۷) لولاه[علی علیه السلام] ما خلق الله شیئا مما خلق
تفسیر امام عسکری
۸۳ و قال علي بن محمد ص و أما دعاؤه ص الشجرة: فإن رجلا من ثقيف كان أطب الناس- يقال له: الحارث بن كلدة الثقفي، جاء إلى رسول الله ص فقال: يا محمد جئت لأداويك من جنونك، فقد داويت مجانين كثيرة فشفوا على يدي.
فقال رسول الله ص يا حارث أنت تفعل أفعال المجانين، و تنسبني إلى الجنون! قال الحارث: و ما ذا فعلته من أفعال المجانين قال ص: نسبتك إياي إلى الجنون- من غير محنة منك و لا تجربة، و لا نظر في صدقي أو كذبي.
فقال الحارث: أ و ليس قد عرفت كذبك و جنونك- بدعواك النبوة التي لا تقدر لها[1] فقال رسول الله ص: و قولك لا تقدر لها، فعل المجانين، لأنك لم تقل: لم قلت كذا و لا طالبتني بحجة، فعجزت عنها.
فقال الحارث: صدقت أنا أمتحن أمرك بآية أطالبك بها، إن كنت نبيا فادع تلك الشجرة- و أشار لشجرة عظيمة بعيد عمقها- فإن أتتك علمت أنك رسول الله و شهدت لك بذلك- و إلا فأنت [ذلك] المجنون الذي قيل لي.
فرفع رسول الله ص يده إلى تلك الشجرة، و أشار إليها: أن تعالي. فانقلعت الشجرة بأصولها و عروقها، و جعلت تخد في الأرض أخدودا عظيما كالنهر- حتى دنت من رسول الله ص فوقفت بين يديه، و نادت بصوت فصيح: ها أنا ذا يا رسول الله [صلى الله عليك] ما تأمرني فقال لها رسول الله ص دعوتك[2] لتشهدي لي بالنبوة- بعد شهادتك لله بالتوحيد ثم تشهدي [بعد شهادتك لي] لعلي ع هذا بالإمامة، و أنه سندي و ظهري و عضدي و فخري [و عزي]، و لولاه ما خلق الله عز و جل شيئا مما خلق.
فنادت: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أنك يا محمد عبده و رسوله، أرسلك بالحق بشيرا [و نذيرا] و داعيا إلى الله بإذنه و سراجا منيرا، و أشهد أن عليا ابن عمك هو أخوك في دينك [و] أوفر خلق الله من الدين حظا، و أجزلهم من الإسلام نصيبا، و أنه سندك و ظهرك [و] قامع أعدائك، و ناصر أوليائك [و] باب علومك في أمتك، و أشهد أن أولياءك الذين يوالونه- و يعادون أعداءه حشو الجنة، و أن أعداءك الذين يوالون أعداءه- و يعادون أولياءه حشو النار.
فنظر رسول الله ص إلى الحارث بن كلدة فقال: يا حارث أ و مجنونا يعد من هذه آياته فقال الحارث بن كلدة: لا و الله يا رسول الله، و لكني أشهد أنك رسول رب العالمين، و سيد الخلق أجمعين، و حسن إسلامه[3].[4]
بحارالانوار
فرفع رسول الله يده إلى تلك الشجرة و أشار إليها أن تعالي فانقلعت تلك الشجرة بأصولها و عروقها و جعلت تخد في الأرض أخدودا[5] عظيما كالنهر حتى دنت من رسول الله ص فوقفت بين يديه و نادت بصوت فصيح ها[6] أنا ذا يا رسول الله ما تأمرني فقال لها رسول الله ص دعوتك لتشهد لي بالنبوة بعد شهادتك لله بالتوحيد ثم تشهدي بعد شهادتك لي لعلي هذا بالإمامة و أنه سندي و ظهري و عضدي و فخري و عزي[7] و لولاه ما خلق الله[8] عز و جل شيئا مما خلق[9]
[1] ( 3).« عليها» أ.
[2] ( 1).« أدعوك» أ.
[3] ( 2). عنه البحار: 17- 316 ضمن ح 15، و حلية الأبرار: 1- 310، و مدينة المعاجز: 58.
[4] التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام ؛ ص168-۱۶۹
[5] ( 1) خد الأرض: شقها. و الاخدود: الحفرة المستطيلة.
[6] ( 2) فها خ ل.
[7] ( 3) المصدر خال عن قوله: و عزى.
[8] ( 4) لما خلق خ ل. و هو الموجود في المصدر.
[9] بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج17 ؛ ص317