإثني عشر، النص، ص:6-8