۶. انس بن مالک
اصوب قیلاً
ابن وهب
١٠٥ - قال: وحدثني الحارث بن نبهان عن أبان بن أبي عياش أن أنس بن مالك قرأ: {إن ناشئة الليل هي أشد وطأ} وأصوب {قيلا}؛ قال: فقلت له: أو {أقوم قيلا}، فقال: أصوب وأقوم واحد[1].
ابویعلی
٤٠٢٢ - حدثنا إبراهيم، حدثنا أبو أسامة، حدثنا الأعمش، أن أنس بن مالك قرأ هذه الآية: (إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأصوب قيلا)، فقال له رجل: إنما نقرؤها {وأقوم قيلا} [المزمل: ٦]، فقال: «إن أقوم، وأصوب، وأهيأ، وأشباه هذا واحد»
[حكم حسين سليم أسد] : إسناده ضعيف ومتنه منكر مردود[2]
ابن جنی
من ذلك حدثنا عباس الدوري عن أبي يحيى الحماني عن الأعمش عن أنس أنه قرأ: "وأقوم قيلا"، و"وأصوب". فقيل له: يا أبا حمزة، إنما هي: "وأقوم قيلا"، فقال أنس: إن أقوم أصوب وأهيأ واحد.قال أبو الفتح: هذا يؤنس بأن القوم كانوا يعتبرون المعاني، ويخلدون إليها، فإذا حصلوها وحصنوها سامحوا أنفسهم في العبارات عنها.ومن ذلك ما رؤينا عن أبي زيد أن أبا سرار الغنوي كان يقرأ: "فحاسوا خلال الديار"، والحاء غير معجمة. فقيل له: إنما هو "جاسوا"، فقال: حاسوا، وجاسوا واحدومن ذلك حكاية ذي الرمة في قوله:وظاهر لها من يابس الشختفقيل له" أنشدتنا بائس السخت فقال: بائس، ويابس واحد[3].
طبری
حدثنا يحيى بن داود الواسطي، قال: حدثنا أبو أسامة، عن الأعمش، قال: قرأ أنس هذه الآية: (إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأصوب قيلا) ، فقال له بعض القوم: يا أبا حمزة إنما هي وأقوم فقال: «أقوم وأصوب وأهدى، واحد[4]»
ثعالبی
واختار هذه القراءة أبو عبيد وقال جماعة: ناشئة الليل ساعاته كلها، لأنها تنشأ شيئا بعد شيء، وقيل في تفسير ناشئة الليل غير هذا، وقرأ أنس بن مالك «وأصوب قيلا» فقيل له: إنما هو أقوم فقال: أقوم وأصوب واحد[5].
ابن عطیه
وفي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أقرأني جبريل على حرف، فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف» .
وعلى هذا تجيء قراءة عمر بن الخطاب لسورة الفرقان وقراءة هشام بن حكيم لها، وإلا فكيف يستقيم أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم في قراءة كل منهما- وقد اختلفتا-: هكذا أقرأني جبريل؟ هل ذلك إلا لأنه أقرأه بهذه مرة وبهذه مرة. وعلى هذا يحمل قول أنس بن مالك حين قرأ إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأصوب قيلا [المزمل: ٦] ، فقيل له: إنما تقرأ وأقوم، فقال أنس: «أصوب وأقوم وأهيأ واحد» . فإنما معنى هذا أنها مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإلا فلو كان هذا لأحد من الناس أن يضعه لبطل معنى قول الله تعالى: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون [الحجر: ٩] [6].
ابوموسی المدینی
٣٥١- (ح) وبه قال: حدثنا الأبار، ثنا جعفر بن عمران، ثنا أبو يحيى الحماني، عن الأعمش قال: سمعت أنسا رضي الله عنه يقول: ((إن ناشئة الليل هي أشد ⦗١٩٣⦘ وطءا وأصوب قيلا)) ، فقيل له: يا أبا حمزة: وأقوم قيلا، فقال: أقوم وأصوب واحد[7].
قرطبی
وإلا فكيف يستقيم أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم في كل قراءة منهما وقد اختلفا:" هكذا أقرأني جبريل" هل ذلك إلا أنه أقرأه مرة بهذه ومرة بهذه، وعلى هذا يحمل قول أنس حين قرأ:" إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأصوب قيلا" فقيل له: إنما نقرأ" وأقوم قيلا". فقال أنس: وأصوب قيلا، وأقوم قيلا وأهيأ، واحد، فإنما معنى هذا أنها مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإلا فلو كان هذا لأحد من الناس أن يضعه لبطل معنى قوله تعالى:" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" روى البخاري ومسلم وغيرهما عن عمر بن الخطاب: قال سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة" الفرقان" على غير ما أقرؤها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها، فكدت أن أعجل عليه، ثم أمهلته حتى انصرف ثم لببته «٢» بردائه، فجئت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله، إني سمعت هذا يقرأ سورة" الفرقان" على غير ما أقرأتنيها! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أرسله اقرأ" فقرأ القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" هكذا أنزلت" ثم قال لي:" اقرأ" فقرأت فقال:" هكذا أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤا ما تيسر منه". قلت: وفي معنى حديث عمر هذا، ما رواه مسلم عن أبي بن كعب قال: كنت في المسجد فدخل رجل يصلى، قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ودخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه، فأمرهما النبي صلى الله عليه وسلم فقرآ، فحسن النبي صلى الله عليه وسلم شأنهما، فسقط في نفسي من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما قد غشيني، ضرب في صدري ففضت عرقا، وكأنما أنظر إلى الله تعالى فرقا، فقال لي:" يا أبي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف فرددت إليه أن هون على أمتي فرد إلي الثانية اقرأه على حرفين فرددت إليه ان هون على أمتي[8]
ذهبی
جعفر بن محمد بن عمران، حدثنا أبو يحيى الحماني، عن الأعمش: سمعت أنسا يقرأ: (إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأصوب قيلا) .فقيل له: يا أبا حمزة! (وأقوم قيلا) . فقال: أقوم، وأصوب واحد[9]
هیثمی
١٢١٧ - حدثنا إبراهيم، حدثنا أبو أسامة، حدثنا الأعمش أن أنس بن مالك قرأ هذه الآية: إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأصوب قيلا.
فقال له رجل: إنما نقرأها {وأقوم قيلا} [المزمل: ٦] .
فقال: إن {أقوم} [الإسراء: ٩] وأصوب وأهيأ وأشباه هذا واحد[10].
ابن حجر
٣٧٦٩ - وقال أبو يعلى: حدثنا إبراهيم، ثنا أبو أسامة، ثنا الأعمش قال: إن أنس بن مالك رضي الله عنه قرأ هذه الآية: {إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأصوب قيلا} فقال له رجل: إنما نقرؤها: {وأقوم قيلا}، فقال إن: أقوم، وأصوب، وأهيأ، وأشباه هذا واحد[11]
سیوطی
وأخرج أبو يعلى وابن جرير ومحمد بن نصر وابن الأنباري في المصاحف عن أنس بن مالك أنه قرأ هذه الآية إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأصوب قيلا فقال له رجل: انا نقرؤها {وأقوم قيلا} فقال: إن أصوب وأقوم وأهيأ وأشباه هذا واحد[12]
وضعنا و حللنا و حططنا سواء
ابن جنی
{ووضعنا عنك وزرك}
وقرأ أنس فيما رواه أبان عنه: «وحططنا عنك وزرك» ، قال: قلت: يا أبا حمزة! «ووضعنا»، قال: وضعنا وحللنا وحططنا عنك وزرك سواء. إن جبريل أتى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ على سبعة أحرف، ما لم تخلط مغفرة بعذاب، أو عذابا بمغفرة.قال أبو الفتح: قد سبقت مثل هذه الحكاية سواء عن أنس، وهذا ونحوه هو الذى سوغ انتشار هذه القراءات، ونسأل الله توفيقا[13].
ابن عطیه
وقرأ أنس بن مالك «وحططنا عنك وزرك» ، وفي حرف ابن مسعود «وحللنا عنك وقرك» . وفي حرف أبي «وحططنا عنك وقرك» ، وذكر أبو عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم صوب جميعها[14]
و هم یجمزون
ابن جنی
{لولوا إليه وهم يجمحون} (٥٧) ومن ذلك ما رواه الأعمش قال: سمعت أنسا يقرأ: «لولوا إليه وهم يجمزون»، قيل له: وما يجمزون؟ إنما هى يجمحون. فقال: يجمحون ويجمزون ويشتدون واحد.
قال أبو الفتح: ظاهر هذا أن السلف كانوا يقرءون الحرف مكان نظيره من غير أن تتقدم القراءة بذلك، لكنه لموافقته صاحبه فى المعنى. وهذا موضع يجد الطاعن به إذا كان هكذا على القراءة مطعنا، فيقول: ليست هذه الحروف كلها عن النبى صلى الله عليه وسلم، ولو كانت عنه لما ساغ إبدال لفظ مكان لفظ إذ لم يثبت التخيير فى ذلك عنه، ولما أنكر أيضا عليه: «يجمزون»، إلا أن حسن الظن بأنس يدعو إلى اعتقاد تقدم القراءة بهذه الأحرف الثلاثة التى هى «يجمحون» و «يجمزون» و «يشتدون»، فيقول: اقرأ بأيها شئت، فجميعها قراءة مسموعة عن النبى صلى الله عليه وسلم؛ لقوله عليه السلام: «نزل القرآن بسبعة أحرف كلها شاف كاف».فإن قيل: لو كانت هذه الأحرف مقروءا بجميعها لكان النقل بذلك قد وصل إلينا، قيل: أو لا يكفيك أنس موصلا لها إلينا؟ فإن قيل: إن أنسا لم يحكها قراءة وإنما جمع بينها فى المعنى، واعتل فى جواز القراءة بذلك لا بأنه رواها قراءة متقدمة، قيل: قد سبق من ذكر حسن الظن ما هو جواب عن هذا[15]
زمخشری
أغار الثعلب، إذا أسرع، بمعنى مهارب ومفار أو مدخلا أو نفقا يندسون فيه وينجحرون، وهو مفتعل من الدخول. وقرئ مدخلا من دخل، ومدخلا من أدخل: مكانا يدخلون فيه أنفسهم. وقرأ أبى بن كعب رضى الله عنه: متدخلا وقرئ: لو ألوا إليه لالتجؤا إليه يجمحون يسرعون إسراعا لا يردهم شيء، من الفرس الجموح، وهو الذي إذا حمل لم يرده اللجام. وقرأ أنس رضى الله عنه: يجمزون. فسئل فقال: يجمحون ويجمزون ويشتدون واحد[16].
فخر رازی
واعلم أنه تعالى ذكر ثلاثة أشياء وهي: الملجأ، والمغارات، والمدخل، والأقرب أن يحمل كل واحد منها على غير ما يحمل الآخر عليه، فالملجأ يحتمل الحصون، والمغارات الكهوف في الجبال، والمدخل السرب تحت الأرض نحو الآبار. قال صاحب «الكشاف» : قرئ مدخلا من دخل ومدخلا من أدخل وهو مكان يدخلون فيه أنفسهم، وقرأ أبي بن كعب متدخلا وقرأ لوألو إليه أي لالتجاؤا، وقرأ أنس يجمزون فسئل عنه فقال: يجمحون ويجمزون ويشتدون واحد[17].
[1] كتاب تفسير القرآن من الجامع لابن وهب، ج ٣، ص ۵١
[2] كتاب مسند أبي يعلى ت حسين أسد،ج ٧، ص ٨٨
[3] كتاب المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها ط المجلس الأعلى، ج ٢، ص ٣٣۶
[4] كتاب تفسير الطبري جامع البيان ط هجر، ج ١، ص ۴٧
[5] كتاب تفسير الثعالبي الجواهر الحسان في تفسير القرآن، ج ۵، ص ۵٠٣
[6] تفسير ابن عطية المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، ج ١، ص ۴٧
[7] كتاب اللطائف من دقائق المعارف في علوم الحفاظ الأعارف، ص ١٩٢-١٩٣
[8] كتاب تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرآن، ج ١، ص ۴٨
[9] كتاب سير أعلام النبلاء ط الرسالة، ج ۶، ص ٢۴۴
[10] كتاب المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي، ج ٣، ص ١٢١
[11] كتاب المطالب العالية محققا، ج ١۵، ص ۴١٢
[12] كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور، ج ٨، ص ٣١٧
[13] كتاب المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها ط العلمية، ج ٢، ص ۴٣۴-۴٣۵
[14] تفسير ابن عطية المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، ج ۵، ص ۴٩٧
[15] كتاب المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها ط العلمية، ج ١، ص ۴١۴-۴١۵
[16] كتاب تفسير الزمخشري الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، ج ٢، ص ٢٨١
[17] كتاب تفسير الرازي مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير، ج ١۶، ص ٧۵
بدون نظر