رفتن به محتوای اصلی

اجماع بر تعدد قرائات؛روایت ِ«حرف واحد»

عبارت دو کتاب تفسیر معروف شیعه(تبیان و مجمع البیان)در نقل اجماع اصحاب امامیه بر جواز قرائات رائج بین مسلمین[1]، مشتمل بر سه عنصر است:

۱.     درایت عملی

۲.     روایت قطعی.

۳.    تحلیل اجتهادی.

درایت عملی یعنی اجماع عملیِ میدانیِ قطعی بر خواندن قرائات رائج،

 و روایت قطعی یعنی معروفیت و اشتهار روایت نزول قرآن کریم بر حرف واحد،


[1] و اعلموا ان العرف من مذهب أصحابنا و الشائع من اخبارهم و رواياتهم ان القرآن نزل بحرف واحد، على نبي واحد، غير انهم اجمعوا على جواز القراءة بما يتداوله القراء و أن الإنسان مخير باي قراءة شاء قرأ، و كرهوا تجويد قراءة بعينها بل أجازوا القراءة بالمجاز الذي يجوز بين القراء و لم يبلغوا بذلك حد التحريم و الحظر.

و روى المخالفون لنا عن النبي (ص) انه قال: (نزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف.) و في بعضها: (على سبعة أبواب)و كثرت في ذلك رواياتهم. و لا معنى للتشاغل بإيرادها. و اختلفوا في تأويل الخبر،فاختار قوم ان معناه على سبعة معان: أمر، و نهي، و وعد، و وعيد، و جدل، و قصص، و أمثال‏

و روى ابن مسعود عن النبي «ص» انه قال: (نزل القرآن على سبعة أحرف:

زجر، و أمر، و حلال، و حرام، و محكم، و متشابه، و أمثال.)

و روى ابو قلامة عن النبي [ص‏] انه قال: [نزل القرآن على سبعة أحرف:

أمر، و زجر، و ترغيب، و ترهيب، و جدل، و قصص، و أمثال.]

و قال آخرون:

[نزل القرآن على سبعة أحرف.] أي سبع لغات مختلفة، مما لا يغير حكما في تحليل و تحريم، مثل. هلم. و يقال من لغات مختلفة، و معانيها مؤتلفة. و كانوا مخيرين في أول الإسلام في أن يقرءوا بما شاءوا منها. ثم اجمعوا على حدها، فصار ما اجمعوا عليه مانعاً مما اعرضوا عنه. و قال آخرون: [نزل على سبع لغات من اللغات الفصيحة، لأن القبائل بعضها افصح من بعض‏] و هو الذي اختاره الطبري. و قال بعضهم: [هي على سبعة أوجه من اللغات، متفرقة في القرآن، لأنه‏

لا يوجد حرف قرئ على سبعة أوجه.] و قال بعضهم: [وجه الاختلاف في القراءات سبعة:

أولها- اختلاف اعراب الكلمة او حركة بنائها فلا يزيلها عن صورتها في الكتاب و لا يغير معناها نحو قوله: هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ‏ بالرفع و النصب‏ وَ هَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ؟ بالنصب و النون و هل يجازى إلا الكفور؟ بالياء و الرفع. و بالبخل‏و البخل و البخل برفع الباء و نصبها. و ميسرة و ميسرة بنصب السين و رفعها.

و الثاني- الاختلاف في اعراب الكلمة و حركات بنائها مما يغير معناها و لا يزيلها عن صورتها في الكتابة مثل قوله: رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا على الخبر.

ربنا باعد على الدعاء. إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ‏بالتشديد و تلقونه بكسر اللام و التخفيف و الوجه الثالث- الاختلاف في حروف الكلمة دون اعرابها، مما يغير معناها و لا يزيل صورتها نحو قوله تعالى: كَيْفَ نُنْشِزُها بالزاء المعجمة و بالراء الغير معجمة و الرابع- الاختلاف في الكلمة مما يغير صورتها و لا يغير معناها نحو قوله:

إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةًو الازقية. و كالصوف المنفوش و كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ‏ و الخامس- الاختلاف في الكلمة مما يزيل صورتها و معناها نحو: وَ طَلْحٍ مَنْضُودٍو طلع. وَ جاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ‏ السادس- الاختلاف بالتقديم و التأخير نحو قوله:

بِالْحَقِ‏ و جاءت سكرة الحق بالموت.

السابع- الاختلاف بالزيادة و النقصان نحو قوله: و ما عملت أيديهم و ما عملته‏ بإسقاط الهاء و إثباتها. و نحو قوله: فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ و ان الله الغني الحميد. في سورة الحديد.

و هذا الخبر عندنا و ان كان خبراً واحداً لا يجب العمل به فالوجه الأخير أصلح الوجوه على ما روي عنهم عليه السلام من جواز القراءة بما اختلف القراءة فيه.( التبيان في تفسير القرآن، ج‏1،ص 7-٩)

فإذ قد تبينت ذلك فاعلم أن الظاهر من مذهب الإمامية أنهم أجمعوا على جواز القراءة بما تتداوله القراء بينهم من القراءات، إلا أنهم اختاروا القراءة بما جاز بين القراء، وكرهوا تجريد قراءة مفردة، والشائع في أخبارهم أن القرآن نزل بحرف واحد، وما روته العامة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: نزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف، اختلف في تأويله(مجمع البیان،ج ١،ص١٢)