۳. دو بيعت بوده است:
قبل از قرن هشتم
تا قرن هشتم، سخن از یک بیعت بود و اختلاف بر سر زمان آن.
ترجیح روایت ابوسعید
در این میان برخی مانند بیهقی با ترجیح کلام ابوسعید بر روایت زهری از عائشه عملاً بیعت اول را ترجیح داد:
وقول الزهري في قعود علي عن بيعة أبي بكر رضي الله عنه حتى توفيت فاطمة رضي الله عنها منقطع، وحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في مبايعته إياه حين بويع بيعة العامة بعد السقيفة أصح[1]
وأما ما وقع في مسلم عن الزهري أن رجلا قال له لم يبايع علي أبا بكر حتى ماتت فاطمة قال لا ولا أحد من بني هاشم فقد ضعفه البيهقي بأن الزهري لم يسنده وأن الرواية الموصولة عن أبي سعيد أصح [2]
این در حالی است که در روایت صحیحین، فقط بیعت پس از شش ماه مطرح شده است و حتی مسلم که خود روایت ابوسعید را معادل یک شتر از لحاظ قیمت ارزیابی میکرد، این نقل را در کتاب خود نیاورده است.
قرن هشتم
در قرن هشتم نوبت به ابن کثیر میرسد که بین دو نقل جمع کند:
جمع ابن کثیر میان دو بیعت
او میگوید با توجه به اینکه علی علیهالسلام «لم یفارق ابابکر فی وقت من الاوقات» پس همان روز اول یا دوم پس از وفات رسول خدا صلی الله علیه و آله با ابوبکر بیعت کرد و اما بیعتی که صحیحین نقل کردهاند، تجدید و تأکید بیعت اول بوده است.
وقال الحافظ أبو بكر البيهقی ... ثم نظر فی وجوه القوم فلم ير عليا فدعا بعلی بن أبی طالب فجاء فقال قلت ابن عم رسول الله وختنه على ابنته أردت أن تشق عصا المسلمين قال لا تثريب يا خليفة رسول الله فبايعه هذا أو معناه وقال أبو علی الحافظ سمعت محمد بن اسحاق بن خزيمة يقول جاءنی مسلم بن الحجاج فسألنی عن هذا الحديث فكتبته له فی رقعة وقرأته عليه وهذا حديث يسوى بدنة بل يسوى بدرة وقد رواه البيهقی عن الحاكم وأبی محمد بن حامد المقری كلاهما عن أبی العباس محمد بن يعقوب الأصم عن جعفر بن محمد بن شاكر عن عفان بن سلم عن وهيب به ولكن ذكر أن الصديق هو القائل لخطيب الانصار بدل عمر وفيه أن زيد بن ثابت أخذ بيد أبی بكر فقال هذا صاحبكم فبايعوه ثم انطلقوا فلما قعد أبو بكر على المنبر نظر فی وجوه القوم فلم ير عليا فسأل عنه فقام ناس من الانصار فأتوا به فذكر نحو ما تقدم ثم ذكر قصة الزبير بعد على فالله أعلم وقد رواه على بن عاصم عن الجريری عن أبى نضرة عن أبى سعيد الخدری قذكر نحو ما تقدم وهذا اسناد صحيح محفوظ من حديث أبی نضرة المنذر بن مالك بن قطعة عن أبی سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدری
فائده جلیله
وفيه فائدة جليلة وهی مبايعة علی بن أبی طالب أما فی أول يوم أو فی اليوم الثانی من الوفاة وهذا حق فان علی بن أبی طالب لم يفارق الصديق فی وقت من الأوقات ولم ينقطع فی صلاة من الصلوات خلفه كما سنذكره وخرج معه الى ذی القصة لما خرج الصديق شاهرا سيفه يريد قتال أهل الردة كما سنبينه قريبا ولكن لما حصل من فاطمة رضی الله عنها عتب على الصديق بسبب ما كانت متوهمة من أنها تستحق ميراث رسول الله ولم تعلم بما أخبرها به الصديق رضی الله عنه أنه قال لا نورث ما تركنا فهو صدقة فحجبها وغيرها من أزواجه وعمه عن الميراث بهذا النص الصريح كما سنبين ذلك فی موضعه فسالته أن ينظر علی فی صدقة الأرض التی بخيبر وفدك فلم يجبها الى ذلك لأنه رأى أن حقا عليه أن يقوم فی جميع ما كان يتولاه رسول الله وهو الصادق البار الراشد التابع للحق رضی الله عنه فحصل لها وهی امرأة من البشر ليست براجبة العصمة عتب وتغضب ولم تكلم الصديق حتى ماتت واحتاج علی أن يراعی خاطرها بعض الشيء فلما ماتت بعد ستة أشهر من وفاة أبيها رأى علی أن يجدد البيعة مع أبی بكر رضی الله عنه كما سنذكره من الصحيحين وغيرهما فيما بعد ان شاء الله تعالى معما تقدم له من البيعة قبل دفن رسول الله ويزيد ذلك صحة قول موسى بن عقبة فی مغازيه عن سعد بن ابراهيم حدثنی ابی أن أباه عبد الرحمن بن عوف كان مع عمر وان محمد بن مسلمة كسر سيف الزبير ثم خطب ابو بكر واعتذ الى الناس وقال ما كنت حريصا على الامارة يوما ولا ليلة ولا سالتها فی سر ولا علانية فقبل المهاجرون مقالته وقال علی والزبير ما غضبنا إلا لأنا اخرنا عن المشورة وانا نرى ان ابا بكر احق الناس بها انه لصاحب الغار وانا لنعرف شرفه وخبره ولقد امره رسول الله ان يصلی بالناس وهو حی اسناد جيد ولله الحمد والمنة[3]
وقد رواه البخاری أيضا ومسلم وابو داود والنسائی من طرق متعددة عن الزهری عن عروة عن عائشة بنحوه فهذه البيعة التی وقعت من علی رضی الله عنه لأبی بكر رضی الله عنه بعد وفاة فاطمة رضی الله عنها بيعة مؤكدة للصلح الذی وقع بينهما وهی ثانية للبيعة التی ذكرناها أولا يوم السقيفة كما رواه ابن خزيمة وصححه مسلم بن الحجاج ولم يكن علی مجانبا لأبی بكر هذه الستة الاشهر بل كان يصلی وراءه ويحضر عنده للمشورة وركب معه الى ذی القصة كما سيأتی[4]
ابن حجر نیز در اینباره میگوید:
فتح الباری
وقد صحح بن حبان وغيره من حديث أبی سعيد الخدری وغيره أن عليا بايع أبا بكر فی أول الأمر وأما ما وقع فی مسلم عن الزهری أن رجلا قال له لم يبايع على أبا بكر حتى ماتت فاطمة قال لا ولا أحد من بنی هاشم فقد ضعفه البيهقی بأن الزهری لم يسنده وأن الرواية الموصولة عن أبی سعيد أصح وجمع غيره بأنه بايعه بيعة ثانية مؤكدة للأولى لإزالة ما كان وقع بسبب الميراث كما تقدم وعلى هذا فيحمل قول الزهری لم يبايعه علی فی تلك الأيام على إرادة الملازمة له والحضور عنده وما أشبه ذلك فإن فی انقطاع مثله عن مثله ما يوهم من لا يعرف باطن الأمر أنه بسبب عدم الرضا بخلافته فأطلق من أطلق ذلك وبسبب ذلك أظهر على المبايعة التی بعد موت فاطمة عليها السلام لإزالة هذه الشبهة[5]
الصواعق المحرقه
ثم هذا الحديث فيه التصريح بتأخر بيعة علی إلى موت فاطمة فينافی ما تقدم عن أبی سعيد أن عليا والزبير بايعا من أول الأمر لكن هذا الذی مر عن أبی سعيد من تأخر بيعته هو الذی صححه ابن حبان وغيره قال البيهقی وأما ما وقع فی صحيح مسلم عن أبی سعيد من تأخر بيعته هو وغيره من بنی هاشم إلى موت فاطمة رضی الله عنها فضعيف فإن الزهری لم يسنده وأيضا فالرواية الأولى عن أبی سعيد هی الموصولة فتكون أصح
و عليه فبينه وبين خبر البخاری المار عن عائشة تناف لكن جمع بعضهم بأن عليا بايع أولا ثم انقطع عن أبی بكر لما وقع بينه وبين فاطمة رضی الله عنها ما وقع فی مخلفه صلى الله عليه وسلم ثم بعد موتها بايعه مبايعة أخرى فتوهم من ذلك بعض من لا يعرف باطن الأمر أن تخلفه إنما هو لعدم رضاه ببيعته فأطلق ذلك من أطلق ومن ثم أظهر علی مبايعته لأبی بكر ثانيا بعد موتها على المنبر لإزالة هذه الشبهة[6]
و از زمان ابن کثیر، مسئلۀ دو بیعت بهعنوان راهحلی مناسب برای جمع بین تعارض اخبار به کار میرود. ببینید:
کلام حلبی(م١٠۴۴)
أی فالأمة اجمعت على حقية إمامة أبی بكر رضی الله تعالى عنه وهذا أی اجتماع علی كرم الله وجهه بأبی بكر رضی الله تعالى عنهما كان بعد ما أرسل إليه علی كرم الله وجهه فی الاجتماع به واجتمع به كما سيأتی لكن سيأتی أن ذلك كان بعد موت فاطمة بنت النبی صلى الله عليه وسلم ورضى عنها
وسياق غير واحد يدل على أن اجتماع علی والزبير ومبايعتهما ابا بكر رضی الله تعالى عنه كان قبل موت فاطمة رضی الله تعالى عنها وهو ما صححه ابن حبان وغيره ويؤيده ما حكاه بعضهم أن الصديق رضی الله تعالى عنه خرج يوم الجمعة فقال اجمعوا لی المهاجرين والانصار فاجتمعوا ثم أرسل إلى علی بن أبی طالب كرم الله وجهه والنفر الذين كانوا تخلفوا معه فقال له ما خلفك يا علی عن امر الناس فقال خلفنی عظيم المعتبة ورأيتكم استقليتم برأيكم فاعتذر إليه أبو بكر رضی الله تعالى عنه بخوف الفتنة لو أخر ثم أشرف على الناس وقال أيها الناس هذا علی بن ابی طالب لا بيعة لی فی عنقه وهو بالخيار من أمره ألا وانتم بالخيار جميعا فی بيعتكم فإن رأيتم لها غيری فأنا أول من يبايعه فلما سمع ذلك علی كرم الله وجهه زال ما كان داخله فقال أجل لا نرى لها غيرك امدد يدك فبايعه هو والنفر الذين كانوا معه فإن هذا دليل على أن عليا كرم الله وجهه بايع أبا بكر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام
وفی كلام المسعودی لم يبايع أبا بكر احد من بنی هاشم حتى ماتت فاطمة رضی الله تعالى عنها وقال رجل للزهری لم يبایع علی كرم الله وجهه أبا بكر ستة أشهر فقال لا والله لا أحد من بنی هاشم بايعه علی كرم الله وجهه فليتأمل الجمع على تقدير الصحة
وقد جمع بعضهم بأن عليا كرم الله وجهه بايع أولا ثم انقطع عن ابی بكر لما وقع بينه وبين فاطمة ما وقع
أی ويدل لهذا الجمع أن فی رواية أن أبا بكر رضی الله تعالى عنه لما صعد المنبر ونظر فی وجوه القوم فلم ير الزبير رضی الله تعالى عنه فدعا به فجاء فقال قلت ابن عمة رسول الله حواريه أردت أن تشق عصا المسلمين فقال لا تثريب يا خليفة رسول الله فقام فبايعه ثم نظر فی وجو القوم فلم ير عليا كرم اللله وجهه فدعا به فجاء فقال قلت ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه على ابنته أردت أن تشق عصا المسلمين فقال لا تثريب ياخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام فبايعه
ويبعد هذا الجمع ما فی البخاری عن عائشة رضی الله تعالى عنها فلما توفيت فاطمة رضی الله عنها التمس أی علی كرم الله وجهه مصالحة أبی بكر رضی الله تعالى عنه ولم يكن بايع تلك الأشهر فأرسل إلى أبی بكر الحديث وذكر فضيلته وسابقته وذكر انه لم يحمله على الذى صنع نفاسة حق على ابى بكر فاقبل الناس على على كرم الله وجه وقالوا اصبت واحسنت
وقد علمت الجمع بين من قال بايع بعد ثلاثة ايام من موته صلى الله عليه وسلم ومن قال لم يبع الا بعد موت فاطمه رضى الله تعالى عنها بعد ستة اشهر وهو انه بايع اولا ثم انقطع عن ابى بكر رضى الله تعالى عنه لما وقع بينه وبين فاطمه ما وقع ثم بايعه مبايعه اخرى فتوهم من ذلك بعض من لا يعرف باطن الامر ان تخلفه انما هو لعدم رضاه بيعته فاطلق ذلك من اطلقه ومن ثم اظهر على كرم الله وجه مبايعه لابى بكر ثانيا بعد ثوبتها على المنبر لازالة هذه الشبههوبهذا يعلم ما وقع فی صحيح مسلم عن ابی سعيد من تاخر بيعة علی هو وغيره من بنی هاشم الى موت فاطمة ومن ثم حكم بعضهم عليه بالضعف
ومما يؤيد الضعف ما جاء أن عليا وأبا بكر رضی الله عنهما جاآ لزيارة قبر النبی صلى الله عليه وسلم بعد وفاته بستة أيام فقال علی كرم الله وجهه تقدم يا خليفة رسول الله فقال ابو بكر رضی الله تعالى عنه ما كنت لأتقدم رجلا سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه علی منی بمنزلتی من ربی وصلاة أبی بكر رضی الله تعالى عنه بالناس لم تختص بالمرض فقد جاء أنه وقع قتال بين بنی عمرو بن عوف فبلغ النبی صلى الله عليه وسلم ذلك فأتاهم بعد الظهر ليصلح بينهم فقال يا بلال إن حضرت الصلاة ولم آت مر أبا بكر فليصل بالناس فلما حضرت صلاة العصر أقام بلال الصلاة ثم أمر أبا بكر كما تقدم
وفی شرح مسلم للإمام النووی رحمه الله وتأخر علی كرم الله وجهه أی ومن تأخر معه عن البيعة لابی بكر ليس قادحا فيها لأن العلماء اتفقوا على أنه لا يشترط لصحتها مبايعة كل أهل العقد والحل بل مبايعة من تيسر منهم وتأخره كان للعذر أی الذی تقدم وكان عذر أبی بكر وعمر وبقية الصحابة واضحا لأنهم رأوا أن المبادرة بالبيعة من أعظم مصالح المسلمين لأن تأخرها ربما لزم عليه اختلاف فينشأ عنه مفساد كثيرة كما افصح به أبو بكر رضی الله تعالى عنه فيما تقدم[7]
[1] كتاب السنن الكبرى للبيهقي ط العلمية، ج ۴، ص۴۸۹
[2] فتح الباری، ج۷ ، ص ۴۹۵
[3] البداية والنهاية، ج5، ص248 و ط احیاء التراث ، ج5، ص۲۶۹-۲۷۰ و همینطور السیره النبویه لابن کثیر، ج 4، ص ۴۹۵
[4] البداية والنهاية، ج5، ص286 و ط احیاء التراث ، ج5، ص۳۰۷
[5] قبل از این عبارت آمده است:
وتشهد علي فعظم حق أبي بكر زاد مسلم في روايته من طريق معمر عن الزهري وذكر فضيلته وسابقيته ثم مضى إلى أبي بكر فبايعه قوله وكان المسلمون إلى علي قريبا أي كان ودهم له قريبا حين راجع الأمر بالمعروف أي من الدخول فيما دخل فيه الناس قال القرطبي من تأمل ما دار بين أبي بكر وعلي من المعاتبة ومن الاعتذار وما تضمن ذلك من الإنصاف عرف أن بعضهم كان يعترف بفضل الآخر وأن قلوبهم كانت متفقة على الاحترام والمحبة وإن كان الطبع البشري قد يغلب أحيانا لكن الديانة ترد ذلك والله الموفق وقد تمسك الرافضة بتأخر علي عن بيعة أبي بكر إلى أن ماتت فاطمة وهذيانهم في ذلك مشهور وفي هذا الحديث ما يدفع في حجتهم (كتاب فتح الباري لابن حجر، ج 7، ص 495 المكتبة الشاملة(
[6] الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة، ج1، ص۴۳
[7] السيرة الحلبية ، ج٣، ص485 و ط العلمیه، ج ٣، ص ۵۰۹-۵۱۱
بدون نظر