۳) لولاه ما خلقتک[آدم علیه السلام]
بحارالانوار
46- و روى علي بن الحسين المسعودي في كتاب إثبات الوصية، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه و آله هذه الخطبة الحمد لله الذي توحد بصنع الأشياء و فطر أجناس البرايا على غير أصل و لا مثال … و أنا المقر بما أنزلت على ألسن أصفيائك أن أبانا آدم عند اعتدال نفسه و فراغك من خلقه رفع وجهه فواجهه من عرشك وسم[1] فيه لا إله إلا الله محمد رسول الله فقال إلهي من المقرون باسمك فقلت محمد خير من أخرجته من صلبك و اصطفيته بعدك من ولدك و لولاه ما خلقتك فسبحانك لك العلم النافذ و القدر الغالب لم تزل الآباء تحمله[2] و الأصلاب تنقله كلما أنزلته ساحة صلب جعلت له فيها صنعا يحث العقول على طاعته و يدعوها إلى متابعته[3] حتى نقلته إلى هاشم خير آبائه بعد إسماعيل فأي أب و جد و والد أسرة[4] و مجتمع عترة و مخرج طهر و مرجع فخر جعلت يا رب هاشما لقد أقمته لدن بيتك و جعلت له المشاعر و المتاجر[5] ثم نقلته من هاشم إلى عبد المطلب فأنهجته سبيل إبراهيم و ألهمته رشدا للتأويل و تفصيل الحق و وهبت له عبد الله و أبا طالب و حمزة و فديته في القربان بعبد الله كسمتك في إبراهيم بإسماعيل و وسمت بأبي طالب[6] في ولده كسمتك في إسحاق بتقديسك عليهم و تقديم الصفوة لهم فلقد بلغت إلهي ببني أبي طالب الدرجة التي رفعت إليها فضلهم في الشرف الذي مددت به أعناقهم و الذكر الذي حليت به أسماءهم و جعلتهم معدن النور و جنته و صفوة الدين و ذروته و فريضة الوحي و سنته ثم أذنت لعبد الله في نبذه[7]
[1] ( 1) رسم خ ل.
[2] ( 2) أي تحمل محمدا صلى الله عليه و آله.
[3] ( 3) إشارة الى خوارق عادة كانت تظهر من آبائه بسببه.
[4] ( 4) الاسرة: اهل الرجل المعروفون بالعائلة.
[5] ( 5) و المفاخر. خ ل.
[6] ( 6) في أبى طالب خ ل.
[7] بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج25، ص: 25-٣١