رفتن به محتوای اصلی

٣. ابوالدرداء

طعام الفاجر

سنن سعید بن منصور

[١٩٦٧] حدثنا سعيد، قال: نا [ ... ]مغيرة، عن إبراهيم؛ قال: كان أبو الدرداء يقرئ رجلا أعجميا؛ فقال: {إن شجرت الزقوم (٤٣) طعام الأثيم (٤٤)}، فلم يحسن الأعجمي يقول {الأثيم}، فقال: "طعام اليتيم"، فقال أبو الدرداء: "طعام الفاجر"

[١٩٦٨] حدثنا سعيد، قال: نا أبو معاوية، قال: نا الأعمش، عن إبراهيم، عن همام ؛ قال: كان أبو الدرداء يقرئ رجلا: {إن شجرت الزقوم (٤٣) طعام الأثيم (٤٤)}، فجعل الرجل يقول: طعام اليتيم. فلما رأى أبو الدرداء أنه لا يفهم؛ قال: "إن شجرة الزقوم طعام الفاجر".[1] 

طبری

وقد: حدثنا محمد بن بشار قال: ثنا عبد الرحمن قال: ثنا سفيان، عن ٥٤ الأعمش، عن إبراهيم، عن همام بن الحارث، أن أبا الدرداء، كان يقرئ رجلا {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم} [الدخان: ٤٤] فقال: طعام اليتيم، فقال أبو الدرداء: «قل إن شجرة الزقوم طعام الفاجر[2]»

حاکم نیشابوری

٣٦٨٤ - حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني، ثنا محمد بن عبد الوهاب، ثنا يعلى بن عبيد، ثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن همام بن الحارث، عن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: قرأ رجل عنده {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم} [الدخان: ٤٤] فقال أبو الدرداء: «قل طعام الأثيم» فقال الرجل: طعام اليثيم. فقال أبو الدرداء قل: «طعام الفاجر» هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه "

[التعليق - من تلخيص الذهبي]٣٦٨٤ - على شرط البخاري ومسلم[3]

ثعلبی

[٢٦٩١] أنبأني عقيل بن محمد  أخبرنا المعافى بن زكريا حدثنا محمد بن جرير  حدثنا أبو السائب حدثنا أبو معاوية  عن الأعمش  عن إبراهيم عن همام بن الحارث  قال: كان أبو الدرداء - رضي الله عنه - يقرئ رجلا: {إن شجرت الزقوم (٤٣) طعام الأثيم} فجعل الرجل يقول: طعام اليتيم، فلما أكثر عليه أبو الدرداء - رضي الله عنه -، فرآه لا يفهم. قال: قل إن شجرت الزقوم طعام الفاجر (١).

(١) [٢٦٩١] الحكم على الإسناد:

رجاله ثقات، عدا شيخ المصنف لم أجده.

التخريج:

أخرجه الطبري في "تفسيره" ٢٥/ ١٣١ ومن طريقه أخرجه المؤلف.

وأخرجه الحاكم في "المستدرك" ٢/ ٤٨٩ من طريق الأعمش به، بنحوه.

وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

عزاه السيوطي في "الدر" ٥/ ٧٥٢ أيضا لسعيد بن منصور، وعبد بن حميد وابن المنذر.

وهذه القراءة إنما هي على التفسير، ذكر ذلك ابن عطية في "المحرر الوجيز" ١٣/ ٢٨٤، يقول القرطبي: ولا حجة في هذا للجهال من أهل الزيغ أنه يجوز إبدال حرف من القرآن بغيره، لأن ذلك إنما كان من عبد الله تقريبا للمتعلم وتوطئة منه للرجوع إلى الصواب واستعمال الحق والتكلم بالحرف على إنزال الله تعالى وحكاية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٦/ ١٤٩[4].

مکی بن ابی طالب

وروي أن أبا الدرداء كان يقرئ رجلا {إن شجرة الزقوم * طعام الأثيم} فكان الرجل يقول: طعام اليتيم. فلما أكثر عليه أبو الدرداء ولم يفهم الرجل، قال له: إن شجرة الزقوم طعام) الفاجر.

فهذه قراءة على التفسير لا يحسن أن يقرأ بها[5].

زمخشری

قرئ: إن شجرت الزقوم، بكسر الشين، وفيها ثلاث لغات: شجرة، بفتح الشين وكسرها وشيرة، بالياء. وروى أنه لما نزل أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم قال ابن الزبعرى: إن أهل اليمن يدعون أكل الزبد والتمر: التزقم، فدعا أبو جهل بتمر وزبد فقال: تزقموا فإن هذا هو الذي يخوفكم به محمد، فنزل إن شجرة الزقوم طعام الأثيم وهو الفاجر الكثير الآثام. وعن أبى الدرداء أنه كان يقرئ رجلا فكان يقول طعام اليثيم، فقال: قل طعام الفاجر يا هذا.

وبهذا يستدل على أن إبدال كلمة مكان كلمة جائز إذا كانت مؤدية معناها. ومنه أجاز أبو حنيفة القراءة بالفارسية على شريطة، وهي: أن يؤدى القارئ المعاني على كمالها من غير أن يخرم منها شيئا. قالوا: وهذه الشربطة تشهد أنها إجازة كلا إجازة، لأن في كلام العرب خصوصا في القرآن الذي هو معجز بفصاحته وغرابة نظمه وأساليبه من لطائف المعاني والأغراض ما لا يستقل بإذائه لسان من فارسية وغيرها، وما كان أبو حنيفة رحمه الله يحسن الفارسية، فلم يكن ذلك منه عن تحقق وتبصر وروى على بن الجعد عن أبى يوسف عن أبى حنيفة مثل قول صاحبيه في إنكار القراءة بالفارسية[6]

ذهبی

كان أبو الدرداء يقرئ رجلا أعجميا: {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم} [الدخان: ٤٣] ، فقال: طعام اليتيم.فرد عليه، فلم يقدر أن يقولها، فقال: قل طعام الفاجر، فأقرأه طعام الفاجر.[7]

{طعام الأثيم} هو الفاجر الكثير الآثام وعن أبي الدرداء أنه كان يقرىء رجلا فكان يقول طعام اليتيم فقال قل طعام الفاجر يا هذا وبهذا تستدل على أن إبدال الكلمة مكان الكلمة جائز إذ كانت مؤذيه معناها ومنه اجاز ابو حنيفة رضى الله عنه القراءة بالفارسية بشرط أن يؤدي القارىء المعاني كلها على كمالها من غير أن يخرم منها شيئا قالوا وهذه الشريطة تشهد أنها اجاز كلا إجازة لأن في كلام العرب خصوصا في القرآن الذي هو معجز بفصاحته وغرابة نظمه واساليبه من لطائف المعانى والدقائق مالا يستقل بأدائه لسان من فارسية وغيرها ويروى رجوعه إلى قولهما وعليه الاعتماد[8]

سیوطی

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن همام بن الحارث قال: كان أبو الدرداء يقرىء رجلا {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم} فجعل الرجل يقول: طعام اليتيم

فلما رأى أبو الدرداء أنه لا يفهم قال: إن شجرة الزقوم طعام الفاجر[9]

التفسیر المأثور

٧٠١١٠ - عن أبي بن كعب، أنه كان يقرئ رجلا فارسيا، فكان إذا قرأ عليه: {إن شجرت الزقوم طعام الأثيم} قال: طعام اليتيم. فمر به النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «قل له: طعام الظالم». فقالها، ففصحت بها لسانه  (١٣/ ٣٨٧)...

٧٠١١٢ - عن همام بن الحارث، قال: كان أبو الدرداء يقرئ رجلا: {إن شجرت الزقوم طعام الأثيم}. فجعل الرجل يقول: طعام اليتيم. فلما رأى أبو الدرداء أنه لا يفهم قال: إن شجرة الزقوم طعام الفاجر [٥٩٢٣]. (١٣/ ٢٨٥)[10]


[1] كتاب سنن سعيد بن منصور تكملة التفسير ط الألوكة، ج ٧، ص ٣٢۶-٣٢٧

[2] كتاب تفسير الطبري جامع البيان ط هجر، ج ٢١، ص ۵٣-۵۴

[3] كتاب المستدرك على الصحيحين للحاكم ط العلمية، ج ٢، ص ۴٨٩

[4] كتاب تفسير الثعلبي الكشف والبيان عن تفسير القرآن ط دار التفسير، ج ٢٣، ص ۵٣٨-۵٣٩

[5] كتاب الهداية الى بلوغ النهاية،  ج ١٠، ص ۶۵٧٢

[6] كتاب تفسير الزمخشري الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، ج ۴، ص ٢٨١

[7] كتاب سير أعلام النبلاء ط الرسالة، ج ٢، ص ٣۵٠ 

[8] كتاب تفسير النسفي مدارك التنزيل وحقائق التأويل،ج ٣، ص ٢٩۴ 

[9] كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور،ج ۴، ص ۴١٨ 

[10] كتاب موسوعة التفسير المأثور ، ج ٢٠، ص ۵٣