۱۷) بنا اثمرت الاشجار
الکافی
5- محمد بن أبي عبد الله عن محمد بن إسماعيل عن الحسين بن الحسن عن بكر بن صالح عن الحسن بن سعيد عن الهيثم بن عبد الله عن مروان بن صباح قال قال أبو عبد الله ع إن الله خلقنا فأحسن خلقنا و صورنا فأحسن صورنا و جعلنا عينه في عباده و لسانه الناطق[1] في خلقه و يده المبسوطة على عباده بالرأفة و الرحمة و وجهه الذي يؤتى منه و بابه الذي يدل عليه و خزانه في سمائه و أرضه[2] بنا أثمرت الأشجار و أينعت الثمار و جرت الأنهار و بنا ينزل غيث السماء و ينبت عشب الأرض و بعبادتنا عبد الله و لو لا نحن ما عبد الله.[3]
الوافی
346- 13 الكافي، 1/ 144/ 5/ 1 محمد بن أبي عبد الله عن محمد بن إسماعيل عن الحسين بن الحسن عن بكر بن صالح عن الحسن بن سعيد عن الهيثم بن عبد الله عن مروان بن صباح قال قال أبو عبد الله ع إن الله خلقنا[4] فأحسن خلقنا و صورنا فأحسن صورنا و جعلنا عينه في عباده و لسانه الناطق في خلقه و يده المبسوطة على عباده بالرأفة و الرحمة و وجهه الذي يؤتى منه و بابه الذي يدل عليه و خزانة في سمائه و أرضه بنا أثمرت الأشجار و أينعت الثمار و جرت الأنهار و بنا ينزل غيث السماء و ينبت عشب الأرض و بعبادتنا عبد الله و لو لا نحن ما عبد الله.
بيان
حسن الخلق عبارة عن اعتدال المزاج و استواء أجزائه و حسن الصورة عبارة عن تناسب الأعضاء و الأشكال و الهيئات و هما في الأكثر يكونان على حسب شرافة الروح و ذكائها و حسن أخلاقها و اتصافها بالملكات الفاضلة و سلامتها من الأمراض الباطنة و الرذائل النفسانية فالروح الأكمل إنما يكون للمزاج الأعدل و إنما هم عين الله من حيث كونهم واسطة في رؤيته تعالى للمخلوقات باعتبار و باعتبار آخر بالعكس و لسان الله من حيث كونهم واسطة في إنشاء الكلام و تبليغه إلى العباد و يد الله من حيث كونهم واسطة في تصريف الأشياء و وجه الله من حيث أن بهم يتوجه الله إلى الخلائق و بهم يتوجه العباد إلى الله و باب الله من حيث أن بهم يدخلون إلى دار رحمته و منازل كرامته و خزان الله من حيث أن عندهم العلم بحقائق الأشياء على الإجمال.
و أما أن بهم أثمرت الأشجار إلى آخر ما قال فلكونهم المقصود من الوجود و الإيجاد و أما أن بعبادتهم عبد الله فلأن العبادة إنما تصح على المعرفة الكاملة و ليست إلا لهم كما قال سبحانه و ما يؤمن أكثرهم بالله إلا و هم مشركون[5] و ينع الثمر بتقديم المثناة التحتانية على النون نضجه و إدراكه أي صارت نضيجة و العشب بالتسكين الكلاء الرطب[6]
مرآه العقول
" بنا أثمرت الأشجار" إذ الغاية في خلق العالم المعرفة و العبادة كما دلت عليه الآيات و الأخبار، و لا يتأتى الكامل منهما إلا منهم، و لا يتأتيان من سائر الخلق إلا بهم، فهم سبب نظام العالم، و لذا يختل عند فقد الإمام لانتفاء الغاية و قد قال سبحانه: لولاك لما خلقت الأفلاك، قيل: و يحتمل أن يكون أثمار الأشجار و إيناع الأثمار و جرى الأنهار" إه" كناية عن ظهور الكمالات النفسانية و الجسمانية، و وصولها إلى غايتها المطلوبة، و ظهور العلم و أمثاله، و قال في النهاية أينع الثمر يونع و ينع يينع فهو مونع و يانع إذا أدرك و نضج و أينع أكثر استعمالا، و العشب بالضم الكلاء الرطب.[7]
بحارالانوار
7- و مما رواه من كتاب منهج التحقيق، بإسناده عن محمد بن الحسين رفعه عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال: قال إن الله تعالى خلق أربعة عشر نورا من نور عظمته قبل خلق آدم بأربعة عشر ألف عام فهي أرواحنا فقيل له يا ابن رسول الله عدهم بأسمائهم فمن هؤلاء الأربعة عشر نورا فقال محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين و تاسعهم قائمهم ثم عدهم بأسمائهم ثم قال نحن و الله الأوصياء الخلفاء من بعد رسول الله ص و نحن المثاني التي أعطاها الله نبينا و نحن شجرة النبوة و منبت الرحمة و معدن الحكمة و مصابيح العلم و موضع الرسالة و مختلف الملائكة و موضع سر الله و وديعة الله جل اسمه في عباده و حرم الله الأكبر و عهده المسئول عنه فمن وفى بعهدنا فقد وفى بعهد الله و من خفره[8] فقد خفر ذمة الله و عهده عرفنا من عرفنا و جهلنا من جهلنا نحن الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملا إلا بمعرفتنا و نحن و الله الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه إن الله تعالى خلقنا فأحسن خلقنا و صورنا فأحسن صورنا و جعلنا عينه على عباده و لسانه الناطق في خلقه و يده المبسوطة عليهم بالرأفة و الرحمة و وجهه الذي يؤتى منه و بابه الذي يدل عليه و خزان علمه و تراجمة وحيه و أعلام دينه و العروة الوثقى و الدليل الواضح لمن اهتدى و بنا أثمرت الأشجار و أينعت الثمار و جرت الأنهار و نزل الغيث من السماء و نبت عشب الأرض و بعبادتنا عبد الله و لولانا ما عرف الله و ايم الله لو لا وصية سبقت و عهد أخذ علينا لقلت قولا يعجب منه أو يذهل منه الأولون و الآخرون[9].[10]
[1] ( 2) لما كان اللسان يعبر عما في الضمير يبين ما أراد الإنسان اظهاره اطلق عليهم( ع) لسان الله لانهم البعيدون عن الله يبينون حلاله و حرامه و معارفه و سائر ما يريد بيانه للخلق و بابه الذي يدل عليه و انما سموا أبواب الله لانه لا بد لمن يريد معرفته سبحانه و طاعته من ان يأتيهم ليدلوه عليه و على رضاه( آت)
[2] ( 3) و خزانه في سمائه و ارضه حيث انه عندهم مفاتيح الخير من العلوم و الأسماء الحسنى التي بها ينفتح أبواب الجود على العالمين.( رف) و بهم اثمرت الاشجار و اينعت الثمار لكونهم المقصودين من الوجود و الايجاد.( فى). و« بعبادتنا عبد الله» أي بمعرفتنا و عبادتنا إياه تعالى التي نعرفه و نعبده و نهدى عباده إليها و نعلمها إياهم عبد الله.
[3] الكافي (ط - الإسلامية) ؛ ج1 ؛ ص144
[4] ( 1). قوله:« إن الله خلقنا فأحسن خلقنا ...» أي فأحسن خلقنا حيث خلقهم( عليهم السلام) من الطينة الطاهرة أو من حيث اكمالهم و عصمتهم من الخطأ و الزلة و صورنا فأحسن صورنا أي جعلنا ذوي صور حسنة و أخلاق جميلة و حلانا بالكمالات النفسانية و قوانا بالقوى الداعية إلى الخير و الصلاح العاملة بفضائل الأعمال المؤدية إلى الفلاح و جعلنا عينه الناظر بها إلى عباده نظر الرحمة فإن بوساطتهم أو سببهم ينالهم الرحمة و لسانه الذي يبين به الحق و يظهره على عباده فان بوساطتهم يظهر الحق و الصلاح على العباد و يمتاز عن الضلال و الفساد و يده المبسوطة على عباده بالرأفة و الرحمة التي بها تظهر آثار الرأفة و الرحمة منه فيهم و وجهه الذي يؤتى منه فمن لم يأته من ذلك الوجه لا يصل إليه و لا يعرفه حق معرفته و لا يعبده حق عبادته و بابه الذي يدل عليه و من لم يأته منه لم يعرفه و لم يدخل في منزل المعرفة و العبودية و خزانه في سمائه و أرضه حيث عندهم مفاتيح الخير من العلوم و الأسماء التي بها يفتح أبواب الجود على العالمين و قوله« بنا أثمرت الأشجار و أينعت الثمار» أي بنا يصل كل مخلوق إلى كماله فان كمالات الإنسان التي هي المعرفة و العبودية كما ينبغي و على ما هي مطلوبة من العباد إنما تحصل و تتم بهدايتهم و طاعتهم.
و قال عز من قائل:\i و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون\E فلولاهم و الهداية بهم لما خلقوا و لو لا خلقهم لما خلق ما سواهم و لا أعطى لكل خلق منها كماله و يحتمل أن يكون إثمار الأشجار و إيناع الأثمار و جري الأنهار و نزول غيث السماء و نبت عشب الأرض كناية عن ظهور الكمالات النفسانية و الجسمانية و وصولها إلى غايتها المطلوبة و ظهور العلوم الواصلة من المعلم الى المتعلمين و فيضان العلوم من مبادئها إلى منتهى سلسلة البدء و استكماله بما ينجر به إلى العود و قوله« و بعبادتنا عبد الله» أي معرفتنا و عبادتنا التي بها نعرفه و نعبده و نهدي عباده إليها و نعلمها إياهم عبد الله لا بغيرها مما يسميها العامة معرفة و عبادة و هذه المعرفة و العبادة إنما تكون لمن انتجبه الله و اختاره لحملها و افاضها عليه و أمر عباده بالأخذ منهم و المراجعة إليهم فيها لئلا يضلوا بأهواء الشياطين و لو لا نحن و الحملة لعلمه و المنتجبون لمعرفته ما عبد الله حق عبادته و معرفته. رفيع-( رحمه الله).
[5] ( 1). يوسف/ 106.
[6] الوافي ؛ ج1 ؛ ص419-۴۲۰
[7] مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول ؛ ج2 ؛ ص117
[8] ( 1) أي و من نقض عهدنا فقد نقض عهد الله و غدر به.
[9] ( 2) المحتضر: 129.
[10] بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج25 ؛ ص4-۵
بدون نظر