رفتن به محتوای اصلی

ثبت قرائت غیر حفص از عاصم در کتب

۱.و ما یخادعون الا انفسهم

و ربما جعل قوله سبحانه: يخادعون الله و الذين آمنوا[1] على أنه مستعار فى بعض الأقوال، و هو أن يكون المعنى أنهم يمنون أنفسهم ألا يعاقبوا، و قد علموا أنهم مستحقون للعقاب، فقد أقاموا أنفسهم بذلك مقام المخادعين. و لذلك قال سبحانه: و ما يخادعون[2] إلا أنفسهم و ما يشعرون‏ [9].[3]

٢. و الذین عاقدت ایمانکم

و لكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان و الأقربون و الذين‏ عقدت‏ أيمانكم فآتوهم نصيبهم إن الله كان على كل شي‏ء شهيدا (33)

و قوله سبحانه: و الذين عاقدت[4] أيمانكم فآتوهم نصيبهم [33]. و هذه استعارة. و المراد بها- و الله أعلم- أن من عقدتم بينكم و بينه عقدا، فأدوا إليه ما يستحقه بذلك العقد عليكم. و إنما نسب المعاقدة إلى الأيمان على عادة العرب فى ذلك. يقول القائل: أعطانى فلان صفقة يمينه على كذا. و أخذت يد فلان مصافحة على كذا. و على هذا النحو أيضا إضافة الملك إلى الأيمان فى قوله تعالى: «و ما ملكت أيمانكم» لأن الإنسان فى الأغلب إنما يقبض من المال المستحق بيمينه، و يأخذ السلع المملوكة بيده.[5]

٣. جاعل اللیل سکناً

و قوله سبحانه: فالق الإصباح و جاعل‏ الليل سكنا [96] و هذه استعارة.[6]


[1] ( 1) كان من حق هذه الآية فى الترتيب أن تأتى قبل الآية العاشرة التي سبق الحديث عنها فى قوله تعالى:

( فى قلوبهم مرض إلخ) و لا أدرى أ كان ذلك سهوا من المؤلف رضى الله عنه، أم سهوا من الناسخ حيث وضعها فى غير موضعها، و أنزلها فى غير ترتيبها.

[2] ( 2) فى الأصل« و ما يخادعون» على أنها قراءة نافع و ابن كثير و أبى عمرو ليتجانس اللفظان فى الموضعين. و قرأ حمزة و الكسائي و عاصم و ابن عامر« يخدعون» كما أثبتناه. و كما نقرؤه فى المصحف الذي بين أيدينا.

[3] تلخيص البيان في مجازات القرآن،ص ۱۱۴

[4] ( 1) فى الأصل« و الذين عاقدت» بفعل المفاعلة، و هى قراءة. كما أن هناك قراءة« عقدت» بتشديد القاف، رواها على بن كبشة عن حمزة.

[5] تلخيص البيان في مجازات القرآن، ص ۱۲۷

[6] تلخيص البيان في مجازات القرآن، ص ۱۳۸