رفتن به محتوای اصلی

پیوست شماره ١: «الا اثنا عشر»؛ موارد تخلف چشمگیر اصحاب

آیا امکان دارد که از تمام جمعیت مسلمانان همه جز سه یا چهار یا هفت نفر از ایمان خارج شوند؟ (ارتد الناس الا ثلاثة)

آیا این منقصت پیامبر خدا نیست؟ این ها سوالاتی پرتکرار در فضای مواجهه  با اهل سنت است. در پاسخ به این مطلب باید گفت: این تعداد اندک مسبوق به سابقه است و بارها در تاریخ مسلمانان نه در روایات شیعه که در معتبرترین کتب اهل سنت تکرار شده است.

 در مقابل عدد سه که روی آن مانور داده می شود، می توان به عدد دوازده که خود مضرب چهارم این عدد و اشاره کننده به جمعیت بسیار اندکی است اشاره نمود. کلیدواژه مناسب برای جستجوهای معجمی در این باب عبارتند از :«الا اثناعشر» یا «اثنی عشر» یا «غیر اثنی عشر».

در طول تاریخ و در مواقع ابتلاء و امتحان مانند جنگ های مختلف صدر اسلام بارها و بارها همه رفته اند و فقط چند نفر-به تصریح اهل سنت دوازده نفر که در بعضی موارد کمتر از این هم گزارش شده است- باقی مانده اند:

ماجرای یوم الجمعة

تعداد افراد

صحیح بخاری

٨٩٤ - حدثنا معاوية بن عمرو قال: حدثنا زائدة، عن حصين، عن سالم بن أبي الجعد قال: حدثنا جابر بن عبد الله قال:بينما نحن نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم، إذ أقبلت عير تحمل طعاما، فالتفتوا إليها حتى ما بقي مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا اثنا عشر رجلا، فنزلت هذه الآية: {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما}.[١٩٥٣، ١٩٥٨، ٤٦١٦][1]

١٩٥٨ - حدثني محمد قال: حدثني محمد بن فضيل، عن حصين، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر رضي الله عنه قال: أقبلت عير ونحن نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم الجمعة، فانفض الناس إلا اثني عشر رجلا، فنزلت هذه الآية: {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما}[2].

  (١١) باب في قوله تعالى: {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما}.

٣٦ - (٨٦٣) حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم. كلاهما عن جرير. قال عثمان: حدثنا جرير عن حصين بن عبد الرحمن، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد الله؛أن النبي صلى الله عليه وسلم كا ن يخطب قائما يوم الجمعة. فجاءت عير من الشام فانفتل الناس إليها. حتى لم يبق إلا اثنا عشر رجلا. فأنزلت هذه الآية التي في الجمعة: {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما}. [٦٢ /الجمعة /الآية ١١][3]

صحيح مسلم

٣٢٤- وسئل عن حديث سالم بن أبي الجعد، عن جابر؛ كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجمعة، فمرت عير تحمل الطعام، فخرج الناس إلا اثني عشر رجلا، فنزلت: {وإذا رأوا تجارة أو لهوا} الآية.

فقال: يرويه حصين السلمي، واختلف عنه؛

فرواه عبثر، وابن فضيل، وجرير، عن حصين، عن سالم، عن جابر.

ورواه هشيم، وخالد الواسطي، عن حصين، عن سالم، وأبي سفيان، عن جابر، وكلهم، قال: إنه لم يبق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا اثنا عشر رجلا.

ورواه علي بن عاصم، عن حصين، فقال فيه: إلا أربعون رجلا ولم يتابع على هذا القول، والله أعلم[4].

تعیین افراد

وقوله: إلا اثني عشر رجلا من الصحابة رضي الله عنهم، وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة بن الجراج وسعيد بن زيد وبلال وعبد القه بن مسعود، وفي رواية عمار بن ياسر بدل ابن مسعود، وعد في مسلم منهم جابرا[5].

 وذكر الكلبي وغيره: أن الذي قدم بها دحية بن خليفة الكلبي من الشام عن مجاعة وغلاء سعر، وكان معه جميع ما تحتاج إليه الناس من بر ودقيق وغيره، فنزل عند أحجار الزيت وضرب الطبل ليؤذن الناس بقدومه، فخرج الناس إلا اثنى عشر رجلا، وقيل: أحد عشر رجلالا وقال ابن عباس في رواية الكلبي: لم يبق في المسجد إلا ثمانية رهط. وقال الحسن وأبو مالك: أصاب أهل المدينة جوع وغلاء سعر فقدم دحية بن خليفة بتجارة زيت من الشام، والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة، فلما رأوه قاموا إليه بالبقيع خشوا أن يسبقوا إليه، فلما لم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا رهط منهم أبو بكر وعمر فنزلت هذه الآية، فقال صلى الله عليه وسلم «والذي نفس محمد بيده لو تتابعتم حتى لم يبق منكم أحد لسال بكم الوادي نارا» .تتابعتم حتى لم يبق منكم أحد لسال بكم الوادي نارا» .

وقال مقاتل بن حيان، ومقاتل بن سليمان: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إذ قدم دحية بن خليفة الكلبي من الشام بالتجارة وكان إذا قدم المدينة لم يبق بالمدينة عاتق إلا أتته، وكان يقدم بكل ما يحتاج إليه من دقيق وغيره، فينزل عند أحجار الزيت، وكانت في سوق المدينة ثم يضرب بالطبل ليؤذن الناس بقدومه فخرج إليه الناس ليتبايعوا منه، فقدم ذات جمعة وكان ذلك قبل أن يسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر يخطب فخرج إليه الناس، ولم يبق في المسجد إلا اثنا عشر رجلا وامرأة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «لولا هؤلاء لرميت عليهم الحجارة من السماء» وأنزل الله تعالى هذه الآية والمراد باللهو الطبل[6]

 قال ابن الخطيب: فإن قيل: ما الفرق بين ذكر الله أولا وذكر الله ثانيا؟ .

فالجواب: أن الأول من جملة ما لا يجتمع مع التجارة أصلا إذ المراد منه الخطبة والصلاة والثاني من جملة ما يجتمع مع التجارة كما في قوله تعالى: {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله} [النور: ٣٧] .

قوله: {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها} .

روى مسلم عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم  كان يخطب قائما يوم الجمعة فجاءت عير من «الشام» فانفتل الناس إليها حتى لم يبق إلا اثني عشر رجلا، وفي رواية: أنا فيهم، فنزلت هذه الآية: {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قآئما} .

وذكر الكلبي: أن الذي قدم بها دحية بن خليفة الكلبي من «الشام» في مجاعة وغلاء سعر وكان معه جميع ما يحتاج إليه الناس من بر ودقيق وغيره فنزلت عند أحجار الزيت وضرب بالطبل ليعلم الناس بقدومه فخرج الناس إلا اثني عشر رجلا وقيل إلا أحد عشر رجلا وحكى البغوي قال: فلما رأوه قاموا إليه خشية أن يسبقوا إليه قال الكلبي وكانوا في خطبة الجمعة فانفضوا إليه وبقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم  ثمانية رجال حكاه الثعلبي عن ابن عباس وذكر الدارقطني من حديث جابر قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم  يخطب يوم الجمعة إذ أقبلت عير تحمل الطعام حتى نزلت بالبقيع فالتفتوا إليها وتركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم  ليس معه إلا أربعين رجلا أنا منهم قال: وأنزل الله تعالى على النبي صلى الله عليه وسلم  {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما} قال الدارقطني لم يقل في هذا الآثار إلا أربعين رجلا غير علي بن عاصم بن حصين وخالفه أصحاب حصين فقالوا لم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم  إلا اثني عشر رجلا. واحتج بهذا الحديث من يرى أن الجمعة تنعقد باثني عشر رجلا وليس فيه بيان أنه أقام بهم الجمعة وذكر الزمخشري أن النبي صلى الله عيله وسلم قال:

«والذي نفسي بيده لو خرجوا جميعا لأضرم الله عليهم الوادي نارا» .

معضل تطبیق عدد بر افراد

وروي في حديث مرسل عن أسد بن عمرو والد أسد بن موسى بن أسد وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  لم يبق معه إلا أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة عامر بن الجراح وسعيد بن زيد وبلال وعبد الله بن مسعود في إحدى الروايتين وفي الرواية الأخرى عمار بن ياسر قال القرطبي ولم يذكر جابرا وذكر مسلم أنه كان فيهم والدارقطني أيضا فيكونون ثلاثة عشر وإن كان عبد الله بن مسعود بينهم فهم أربعة عشر[7].

قول به حضور ابوبکر و عمر در کاروان

- وأما قوله: (إن كبير العير أبو بكر وعمر جايين من الشام).

فليس بصحيح، إنما كبير العير «دحية الكلبي» ـ كما سبق ـ وأن أبا بكر وعمر كانا من الذي بقي  مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد،بعدما انفض الصحابة من المسجد إلى العير؛ كما في «صحيح مسلم» عن جابر قال: بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم يوم الجمعة، إذ قدمت عير إلى المدينة؛ فابتدرها أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى لم يبق إلا اثنى عشر رجلا، فيهم أبو بكر وعمر؛ قال: ونزلت هذه الآية: ... {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما} (١)، وفي لفظ: لم يبق إلا اثنا عشر رجلا أنا فيهم[8].

تصریح به عدم تعیین دوازده نفر

يعني: انصرفوا إليها، والانفتال معناه: الانصراف، ومنه: فتل الحبل، لأنك إذا فتلته يعني تلويه فهو لي وانصراف؛ حيث إنهم انفتلوا إلى العير لشدة حاجتهم، وظنوا أن الأمر لا يبلغ هذا المبلغ وإلا لو علموا أنه يبلغ هذا المبلغ هل ينصرفون؟ لا، فظنوا أن هذا الانصراف منهم لا حرج عليهم فيه لشدة حاجتهم؛ حيث إن هذا الأمر قد بلغ بهم هذا المبلغ، فخرجوا حتى لم يبق معه إلا اثنا عشر رجلا، من هم؟ لم يعينوا، لكن بالتأكيد أن أبا بكر الصديق، وعمر، وعثمان، وعليا، هؤلاء الأجلة لا بد أن يكونوا موجودين، وقوله: "إلا اثنا عشر رجلا" "رجل" هذه تمييز للعدد "إلا اثنا عشر"، وقوله: "إلا اثنا عشر" محله من الإعراب أنه منصوب على الاستثناء[9].

تکرار ماجرا

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها} [الجمعة: ١١] قال: رجال كانوا يقومون إلى نواضحهم وإلى السفر يبتغون التجارة

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس يوم الجمعة، فجعلوا يتسللون ويقومون حتى بقيت منهم عصابة، فقال: «كم أنتم؟» فعدوا أنفسهم فإذا اثنا عشر رجلا وامرأة؛ ثم قام في الجمعة الثانية فجعل يخطبهم؛ قال سفيان: ولا أعلم إلا أن في حديثه ويعظهم ٦٤٧ ويذكرهم، فجعلوا يتسللون ويقومون حتى بقيت منهم عصابة، فقال: «كم أنتم؟» فعدوا أنفسهم، فإذا اثنا عشر رجلا وامرأة؛ ثم قام في الجمعة الثالثة فجعلوا يتسللون ويقومون حتى بقيت منهم عصابة، فقال: «كم أنتم؟» فعدوا أنفسهم، فإذا اثنا عشر رجلا وامرأة، فقال: «والذي نفسي بيده لو اتبع آخركم أولكم لالتهب عليكم الوادي نارا» . وأنزل الله عز وجل {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما} [الجمعة: ١١]

حدثنا عمرو بن عبد الحميد الآملي، قال: ثنا جرير، عن حصين، عن سالم، ٦٤٨ عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب قائما يوم الجمعة، فجاءت عير من الشام، فانفتل الناس إليها حتى لم يبق إلا اثنا عشر رجلا، قال: فنزلت هذه الآية في الجمعة {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما} [الجمعة: ١١] وأما اللهو، فإنه اختلف من أي أجناس اللهو كان، فقال بعضهم: كان كبرا ومزامير

ذكر من قال ذلك حدثنا محمد بن سهل بن عسكر، قال: ثنا يحيى بن صالح، قال: ثنا سليمان بن بلال، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله، قال: كان الجواري إذا نكحوا كانوا يمرون بالكبر والمزامير ويتركون النبي صلى الله عليه وسلم قائما على المنبر، وينفضون إليها، فأنزل الله {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها} [الجمعة: ١١] وقال آخرون: كان طبلا[10]

 وذلك أن العير كانت إذا قدمت المدينة استقبلوها بالطبل والتصفيق، فيخرج الناس من المسجد، فلما كان ذات يوم جاءت العير فخرج الناس من المسجد، غير اثنى عشر رجلا وامرأة، ثم جاءت عير أخرى فخرجوا أيضا إلا اثنى عشر رجلا وامرأة، ثم إن دحية بن خليفة الكلبى من بنى عامر بن عوف أقبل بتجارة من الشام قبل أن يسلم، وكان يحمل معه من أنواع التجارة، وكان يتلقاه أهل المدينة بالطبل والتصفيق، فوافق قدومه يوم الجمعة والنبي -صلى الله عليه وسلم -قائم على المنبر يخطب، فخرج إليه الناس، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم -: انظروا كم بقى في المسجد؟ فقالوا: اثنا عشر رجلا وامرأة، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم -: لولا هؤلاء لقد سومت عليهم الحجارة، يعنى علم على الحجارة لهم، فأنزل الله -عز وجل -: {وإذا رأو تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما} [الجمعة: ١١] على المنبر {قل ما عند الله خير من اللهو} [الجمعة: ١١] يعنى من الطبل والتصفيق {ومن التجارة} [الجمعة: ١١] التي جاء بها دحية {والله خير الرازقين} [الجمعة: ١١] من غيره. وقيل: من الاثنى عشر رجلا الذين بقوا في المسجد أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما -[11].

 وقد روى البخاري والترمذي في مناسبة نزول الآية الأخيرة فقط من هذه الآيات حديثا عن جابر قال: «أقبلت عير يوم الجمعة ونحن مع النبي صلى الله عليه وسلم فثار الناس إلا اثني عشر رجلا فأنزل الله وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما»

ولقد أورد الطبري وغيره هذا الحديث ورووا زيادة مهمة لم ترد في الصحاح. ومن ذلك ما رواه البغوي أن الانفضاض كان بسبب سماع طبل صاحب القافلة. وأن النبي صلى الله عليه وسلم غضب من ذلك حتى قال: «والذي نفس محمد بيده لو تتابعتم حتى لا يبقى أحد لسال بكم الوادي نارا» . وفي رواية: «أنه سأل كم بقي في المسجد فقالوا اثنا عشر رجلا وامرأة فقال لولا هؤلاء لسومت لهم الحجارة من السماء» . وفي رواية رواها الطبري: «أن الانفضاض تكرر ثلاث مرات على ثلاث جمع لم يكن يبقى في كل جمعة إلا اثنا عشر رجلا وامرأة وأن النبي قال في الثالثة والذي نفسي بيده ولو اتبع آخركم أولكم لالتهب عليكم الوادي نارا، وأنزل الله وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما ... إلى آخر الآية[12]» .

جنگ احد

صحیح بخاری

جعل النبي صلى الله عليه وسلم على الرجالة يوم أحد - وكانوا خمسين رجلا - عبد الله بن جبير فقال: (إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم، وإن رأيتمونا هزمنا القوم وأوطأناهم، فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم). فهزموهم، قال: فأنا والله رأيت النساء يشتددن، قد بدت خلاخلهن وأسوقهن، رافعات ثيابهن. فقال أصحاب عبد الله بن جبير: الغنيمة أي قوم الغنيمة، ظهر أصحابكم فما تنتظرون؟ فقال عبد الله ابن جبير: أنسيتم ما قال لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: والله لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة، فلما أتوهم صرفت وجوههم فأقبلوا منهزمين، فذاك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم، فلم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم غير اثني عشر رجلا، فأصابوا منا سبعين، وكان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أصاب من المشركين يوم بدر أربعين ومائة، سبعين أسيرا وسبعين قتيلا. فقال أبو سفيان: أفي القوم محمد، ثلاث مرات، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يجيبوه، ثم قال: أفي القوم ابن أبي قحافة، ثلاث مرات، ثم قال: أفي القوم ابن الخطاب، ثلاث مرات، ثم رجع إلى أصحابه فقال: أما هؤلاء فقد قتلوا، فما ملك عمر نفسه، فقال: كذبت والله يا عدو الله، إن الذين عددت أحياء كلهم، وقد بقي لك ما يسؤوك. قال: يوم بيوم بدر، والحرب سجال، إنكم ستجدون في القوم مثلة، لم آمر بها ولم تسؤني[13] 

 ٤٥٦١ - حدثنا ‌عمرو بن خالد، حدثنا ‌زهير، حدثنا ‌أبو إسحاق قال: سمعت ‌البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: «جعل النبي صلى الله عليه وسلم على الرجالة يوم أحد عبد الله بن جبير، وأقبلوا منهزمين، فذاك: إذ يدعوهم الرسول في أخراهم، ولم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم غير اثني عشر رجلا[14]».

 ٣٠٣٩ - حدثنا ‌عمرو بن خالد : حدثنا ‌زهير حدثنا ‌أبو إسحاق قال: سمعت ‌البراء بن عازب رضي الله عنهما يحدث قال: «جعل النبي صلى الله عليه وسلم على الرجالة يوم أحد وكانوا خمسين رجلا عبد الله بن جبير فقال: إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم، وإن رأيتمونا هزمنا القوم وأوطأناهم، فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم فهزموهم، قال: فأنا والله رأيت النساء يشتددن، قد بدت خلاخلهن وأسوقهن، رافعات ثيابهن، فقال أصحاب عبد الله بن جبير: الغنيمة أي قوم، الغنيمة، ظهر أصحابكم٦٦ فما تنتظرون، فقال عبد الله بن جبير: أنسيتم ما قال لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: والله لنأتين (١) الناس فلنصيبن من الغنيمة، فلما أتوهم صرفت وجوههم فأقبلوا منهزمين، فذاك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم، فلم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم غير اثني عشر رجلا، فأصابوا منا سبعين، وكان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أصابوا من المشركين يوم بدر أربعين ومائة، سبعين أسيرا وسبعين قتيلا. فقال أبو سفيان: أفي القوم محمد، ثلاث مرات، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يجيبوه، ثم قال: أفي القوم ابن أبي قحافة، ثلاث مرات، ثم قال: أفي القوم ابن الخطاب، ثلاث مرات، ثم رجع إلى أصحابه فقال: أما هؤلاء فقد قتلوا، فما ملك عمر نفسه، فقال: كذبت والله يا عدو الله، إن الذين عددت لأحياء كلهم، وقد بقي لك ما يسوءك. قال: يوم بيوم بدر، والحرب سجال، إنكم ستجدون في القوم مثلة، لم آمر بها ولم تسؤني، ثم أخذ يرتجز: أعل (٢) هبل، أعل هبل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا تجيبوا له قالوا: يا رسول الله ما نقول؟ قال: قولوا: الله أعلى وأجل. قال: إن لنا العزى ولا عزى لكم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا تجيبوا له قال: قالوا: يا رسول الله ما نقول؟ قال: قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم[15]

 قال أصحاب عبدالله بن جبير: الغنيمة، أى قوم الغنيمة، ظهر أصحابكم، فما تنتظرون؟ فقال عبدالله بن جبير، أنسيتم ما قال لكم النبى (صلى الله عليه وسلم) ؟ قالوا: والله، لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة، فلما أتوهم، صرفت وجوههم فأقبلوا منهزمين فذاك إذ يدعوهم الرسول فى أخراهم، فلم يبق مع النبى، (صلى الله عليه وسلم) ، إلا اثنى عشر رجلا، فأصابوا منا سبعين، وكان النبى (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه أصابوا من المشركين يوم بدر أربعين ومائة، سبعين أسيرا، وسبعين قتيلا. فقال أبو سفيان: أفى القوم محمد، ثلاث مرات؟ فنهاهم النبى (صلى الله عليه وسلم) أن يجيبوه، ثم قال: أفى القوم ابن أبى قحافة، ثلاث مرات؟ ثم قال: أفى القوم ابن الخطاب، ثلاث مرات؟ ثم رجع إلى أصحابه، فقال: أما هؤلاء، فقد قتلوا، فما ملك عمر نفسه، فقال: كذبت والله يا عدو الله، إن الذين عددت لأحياء كلهم، وقد بقى لك ما يسوءك، قال: يوم بيوم بدر، والحرب سجال، إنكم ستجدون فى القوم مثلة لم آمر بها، ولم تسؤنى، ثم أخذ يرتجز: أعل هبل أعل هبل فقال (صلى الله عليه وسلم) : (أفلا تجيبوه) ؟ قالوا: ما نقول؟ قال: (قولوا: الله أعلى وأجل) ، قال: إن لنا العزى ولا عزى لكم، فقال (صلى الله عليه وسلم) : (ألا تجيبوه) ؟ قال: قالوا: يا رسول الله، ما نقول؟ قال: قولوا: (الله مولانا ولا مولى لكم[16])

 ٢٠٠٧ - عن البراء بن عازب قال: جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- على الرجالة يوم أحد عبد الله بن جبير وأقبلوا منهرين، فذلك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم، ولم يبق مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلا  اثني عشر رجلا[17].

 البخاري، عن البراء بن عازب قال: جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الرجالة عبد الله بن جبير وأقبلوا منهزمين وذلك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم، ولم يبق من النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا اثني عشر رجلا [18]

جنگ احزاب

دلائل النبوه

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي، حدثنا عيسى بن عبد الله الطيالسي، حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، حدثنا يوسف بن عبد الله بن أبي بردة، عن موسى بن أبي المختار، عن بلال العبسي، عن حذيفة بن اليمان: أن الناس تفرقوا عن رسول الله ليلة الأحزاب فلم يبق معه إلا اثنا عشر رجلا، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جاثي من البرد، قال: يا ابن اليمان م، فانطلق إلى عسكر الأحزاب، فانظر إلى حالهم، قلت: يا رسول الله! والذي بعثك بالحق ما قمت إليك إلا حياء منك، من البرد، قال: فانطلق يا ابن اليمان فلا بأس عليك، من حر ولا بد حتى ترجع إلي، قال: فانطلقت إلى عسكرهم، فوجدت أبا سفيان يوقد النار في عصبة حوله، قد تفرق الأحزاب عنه، قال حتى إذا جلست فيهم، قال فحس أبو سفيان أنه دخل فيهم من غيرهم، قال يأخذ كل رجل منكم بيد جليسه، فضربت بيدي على الذي عن يميني فأخذت بيده، ثم ضربت بيدي على الذي عن يساري فأخذت بيده، فكنت فيهم هنية، ثم قمت فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم يصلي، فأومأ، إلي بيده أن ادن فدنوت، ثم أومأ إلي أيضا: ادن، فدنوت، حتى أسبل علي من الثوب الذي كان عليه وهو يصلي، فلما فرغ من صلاته، قال ابن اليمان اقعد ما الخبر، قلت يا رسول الله، تفرق الناس عن أبي سفيان، فلم يبق، إلا في عصبة يوقد النار. قد صب الله عليه من البرد مثل الذي صب علينا، ولكنا نرجو من الله ما لا يرجو[19]

 أولئك هم الناس يتفرقون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب إلا اثني عشر رجلا فيخاطب عليه الصلاة والسلام الصحابي الجليل حذيفة قائلا: "قم فانطلق إلى عسكر الأحزاب" فيجيبه حذيفة: والذي بعثك بالحق ما قمت لك إلا حياء.. من البرد. فأنزل الله: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا}[20]

جنگ حنین

در این‌باره سخن فراوان است و شباهت‌های خوبی با مطلب مورد بحث دارد که در مجالی مستقل به آن خواهیم پرداخت. در این مقطع صرفاً به قولی اشاره می‌کنیم که باقی ماندگان نزد حضرت در این روز را نیز دوازده نفر معرّفی می‌کند:

وفيه: جواز الانتماء في الحرب، وإنما كره من ذلك ما كان على وجه الافتخار في غير الحرب، لأنه رخص في الخيلاء في الحرب مع نهيه عنها في غيرها. فإن قلت: الفرار من الزحف كبيرة، فكيف بمن انهزم هنا؟ قلت: قال الطبري: الفرار المتوعد عليه هو أن ينوي أن لا يعود إذا وجد قوة وأما من تحيز إلى فئة أو كان فراره لكثرة عدد العدو، ونوى العود إذا أمكنه، ليس داخلا في الوعيد، ولهذا قال، عز وجل، في حق هؤلاء {ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين} (التوبة: ٦٦) . وفيه: جواز الأخذ بالشدة والتعرض للهلكة في سبيل الله، لأن الناس فروا عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم. ولم يبق إلا اثني عشر رجلا، وهم: عتبة ومعتب ابني أبي لهب وجعفر بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وأبو بكر وعمر وعلي والفضل بن عباس وأسامة وقثم بن العباس وأيمن بن أم أيمن وقتل يومئذ، وربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب وأم سليم أم أنس بن مالك من النساء. وفيه: ركوب البغال في الحرب للإمام ليكون أثبت له، ولئلا يظن به الاستعداد للفرار والتولي، وهو من باب السياسة لنفوس الاتباع لأنه إذا ثبت أتباعه، وإذا ريىء منه العزم على الثبات عزم عليه[21].

 فإن قلت: الفرار من الزحف كبيرة؟ قلت: تداركوها بالرجوع سريعا وكانت غيرة من الله لإعجابهم بالكثرة كانوا اثنى عشر ألفا عشرة آلاف جيش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وألفين من الطلقاء قال تعالى: {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا} [التوبة:٢٥] وحنين -بضم الحاء مصغر- واد بين مكة والطائف من مكة على ثلاثة أيام، وكانت تلك الغزوة سنة ثمان بعد فتح مكة انصرف عنه الجيش إلا اثني عشر رجلا أبو بكر وعمر وعلي والفضل بن عباس وأسامة والعباس وربيعة بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب الذي كان آخذا بلجام بغلته واسمه المغيرة أخو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الرضاع. وكان يعده عوضا عن حمزة[22].


[1] صحيح البخاری ت البغا، ج 1، ص316 -317

[2] كتاب صحيح البخاري ت البغا، ج ٢، ص728

[3] كتاب صحيح مسلم ت عبد الباقی، ج ٢، ص590

[4] كتاب علل الدارقطني العلل الواردة في الأحاديث النبوية، ج ١٣، ص360

[5] كتاب حاشيه الشهاب علي تفسير البيضاوي عنايه القاضي وكفاية الراضي، ج ٨، ص196

[6] كتاب السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير، ج ۴، ص290

[7] اللباب في علوم الكتاب ، ج ١٩، ص94

[8] كتاب البراهين المعتبرة في هدم قواعد المبتدعة ، ص302-٣٠٣

[9] كتاب فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام ط المكتبة الإسلامية، ج ٢، ص326

[10] كتاب تفسير الطبري جامع البيان ط هجر ج ٢٢، ص646 -۶۴٨

[11] كتاب الغنية لطالبي طريق الحق ، ج ٢، ص95 -٩۶

[12] كتاب التفسير الحديث، ج ٧،‌ ص335

[13] كتاب صحيح البخاري ت البغا، ج ٣، ص1105

[14] كتاب صحيح البخاري ط السلطانية، ج ۶؛ ص38

[15] كتاب صحيح البخاري ط السلطانية، ج ۴ ص65

[16] كتاب شرح صحيح البخاري ابن بطال، ج ۵، ص195

[17] اختصار صحيح البخاري وبيان غريبه، ج ٣، ص443

[18] الأحكام الوسطى، ج ۴،ص344

[19] كتاب دلائل النبوة للبيهقي، ج ٣، ص450-۴۵١

[20]  كتاب مباحث في علوم القرآن لصبحي الصالح، ص172

[21] كتاب عمدة القاري شرح صحيح البخاري، ج ١۴، ص157

[22] كتاب الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري، ص ۴۴۴