جواز قرائت به معنا
١.ابیّ بن کعب
انظرونا، امهلونا، اخّرونا، ارقبونا
مشوا فیه، مروا فیه، سعوا فیه
ابن عبدالبر
وقال أبو جعفر الطحاوي في حديث عمر وهشام بن حكيم المذكور في هذا الباب قد علمنا أن كل واحد منهما إنما أنكر على صاحبه ألفاظا قرأ بها الآخر ليس في ذلك حلال ولا حرام ولا زجر ولا أمر وعلمنا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا أنزلت أن السبعة الأحرف التي نزل القرآن بها لا تختلف في أمر ولا نهي ولا حلال ولا حرام وإنما هي كمثل قول الرجل للرجل أقبل وتعال وهلم وادن ونحوها وذكر أكثر أحاديث هذا الباب حجة لهذا المذهب وبين ما ذكر في ذلك أن قال حدثنا بكار بن قتيبة قال حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد قال أخبرنا علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة (عن أبي بكرة) قال جاء جبريل إلى النبي عليهما السلام فقال اقرأ علي حرف قال فقال ميكائيل استزده فقال اقرأ على حرفين فقال ميكائيل استزده حتى بلغ إلى سبعة أحرف فقال اقرأه فكل شاف كاف إلا أن تخلط آية رحمة بآية عذاب أو آية عذاب بآية رحمة على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع وعجل حدثنا عبد الله بن محمد بن يحيى قال حدثنا محمد (بن بكر) بن عبد الرزاق قال حدثنا أبو داود قال حدثنا محمد بن يحيى بن فارس قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر قال قال الزهري إنما هذه الأحرف في الأمر الواحد ليس تختلف في حلال ولا حرام وذكر أبو عبيد عن عبد الله بن صالح عن الليث عن عقيل ويونس عن ابن شهاب في الأحرف السبعة هي في الأمر الواحد الذي لا اختلاف فيه وروى الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود قال إني سمعت القرأة فرأيتهم متقاربين فاقرأوا كما علمتم وإياكم والتنطع (والاختلاف) فإنما هو كقول أحدكم هلم وتعال وروى ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ للذين آمنوا انظرونا للذين آمنوا أمهلونا للذين آمنوا أخرونا للذين آمنوا ارقبونا وبهذا الإسناد عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ كلما أضاء لهم مشوا (فيه) مروا فيه سعوا فيه كل هذه الأحرف كان يقرؤها أبي بن كعب فهذا معنى الحروف المراد بهذا الحديث والله أعلم إلا أن مصحف عثمان الذي بأيدي الناس اليوم هو منها حرف واحد وعلى هذا أهل العلم[1]
ابوشامه
"وقد جاء عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ: {للذين آمنوا انظرونا} ، مهلونا، أخرونا، أرجئونا ، وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه} ، مروا فيه، سعوا فيه ، كل هذه الحروف كان يقرأ بها أبي بن كعب، إلا أن مصحف عثمان الذي بأيدي الناس اليوم هو منها حرف واحد". وقال: "وعلى هذا أهل العلم، فاعلم"[2].
قرطبی
وقد اختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولا ذكرها أبو حاتم محمد بن حبان البستي، نذكر منها في هذا الكتاب خمسة أقوال: الأول وهو الذي عليه أكثر أهل العلم كسفيان بن عيينة وعبد الله بن وهب والطبري والطحاوي وغيرهم: أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة، نحو أقبل وتعال وهلم. قال الطحاوي: وأبين ما ذكر في ذلك حديث أبي بكرة قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استرده، فقال: اقرأ على حرفين، فقال ميكائيل: استرده، حتى بلغ إلى سبعة أحرف، فقال: اقرأ فكل شاف كاف إلا أن تخلط آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع وعجل. وروى ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس عن أبي بن كعب ان كان يقرأ" للذين آمنوا انظرونا": للذين آمنوا أمهلونا، للذين آمنوا أخرونا، للذين آمنوا ارقبونا. وبهذا الإسناد عن أبي أنه كان يقرأ" كلما أضاء لهم مشوا فيه": مروا فيه، سعوا فيه. وفي البخاري ومسلم قال الزهري: إنما هذه الأحرف في الأمر الواحد ليس يختلف في حلال ولا حرام. قال الطحاوي: إنما كانت السعة للناس في الحروف لعجزهم عن أخذ القرآن على غير لغاتهم، لأنهم كانوا أميين لا يكتب إلا القليل منهم، فلما كان يشق على كل ذي لغة أن يتحول إلى غيرها من اللغات، ولو رام ذلك لم يتهيأ له الا بمشقة عظيمة، فوسع لهم[3]
٢. عبدالله بن مسعود
طعام الفاجر
تفسیر ابن وهب
١١٧ - قال: وحدثني الليث بن سعد عن محمد بن عجلان عن عون بن عبد الله يرفع الحديث إلى عبد الله بن مسعود أنه كان يقرئ رجلا ⦗٥٥⦘ أعجميا هذه الآية: {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم}، فيقول الأعجمي: طعام اليتيم؛ فقال ابن مسعود: أتستطيع أن تقول طعام الفاجر، قال: نعم، قال: فاقرأ كذلك[4].
١١٨ - قال: وحدثني مالك بن أنس قال: أقرأ عبد الله بن مسعود رجلا: {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم}، فجعل يقول: طعام اليتيم، فقال له عبد الله: طعام الفاجر؛ قال: قلت لمالك: أترى أن تقرأ كذلك، قال: نعم، أرى ذلك واسعا[5].
ابویوسف
٢٢٣ - عن أبيه عن أبي حنيفة، عن حماد، عن إبراهيم، عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رجلا كان يقرئه ابن مسعود، وكان أعجميا، فجعل يقول: {إن شجرة الزقوم، طعام الأثيم} [الدخان: ٤٤] فجعل الرجل يقول: طعام اليتيم، فرد عليه، كل ذلك يقول: طعام اليتيم فقال ابن مسعود: قل: «طعام الفاجر» ، ثم قال ابن مسعود: " إن الخطأ في القرآن ليس أن تقول: الغفور الرحيم، العزيز الحكيم، إنما الخطأ أن تقرأ آية الرحمة آية العذاب، وآية العذاب آية الرحمة، وأن يزاد في كتاب الله ما ليس فيه[6] "
ابوعبید
حدثنا نعيم بن حماد، عن عبد العزيز بن محمد، عن محمد بن عجلان، عن عون بن عبد الله بن عتبة، ⦗٣١٢⦘ أن ابن مسعود، أقرأ رجلا {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم} [الدخان: ٤٤] فقال الرجل: (طعام اليتيم) فرددها عليه، فلم يستقم به لسانه. فقال: «أتستطيع أن تقول (طعام الفاجر) ؟» قال: نعم. قال: «فافعل[7]»
ابن رشد
قال مالك: أقرأ عبد الله بن مسعود رجلا {إن شجرت الزقوم} [الدخان: ٤٣] {طعام الأثيم} [الدخان: ٤٤] ، فجعل الرجل يقول طعام اليتيم، فقال ابن مسعود: طعام الفاجر.
قال محمد بن رشد: ظاهر قول ابن مسعود هذا أنه لما لم يحسن القارئ أن يقول طعام الأثيم قال له طعام الفاجر على جهة التفسير. وهذا يدل على ما قيل من أن القراءة التي تنسب إلى ابن مسعود إنها قراءة كان يقرئها على وجه التفسير لأصحابه لا على أنها قرآن. وقد قيل إنها قراءة لم تثبت، إذ إنما نقلت نقل آحاد، ونقل الآحاد غير مقطوع به، والقرآن إنما يؤخذ بالنقل المقطوع به، وهو النقل الذي ينقله الكافة عن الكافة، فما لم يقطع عليه أنه قرآن لمخالفته مصحف عثمان المجتمع عليه لا تباح قراءته على أنه قرآن، إذ حكمه حكم ما يروى عن النبي- صلى الله عليه وسلم - من الأحاديث والأخبار، فلا تجوز الصلاة به. وكذلك قال في المدونة: إن من صلى خلف من يقرأ بقراءة ابن مسعود أعاد في الوقت وبعده، وإن علم وهو في الصلاة قطع وخرج. فيجب على الإمام أن يمنع منه ويضرب عليه ولا يبيح قراءة سوى ما ثبت بين اللوحين في مصحف عثمان، على ما وقع في أول سماع عيسى من كتاب السلطان، وبالله التوفيق[8].
زمخشری
مسألة: ٦٢ - قراءة القرآن بالعجمية في الصلاة
إذا عبر فاتحة الكتاب أو القرآن بالفارسية أو بالعجمية، فقرأها في الصلاة، فإنه تصح صلاته عندنا وعند الشافعي: لا تصح دليلنا في ذلك، قوله تعالى: {إن هذا لفي الصحف الأولى (١٨) صحف إبراهيم وموسى}وصحف إبراهيم وموسى ليست على لسان العرب.وروى عن عبد الله بن مسعود أنه كان يلقن الرجل هذه الأية، قوله تعالى: {إن شجرت الزقوم (٤٣) طعام الأثيم} وكان لسان الرجل لا يقدر أن يقول هذه الكلمة، فعجز عن الإتيان في لفظه، فقال له: قل طعام الفاجر، فدل على أنه يجوز بلغة أخرى والدليل عليه: وهو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مبعوث إلى العرب والعجم، وأمره بالإنذار فكان ينذر العرب بلغته وبلسانه وينذر العجم بلسانه دل على أنه يجوز.احتج الشافعي، وقال؛ لأن الله تعالى قال في كتابه {إنا أنزلناه قرآنا عربيا} فدل أن القرآن عربي، فإذا عبر بعبارة أخرى، لم تجز صلاته؛ لأنه لم يقرأ القرآن، وقراءة القرآن شرط لجواز الصلاة[9]
قرطبی
و" الأثيم" الفاجر، قاله أبو الدرداء. وكذلك قرأ هو وابن مسعود. وقال همام بن الحارث: كان أبو الدرداء يقرئ رجلا" إن شجرة الزقوم طعام الأثيم" والرجل يقول: طعام اليتيم، فلما لم يفهم قال له:" طعام الفاجر". قال أبو بكر الأنباري: حدثني أبي قال حدثنا نصر قال حدثنا أبو عبيد قال حدثنا نعيم بن حماد عن عبد العزيز بن محمد عن ابن عجلان عن عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال: علم عبد الله بن مسعود رجلا" إن شجرة الزقوم. طعام الأثيم" فقال الرجل: طعام اليتيم، فأعاد عليه عبد الله الصواب وأعاد الرجل الخطأ، فلما رأى عبد الله أن لسان الرجل لا يستقيم على الصواب قال له: أما تحسن أن تقول طعام الفاجر؟ قال بلى، قال فافعل. ولا حجة في هذا للجهال من أهل الزيغ، أنه يجوز إبدال الحرف من القرآن بغيره، لأن ذلك إنما كان من عبد الله تقريبا للمتعلم، وتوطئة منه له للرجوع إلى الصواب، واستعمال الحق والتكلم بالحرف على إنزال الله وحكاية رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال الزمخشري:" وبهذا يستدل على أن إبدال كلمة مكان كلمة جائز إذا كانت مؤدية معناها. ومنه أجاز أبو حنيفة القراءة بالفارسية على شريطة، وهي أن يؤدي القارئ المعاني على كمالها من غير أن يخرم منها شيئا. قالوا: وهذه الشريطة تشهد أنها إجازة كلا إجازة، لأن في كلام العرب خصوصا في القرآن الذي هو معجز بفصاحته وغرابة نظمه وأساليبه، من لطائف المعاني والأغراض ما لا يستقل بأدائه لسان من فارسية وغيرها، وما كان أبو حنيفة رحمه الله يحسن الفارسية، فلم يكن ذلك منه عن تحقق وتبصر. وروى علي بن الجعد عن أبي يوسف عن أبي حنيفة مثل قول صاحبيه في إنكار القراءة بالفارسية[10]
ابوشامه
قلت: وقال قوم: السبعة الأحرف منها ستة مختلفة الرسم، كانت الصحابة تقرأ بها إلى خلافة عثمان رضي الله عنهم، نحو الزيادة، والألفاظ المرادفة، والتقديم، والتأخير، [و] نحو "إن الله يغفر الذنوب جميعا ولا يبالي" "وجاءت سكرة الحق بالموت" ، "صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين" ، "يأخذ كل سفينة صالحة غصبا" ، "والعصر ونوائب الدهر" ، "وله أخ أو أخت من أمة"، "وما أصابك من سيئة فمن نفسك إنا كتبناها عليك" ، و"إن كانت إلى زقية واحدة" ، و"كالصوف المنقوش" ، و"طعام الفاجر" ، و"إن بوركت النار ومن حولها" في نظائر ذلك، فجمعهم عثمان على الحرف السابع الذي كتبت عليه المصاحف، وبقي من القراءات ما وافق المرسوم، فهو المعتبر، إلا حروفا يسيرة اختلف رسمها في مصاحف الأمصار، نحو "أوصى" و"وصى" ) ، و {من يرتد} و"من يرتدد"[11]
ابن العربی
المسألة الثانية روي أن ابن مسعود أقرأ رجلا طعام الأثيم فلم يفهمها؛ فقال له: طعام الفاجر، فجعلها الناس قراءة، حتى روى ابن وهب عن مالك قال: أقرأ ابن مسعود رجلا إن شجرة الزقوم طعام الأثيم فجعل الرجل يقول: طعام اليتيم، فقال له عبد الله بن مسعود: طعام الفاجر. فقلت لمالك: أترى أن يقول كذلك؟ قال: نعم.
وروى البصريون عنه أنه لا يقرأ في الصلاة بما يروى عن ابن مسعود. وقال ابن شعبان: لم يختلف قول مالك إنه لا يصلى بقراءة ابن مسعود فإنه من صلى بها أعاد صلاته؛ لأنه كان يقرأ بالتفسير. وقد بينا القول في حال ابن مسعود في سورة آل عمران، ولو صحت قراءته لكانت القراءة بها سنة، ولكن الناس أضافوا إليه ما لم يصح عنه؛ فلذلك قال مالك: لا يقرأ بما يذكر عن ابن مسعود.
والذي صح عنه ما في المصحف الأصلي.
فإن قيل: ففي المصحف الأصلي قراءات واختلافات فبأي يقرأ؟ قلنا: وهي: المسألة الثالثة بجميعها بإجماع من الأمة، فما وضعت إلا لحفظ القرآن، ولا كتبت إلا للقراءة بها، ولكن ليس يلزم أن يعين المقروء به منها، فيقرأ بحرف أهل المدينة، وأهل الشام[12]
سیوطی
وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن الأنباري وابن المنذر عن عون بن عبد الله أن ابن مسعود أقرأ رجلا {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم} فقال الرجل: طعام اليتيم فرددها عليه فلم يستقم بها لسانه فقال: أتستطيع أن تقول: طعام الفاجر قال: نعم قال: فافعل[13]
٧٠١١١ - أقرأ عبد الله بن مسعود رجلا: {إن شجرت الزقوم طعام الأثيم}، فقال الرجل: طعام اليتيم. فرددها عليه، فلم يستقم بها لسانه، فقال: أتستطيع أن تقول: طعام الفاجر؟ قال: نعم. قال: فافعل (١٣/ ٢٨٥) [14]
هلمّ، اقبل، تعال
ابوعمرو دانی
٤٤ - حدثنا خلف بن أحمد قال: نا زياد بن عبد الرحمن قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا محمد بن يحيى بن سلام، قال: حدثنا أبي عن يزيد بن إبراهيم عن محمد بن سيرين أن عبد الله بن مسعود قال: «نزل القرآن على سبعة أحرف كقولك:هلم، أقبل، تعال»[15]
٩ - حدثنا خلف بن أحمد قال نا زياد بن عبد الرحمن قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا محمد بن يحيى بن سلام قال حدثنا أبي عن يزيد بن إبراهيم عن محمد بن سيرين أن عبد الله بن مسعود قال نزل القرآن على سبعة أحرف كقولك هلم أقبل تعال[16]
ابن منظور
إن هذا القرآن لا يختلف ولا يستشن ولا يتفه لكثرة الرد، فمن قرأه على حرف فلا يدعه رغبة عنه، ومن قرأه على شيء من تلك الحروف التي علم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يدعه رغبة عنه، فإنه من يجحد بآية منه يجحد به كله، فإنما هو كقول أحدكم لصاحبه: أعجل وحيهلا. والله لو أعلم رجلا أعلم بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم مني لطلبته حتى أزداد علمه إلى علمي. إنه سيكون قوم يميتون الصلاة، فصلوا الصلاة لوقتها، واجعلوا أصلابكم معهم تطوعا، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعارض بالقرآن في كل رمضان، وإني عرضت عليه في العام الذي قبض مرتين فأنبأني أني محسن، وقد قرأت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة[17].
البقاعی
من أصحاب عبد الله - وما سماه لنا - قال: لما أراد عبد الله أن يأتي المدينة.جمع أصحابه فقال: والله إني لأرجو أن يكون قد أصبح فيكم من الفضل ما أصبح في أجناد المسلمين من الدين والفقه، والعلم بالقرآن. إن هذا القرآن لا يختلف، ولا يستشنأ ولا ينفذ لكثرة الرد، فمن قرأ على حرف، فلا يدعه رغبة عنه، فإنه من يجحد بآية منه، يجحد به كله، فإنما هو كقول أحدكم لصاحبه: أعجل وحيهلا[18]
٣. ابوالدرداء
طعام الفاجر
سنن سعید بن منصور
[١٩٦٧] حدثنا سعيد، قال: نا [ ... ]مغيرة، عن إبراهيم؛ قال: كان أبو الدرداء يقرئ رجلا أعجميا؛ فقال: {إن شجرت الزقوم (٤٣) طعام الأثيم (٤٤)}، فلم يحسن الأعجمي يقول {الأثيم}، فقال: "طعام اليتيم"، فقال أبو الدرداء: "طعام الفاجر"
[١٩٦٨] حدثنا سعيد، قال: نا أبو معاوية، قال: نا الأعمش، عن إبراهيم، عن همام ؛ قال: كان أبو الدرداء يقرئ رجلا: {إن شجرت الزقوم (٤٣) طعام الأثيم (٤٤)}، فجعل الرجل يقول: طعام اليتيم. فلما رأى أبو الدرداء أنه لا يفهم؛ قال: "إن شجرة الزقوم طعام الفاجر".[19]
طبری
وقد: حدثنا محمد بن بشار قال: ثنا عبد الرحمن قال: ثنا سفيان، عن ⦗٥٤⦘ الأعمش، عن إبراهيم، عن همام بن الحارث، أن أبا الدرداء، كان يقرئ رجلا {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم} [الدخان: ٤٤] فقال: طعام اليتيم، فقال أبو الدرداء: «قل إن شجرة الزقوم طعام الفاجر[20]»
حاکم نیشابوری
٣٦٨٤ - حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني، ثنا محمد بن عبد الوهاب، ثنا يعلى بن عبيد، ثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن همام بن الحارث، عن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: قرأ رجل عنده {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم} [الدخان: ٤٤] فقال أبو الدرداء: «قل طعام الأثيم» فقال الرجل: طعام اليثيم. فقال أبو الدرداء قل: «طعام الفاجر» هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه "
[التعليق - من تلخيص الذهبي]٣٦٨٤ - على شرط البخاري ومسلم[21]
ثعلبی
[٢٦٩١] أنبأني عقيل بن محمد أخبرنا المعافى بن زكريا حدثنا محمد بن جرير حدثنا أبو السائب حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن همام بن الحارث قال: كان أبو الدرداء - رضي الله عنه - يقرئ رجلا: {إن شجرت الزقوم (٤٣) طعام الأثيم} فجعل الرجل يقول: طعام اليتيم، فلما أكثر عليه أبو الدرداء - رضي الله عنه -، فرآه لا يفهم. قال: قل إن شجرت الزقوم طعام الفاجر (١).
(١) [٢٦٩١] الحكم على الإسناد:
رجاله ثقات، عدا شيخ المصنف لم أجده.
التخريج:
أخرجه الطبري في "تفسيره" ٢٥/ ١٣١ ومن طريقه أخرجه المؤلف.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" ٢/ ٤٨٩ من طريق الأعمش به، بنحوه.
وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
عزاه السيوطي في "الدر" ٥/ ٧٥٢ أيضا لسعيد بن منصور، وعبد بن حميد وابن المنذر.
وهذه القراءة إنما هي على التفسير، ذكر ذلك ابن عطية في "المحرر الوجيز" ١٣/ ٢٨٤، يقول القرطبي: ولا حجة في هذا للجهال من أهل الزيغ أنه يجوز إبدال حرف من القرآن بغيره، لأن ذلك إنما كان من عبد الله تقريبا للمتعلم وتوطئة منه للرجوع إلى الصواب واستعمال الحق والتكلم بالحرف على إنزال الله تعالى وحكاية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٦/ ١٤٩[22].
مکی بن ابی طالب
وروي أن أبا الدرداء كان يقرئ رجلا {إن شجرة الزقوم * طعام الأثيم} فكان الرجل يقول: طعام اليتيم. فلما أكثر عليه أبو الدرداء ولم يفهم الرجل، قال له: إن شجرة الزقوم طعام) الفاجر.
فهذه قراءة على التفسير لا يحسن أن يقرأ بها[23].
زمخشری
قرئ: إن شجرت الزقوم، بكسر الشين، وفيها ثلاث لغات: شجرة، بفتح الشين وكسرها وشيرة، بالياء. وروى أنه لما نزل أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم قال ابن الزبعرى: إن أهل اليمن يدعون أكل الزبد والتمر: التزقم، فدعا أبو جهل بتمر وزبد فقال: تزقموا فإن هذا هو الذي يخوفكم به محمد، فنزل إن شجرة الزقوم طعام الأثيم وهو الفاجر الكثير الآثام. وعن أبى الدرداء أنه كان يقرئ رجلا فكان يقول طعام اليثيم، فقال: قل طعام الفاجر يا هذا.
وبهذا يستدل على أن إبدال كلمة مكان كلمة جائز إذا كانت مؤدية معناها. ومنه أجاز أبو حنيفة القراءة بالفارسية على شريطة، وهي: أن يؤدى القارئ المعاني على كمالها من غير أن يخرم منها شيئا. قالوا: وهذه الشربطة تشهد أنها إجازة كلا إجازة، لأن في كلام العرب خصوصا في القرآن الذي هو معجز بفصاحته وغرابة نظمه وأساليبه من لطائف المعاني والأغراض ما لا يستقل بإذائه لسان من فارسية وغيرها، وما كان أبو حنيفة رحمه الله يحسن الفارسية، فلم يكن ذلك منه عن تحقق وتبصر وروى على بن الجعد عن أبى يوسف عن أبى حنيفة مثل قول صاحبيه في إنكار القراءة بالفارسية[24]
ذهبی
كان أبو الدرداء يقرئ رجلا أعجميا: {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم} [الدخان: ٤٣] ، فقال: طعام اليتيم.فرد عليه، فلم يقدر أن يقولها، فقال: قل طعام الفاجر، فأقرأه طعام الفاجر.[25]
{طعام الأثيم} هو الفاجر الكثير الآثام وعن أبي الدرداء أنه كان يقرىء رجلا فكان يقول طعام اليتيم فقال قل طعام الفاجر يا هذا وبهذا تستدل على أن إبدال الكلمة مكان الكلمة جائز إذ كانت مؤذيه معناها ومنه اجاز ابو حنيفة رضى الله عنه القراءة بالفارسية بشرط أن يؤدي القارىء المعاني كلها على كمالها من غير أن يخرم منها شيئا قالوا وهذه الشريطة تشهد أنها اجاز كلا إجازة لأن في كلام العرب خصوصا في القرآن الذي هو معجز بفصاحته وغرابة نظمه واساليبه من لطائف المعانى والدقائق مالا يستقل بأدائه لسان من فارسية وغيرها ويروى رجوعه إلى قولهما وعليه الاعتماد[26]
سیوطی
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن همام بن الحارث قال: كان أبو الدرداء يقرىء رجلا {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم} فجعل الرجل يقول: طعام اليتيم
فلما رأى أبو الدرداء أنه لا يفهم قال: إن شجرة الزقوم طعام الفاجر[27]
التفسیر المأثور
٧٠١١٠ - عن أبي بن كعب، أنه كان يقرئ رجلا فارسيا، فكان إذا قرأ عليه: {إن شجرت الزقوم طعام الأثيم} قال: طعام اليتيم. فمر به النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «قل له: طعام الظالم». فقالها، ففصحت بها لسانه (١٣/ ٣٨٧)...
٧٠١١٢ - عن همام بن الحارث، قال: كان أبو الدرداء يقرئ رجلا: {إن شجرت الزقوم طعام الأثيم}. فجعل الرجل يقول: طعام اليتيم. فلما رأى أبو الدرداء أنه لا يفهم قال: إن شجرة الزقوم طعام الفاجر [٥٩٢٣]. (١٣/ ٢٨٥)[28]
۴. واثله بن الاسقع[29]
طبرانی
١٥٨ - حدثنا مطلب بن شعيب، ثنا أبو صالح، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول قال: دخلت أنا، وأبو الأزهر، على واثلة بن الأسقع فقلنا: يا أبا الأسقع حدثنا بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس فيه وهم، ولا تزيد، ولا نسيان فقال: " هل قرأ أحد منكم من القرآن الليلة شيئا، فقلنا: نعم، وما نحن له بالحافظين جدا، إنا لنزيد الواو والألف وننقص قال: فهذا القرآن مكتوب بين أظهركم لا تألون حفظه، وأنتم تزعمون أنكم تزيدون وتنقصون، فكيف بأحاديث سمعناها من رسول الله صلى الله عليه وسلم عسى أن لا نكون سمعناها منه إلا مرة واحدة، حسبكم إذا حدثناكم بالحديث على المعنى[30] "
١٢٨ - حدثنا بكر بن سهل، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول قال: دخلت أنا، وأبو الأزهر، على واثلة بن الأسقع فقلنا له، يا أبا الأسقع، حدثنا بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيه وهم، ولا تزيد، ولا نسيان قال: " هل قرأ أحدكم الليلة من القرآن شيئا، فقلنا: نعم، وما نحن له بالحافظين جدا، إنا لنزيد الواو والألف وننقص قال: فهذا القرآن مكتوب بين أظهركم لا تألون حفظه، وأنتم تزعمون أنكم تزيدون وتنقصون، فكيف بأحاديث سمعناها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، عسى أن لا يكون سمعناها منه إلا مرة واحدة حسبكم إذا ما حدثناكم بالحديث على المعنى [31]"
١٩٨٣ - وعن العلاء بن الحارث: عن مكحول قال: دخلت أنا وأبو الأزهر، على واثلة بن الأسقع فقلت له: يا أبا الأسقع حدثني بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس فيه وهم، ولا تزيد فيه ولا نسيان، فقال: «هل قرأ أحد منكم من القرآن الليلة شيئا؟» قلنا: نعم، وما نحن له حافظون جدا، إنا لنزيد فيه الواو والألف وننقص، قال: «فهذا القرآن مكتوب بين أظهركم لا تألون حفظه وإنكم تزعمون أنكم تزيدون وتنقصون، فكيف بأحاديث سمعناها من النبي صلى الله عليه وسلم عسى أن لا نكون سمعناها منه إلا مرة واحدة، حسبكم إذا حدثناكم بالحديث على المعنى[32]»
حاكم نیشابوری
٦٤٢١ - فحدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن فراس الفقيه بمكة حرسها الله تعالى، ثنا بكر بن سهل الدمياطي، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول قال: دخلت على واثلة بن الأسقع فقلت: يا أبا الأسقع، حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس فيه وهم ولا مزيد ولا نسيان، فقال: «هل قرأ أحد منكم الليلة من القرآن شيئا؟» فقلنا: نعم، وما نحن له بالحافظين، قال: «فهذا القرآن مكتوب بين أظهركم لا تألون حفظه، وأنتم تزعمون أنكم تزيدون وتنقصون، فكيف بأحاديث سمعناها من رسول الله صلى الله عليه وسلم عسى أن لا نكون سمعناها إلا مرة واحدة حسبكم إذا جئناكم بالحديث على معناه» وقد قيل: كنيته أبو قرصافة "
[التعليق - من تلخيص الذهبي]٦٤٢١ - سكت عنه الذهبي في التلخيص[33]
بیهقی
٥٠٨ - أخبرنا أبو الحسين ابن بشران، وأبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي ببغداد، قالا: أخبرنا حمزة بن محمد بن العباس، حدثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي، حدثنا أبو صالح، حدثنا معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول قال: دخلت أنا وأبو الأزهر على واثلة بن الأسقع، فقلنا له: يا أبا الأسقع، حدثنا بحديث سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس فيه وهم ولا تزيد ولا نسيان، فقال: هل قرأ أحد منكم من القرآن شيئا، قال: فقلنا: نعم، وما نحن له بحافظين جدا، إنا لنزيد الواو والألف، وننقص، قال: فهذا القرآن مكتوب بين أظهركم لا تألونه حفظا، وأنتم تزعمون أنكم تزيدون وتنقصون، فكيف بأحاديث سمعناها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، عسى ألا نكون سمعناها منه إلا مرة واحدة، حسبكم إذا حدثناكم بالحديث على المعنى [34]
۵. عبدالرحمن بن حجیره[35]
١١٢ - قال: وأخبرني ابن لهيعة قال: سمعت شيخا ⦗٥٣⦘ من فهم يقول: سمعت عبد الرحمن بن حجيرة وقرأ بسورة الكهف وهو يقص على الناس فبلغ هذه الآية: {ما أشهدتهم خلق السموات والأرض}، فقال: ما أشهدتهم وأشهدناهم سواء[36].
۶. انس بن مالک
اصوب قیلاً
ابن وهب
١٠٥ - قال: وحدثني الحارث بن نبهان عن أبان بن أبي عياش أن أنس بن مالك قرأ: {إن ناشئة الليل هي أشد وطأ} وأصوب {قيلا}؛ قال: فقلت له: أو {أقوم قيلا}، فقال: أصوب وأقوم واحد[37].
ابویعلی
٤٠٢٢ - حدثنا إبراهيم، حدثنا أبو أسامة، حدثنا الأعمش، أن أنس بن مالك قرأ هذه الآية: (إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأصوب قيلا)، فقال له رجل: إنما نقرؤها {وأقوم قيلا} [المزمل: ٦]، فقال: «إن أقوم، وأصوب، وأهيأ، وأشباه هذا واحد»
[حكم حسين سليم أسد] : إسناده ضعيف ومتنه منكر مردود[38]
ابن جنی
من ذلك حدثنا عباس الدوري عن أبي يحيى الحماني عن الأعمش عن أنس أنه قرأ: "وأقوم قيلا"، و"وأصوب". فقيل له: يا أبا حمزة، إنما هي: "وأقوم قيلا"، فقال أنس: إن أقوم أصوب وأهيأ واحد.قال أبو الفتح: هذا يؤنس بأن القوم كانوا يعتبرون المعاني، ويخلدون إليها، فإذا حصلوها وحصنوها سامحوا أنفسهم في العبارات عنها.ومن ذلك ما رؤينا عن أبي زيد أن أبا سرار الغنوي كان يقرأ: "فحاسوا خلال الديار"، والحاء غير معجمة. فقيل له: إنما هو "جاسوا"، فقال: حاسوا، وجاسوا واحدومن ذلك حكاية ذي الرمة في قوله:وظاهر لها من يابس الشختفقيل له" أنشدتنا بائس السخت فقال: بائس، ويابس واحد[39].
طبری
حدثنا يحيى بن داود الواسطي، قال: حدثنا أبو أسامة، عن الأعمش، قال: قرأ أنس هذه الآية: (إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأصوب قيلا) ، فقال له بعض القوم: يا أبا حمزة إنما هي وأقوم فقال: «أقوم وأصوب وأهدى، واحد[40]»
ثعالبی
واختار هذه القراءة أبو عبيد وقال جماعة: ناشئة الليل ساعاته كلها، لأنها تنشأ شيئا بعد شيء، وقيل في تفسير ناشئة الليل غير هذا، وقرأ أنس بن مالك «وأصوب قيلا» فقيل له: إنما هو أقوم فقال: أقوم وأصوب واحد[41].
ابن عطیه
وفي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أقرأني جبريل على حرف، فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف» .
وعلى هذا تجيء قراءة عمر بن الخطاب لسورة الفرقان وقراءة هشام بن حكيم لها، وإلا فكيف يستقيم أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم في قراءة كل منهما- وقد اختلفتا-: هكذا أقرأني جبريل؟ هل ذلك إلا لأنه أقرأه بهذه مرة وبهذه مرة. وعلى هذا يحمل قول أنس بن مالك حين قرأ إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأصوب قيلا [المزمل: ٦] ، فقيل له: إنما تقرأ وأقوم، فقال أنس: «أصوب وأقوم وأهيأ واحد» . فإنما معنى هذا أنها مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإلا فلو كان هذا لأحد من الناس أن يضعه لبطل معنى قول الله تعالى: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون [الحجر: ٩] [42].
ابوموسی المدینی
٣٥١- (ح) وبه قال: حدثنا الأبار، ثنا جعفر بن عمران، ثنا أبو يحيى الحماني، عن الأعمش قال: سمعت أنسا رضي الله عنه يقول: ((إن ناشئة الليل هي أشد ⦗١٩٣⦘ وطءا وأصوب قيلا)) ، فقيل له: يا أبا حمزة: وأقوم قيلا، فقال: أقوم وأصوب واحد[43].
قرطبی
وإلا فكيف يستقيم أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم في كل قراءة منهما وقد اختلفا:" هكذا أقرأني جبريل" هل ذلك إلا أنه أقرأه مرة بهذه ومرة بهذه، وعلى هذا يحمل قول أنس حين قرأ:" إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأصوب قيلا" فقيل له: إنما نقرأ" وأقوم قيلا". فقال أنس: وأصوب قيلا، وأقوم قيلا وأهيأ، واحد، فإنما معنى هذا أنها مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإلا فلو كان هذا لأحد من الناس أن يضعه لبطل معنى قوله تعالى:" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" روى البخاري ومسلم وغيرهما عن عمر بن الخطاب: قال سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة" الفرقان" على غير ما أقرؤها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها، فكدت أن أعجل عليه، ثم أمهلته حتى انصرف ثم لببته «٢» بردائه، فجئت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله، إني سمعت هذا يقرأ سورة" الفرقان" على غير ما أقرأتنيها! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أرسله اقرأ" فقرأ القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" هكذا أنزلت" ثم قال لي:" اقرأ" فقرأت فقال:" هكذا أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤا ما تيسر منه". قلت: وفي معنى حديث عمر هذا، ما رواه مسلم عن أبي بن كعب قال: كنت في المسجد فدخل رجل يصلى، قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ودخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه، فأمرهما النبي صلى الله عليه وسلم فقرآ، فحسن النبي صلى الله عليه وسلم شأنهما، فسقط في نفسي من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما قد غشيني، ضرب في صدري ففضت عرقا، وكأنما أنظر إلى الله تعالى فرقا، فقال لي:" يا أبي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف فرددت إليه أن هون على أمتي فرد إلي الثانية اقرأه على حرفين فرددت إليه ان هون على أمتي[44]
ذهبی
جعفر بن محمد بن عمران، حدثنا أبو يحيى الحماني، عن الأعمش: سمعت أنسا يقرأ: (إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأصوب قيلا) .فقيل له: يا أبا حمزة! (وأقوم قيلا) . فقال: أقوم، وأصوب واحد[45]
هیثمی
١٢١٧ - حدثنا إبراهيم، حدثنا أبو أسامة، حدثنا الأعمش أن أنس بن مالك قرأ هذه الآية: إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأصوب قيلا.
فقال له رجل: إنما نقرأها {وأقوم قيلا} [المزمل: ٦] .
فقال: إن {أقوم} [الإسراء: ٩] وأصوب وأهيأ وأشباه هذا واحد[46].
ابن حجر
٣٧٦٩ - وقال أبو يعلى: حدثنا إبراهيم، ثنا أبو أسامة، ثنا الأعمش قال: إن أنس بن مالك رضي الله عنه قرأ هذه الآية: {إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأصوب قيلا} فقال له رجل: إنما نقرؤها: {وأقوم قيلا}، فقال إن: أقوم، وأصوب، وأهيأ، وأشباه هذا واحد[47]
سیوطی
وأخرج أبو يعلى وابن جرير ومحمد بن نصر وابن الأنباري في المصاحف عن أنس بن مالك أنه قرأ هذه الآية إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأصوب قيلا فقال له رجل: انا نقرؤها {وأقوم قيلا} فقال: إن أصوب وأقوم وأهيأ وأشباه هذا واحد[48]
وضعنا و حللنا و حططنا سواء
ابن جنی
{ووضعنا عنك وزرك}
وقرأ أنس فيما رواه أبان عنه: «وحططنا عنك وزرك» ، قال: قلت: يا أبا حمزة! «ووضعنا»، قال: وضعنا وحللنا وحططنا عنك وزرك سواء. إن جبريل أتى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ على سبعة أحرف، ما لم تخلط مغفرة بعذاب، أو عذابا بمغفرة.قال أبو الفتح: قد سبقت مثل هذه الحكاية سواء عن أنس، وهذا ونحوه هو الذى سوغ انتشار هذه القراءات، ونسأل الله توفيقا[49].
ابن عطیه
وقرأ أنس بن مالك «وحططنا عنك وزرك» ، وفي حرف ابن مسعود «وحللنا عنك وقرك» . وفي حرف أبي «وحططنا عنك وقرك» ، وذكر أبو عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم صوب جميعها[50]
و هم یجمزون
ابن جنی
{لولوا إليه وهم يجمحون} (٥٧) ومن ذلك ما رواه الأعمش قال: سمعت أنسا يقرأ: «لولوا إليه وهم يجمزون»، قيل له: وما يجمزون؟ إنما هى يجمحون. فقال: يجمحون ويجمزون ويشتدون واحد.
قال أبو الفتح: ظاهر هذا أن السلف كانوا يقرءون الحرف مكان نظيره من غير أن تتقدم القراءة بذلك، لكنه لموافقته صاحبه فى المعنى. وهذا موضع يجد الطاعن به إذا كان هكذا على القراءة مطعنا، فيقول: ليست هذه الحروف كلها عن النبى صلى الله عليه وسلم، ولو كانت عنه لما ساغ إبدال لفظ مكان لفظ إذ لم يثبت التخيير فى ذلك عنه، ولما أنكر أيضا عليه: «يجمزون»، إلا أن حسن الظن بأنس يدعو إلى اعتقاد تقدم القراءة بهذه الأحرف الثلاثة التى هى «يجمحون» و «يجمزون» و «يشتدون»، فيقول: اقرأ بأيها شئت، فجميعها قراءة مسموعة عن النبى صلى الله عليه وسلم؛ لقوله عليه السلام: «نزل القرآن بسبعة أحرف كلها شاف كاف».فإن قيل: لو كانت هذه الأحرف مقروءا بجميعها لكان النقل بذلك قد وصل إلينا، قيل: أو لا يكفيك أنس موصلا لها إلينا؟ فإن قيل: إن أنسا لم يحكها قراءة وإنما جمع بينها فى المعنى، واعتل فى جواز القراءة بذلك لا بأنه رواها قراءة متقدمة، قيل: قد سبق من ذكر حسن الظن ما هو جواب عن هذا[51]
زمخشری
أغار الثعلب، إذا أسرع، بمعنى مهارب ومفار أو مدخلا أو نفقا يندسون فيه وينجحرون، وهو مفتعل من الدخول. وقرئ مدخلا من دخل، ومدخلا من أدخل: مكانا يدخلون فيه أنفسهم. وقرأ أبى بن كعب رضى الله عنه: متدخلا وقرئ: لو ألوا إليه لالتجؤا إليه يجمحون يسرعون إسراعا لا يردهم شيء، من الفرس الجموح، وهو الذي إذا حمل لم يرده اللجام. وقرأ أنس رضى الله عنه: يجمزون. فسئل فقال: يجمحون ويجمزون ويشتدون واحد[52].
فخر رازی
واعلم أنه تعالى ذكر ثلاثة أشياء وهي: الملجأ، والمغارات، والمدخل، والأقرب أن يحمل كل واحد منها على غير ما يحمل الآخر عليه، فالملجأ يحتمل الحصون، والمغارات الكهوف في الجبال، والمدخل السرب تحت الأرض نحو الآبار. قال صاحب «الكشاف» : قرئ مدخلا من دخل ومدخلا من أدخل وهو مكان يدخلون فيه أنفسهم، وقرأ أبي بن كعب متدخلا وقرأ لوألو إليه أي لالتجاؤا، وقرأ أنس يجمزون فسئل عنه فقال: يجمحون ويجمزون ويشتدون واحد[53].
٧.زهری
بیهقی
٥١٨ - وفيما ذكر أبو عبد الله الحافظ، فيما أنبأني إجازة، حدثنا أبو العباس، هو الأصم، حدثنا محمد بن عبيد الله المنادي، حدثنا يونس بن محمد المؤدب، حدثنا أبو أويس قال: سألنا الزهري عن التقديم والتأخير في الحديث؟ فقال: إن هذا يجوز في القرآن، فكيف به في الحديث، إذا أصبت معنى الحديث فلم تحل به حراما، ولم تحرم به حلالا، فلا بأس بذلك إذا أصبت معناه (١).
(١) الخبر أيضا نقله السيوطي في "التدريب" ٤: ٤٣٤. وعلقت عليه بما خلاصته:
أبو أويس الراوي عن الزهري: هو عبد الله بن عبد الله بن أويس الأصبحي، صهر الإمام مالك على أخته، فيه كلام، ولا سيما في الزهري، قال الدارقطني: في بعض حديثه عن الزهري شيء، وقوله عن التقديم والتأخير في القرآن: محمول على ما إذا كان ضمن دائرة القراءات المتواترة، كما في آية آل عمران: ١٩٥: {وقاتلوا وقتلوا}، فقد قرأ حمزة والكسائي وخلف: {وقاتلوا وقتلوا}، وكذلك الآية ١١١ في سورة التوبة: {فيقتلون ويقتلون}، قرأ حمزة والكسائي وخلف أيضا: {فيقتلون ويقتلون}، أما إذا كان التقديم والتأخير غير معتمد على قراءة متواترة، فلا يجوز بحال[54].
ذهبی
يونس بن محمد: حدثنا أبو أويس:سألت الزهري عن التقديم والتأخير في الحديث، فقال: إن هذا يجوز في القرآن، فكيف به في الحديث؟ إذا أصيب معنى الحديث، ولم يحل به حراما، ولم يحرم به حلالا، فلا بأس، وذلك إذا أصيب معناه[55].
وقال يونس بن محمد المؤدب: ثنا أبو أويس سألت الزهري عن التقديم والتأخير في الحديث فقال: هذا يجوز في القرآن فكيف به في الحديث إذا أصيب معنى الحديث فلا بأس[56].
وقال يونس بن محمد المؤدب حدثنا أبو أويس سألت الزهري عن التقديم والتأخير في الحديث فقال هذا لا يجوز في القرآن فكيف في الحديث إذا أصبت معنى الحديث فلا بأس[57]
سیوطی
وأسند عن أبي أويس قال: سألنا الزهري عن التقديم والتأخير في الحديث فقال: إن هذا يجوز في القرآن، فكيف به في الحديث؟ إذا أصبت معنى الحديث فلم تحل به حراما ولم تحرم به حلالا فلا بأس[58].
٨. واصل بن عطاء
ذهبی
وقيل: لواصل تصانيف.
وقيل: كان يجيز التلاوة بالمعنى، وهذا جهل[59].
ويحكى أنه كان يمتحن بأشياء في الراء ويتحيل لها حتى قيل له: اقرأ أول سورة براءة فقال على البدية: «عهد من الله ونبيه إلى الذين عاهدتم من الفاسقين فسيحوا في البسيطة هلالين وهلالين» وكان يجيز القراءة بالمعني، وهذه جرأة على كتاب الله العزيز[60].
صفدی
ويقال إنه امتحن حتى أنه يقرأ أول سورة براءة فقال من غير فكر ولا روية عهد من الله ونبيه إلى الذين عاهدتم من الفاسقين فسيحوا في البسيطة هلالين وهلالين[61]
٩.ابوحنیفه
طحاوی
٢١١ - في القراءة بالفارسية
قال أبو حنيفة يجزئه
وقال أبو يوسف ومحمد والشافعي لا يجزئه إذا كان يحسن القراءة بالعربية وكذلك التكبير
وقال مالك أكره أن يحلف الرجل بالعجمية[62]
سرخسی
وأصل هذه المسألة إذا قرأ في صلاته بالفارسية جاز عند أبي حنيفة - رحمه الله - ويكره، وعندهما لا يجوز إذا كان يحسن العربية، وإذا كان لا يحسنها يجوز وعند الشافعي - رضي الله عنه - لا تجوز القراءة بالفارسية بحال ولكنه إن كان لا يحسن العربية، وهو أمي يصلي بغير قراءة.
وكذلك الخلاف فيما إذا تشهد بالفارسية أو خطب الإمام يوم الجمعة بالفارسية فالشافعي - رحمه الله - يقول إن الفارسية غير القرآن قال الله - تعالى -: {إنا جعلناه قرآنا عربيا} [الزخرف: ٣] وقال الله - تعالى -: {ولو جعلناه قرآنا أعجميا} [فصلت: ٤٤] الآية فالواجب قراءة القرآن، فلا يتأدى بغيره بالفارسية، والفارسية من كلام الناس فتفسد الصلاة وأبو يوسف ومحمد رحمهما الله قالا القرآن معجز والإعجاز في النظم والمعنى فإذا قدر عليهما، فلا يتأدى الواجب إلا بهما، وإذا عجز عن النظم أتى بما قدر عليه كمن عجز عن الركوع والسجود يصلي بالإيماء وأبو حنيفة - رحمه الله - استدل بما روي أن الفرس كتبوا إلى سلمان - رضي الله عنه - أن يكتب لهم الفاتحة بالفارسية فكانوا يقرءون ذلك في الصلاة حتى لانت ألسنتهم للعربية، ثم الواجب عليه قراءة المعجز والإعجاز في المعنى، فإن القرآن حجة على الناس كافة وعجز الفرس عن الإتيان بمثله إنما يظهر بلسانهم والقرآن كلام الله - تعالى - غير مخلوق ولا محدث واللغات كلها محدثة فعرفنا أنه لا يجوز أن يقال إنه قرآن بلسان مخصوص، كيف وقد قال الله تعالى: {وإنه لفي زبر الأولين} [الشعراء: ١٩٦] وقد كان بلسانهم[63].
المعنى بدون النظم غير معجز فالأدلة على كون المعنى معجزا ظاهرة منها أن المعجز كلام الله (وكلام الله تعالى) غير محدث ولا مخلوق والألسنة كلها محدثة العربية والفارسية وغيرهما فمن يقول الإعجاز لا يتحقق إلا بالنظم فهو لا يجد بدا من أن يقول بأن المعجز محدث وهذا مما لا يجوز القول به والثاني أن النبي عليه السلام بعث إلى الناس كافة (وآية نبوته القرآن الذي هو معجز فلا بد من القول بأنه حجة له على الناس كافة) ومعلوم أن عجز العجمي عن الإتيان بمثل القرآن بلغة العرب لا يكون حجة عليه فإنه يعجز أيضا عن الإتيان بمثل شعر امرىء القيس وغيره بلغة العرب وإنما يتحقق عجزه عن الإتيان بمثل القرآن بلغته فهذا دليل واضح على أن معنى الإعجاز في المعنى تام ولهذا جوز أبو حنيفة رحمه الله القراءة بالفارسية في الصلاة ولكنهما قالا في حق من لا يقدر على القراءة بالعربية الجواب هكذا وهو دليل على أن المعنى عندهما معجز فإن فرض القراءة ساقط عمن لا يقدر على قراءة المعجز أصلا ولم يسقط عنه الفرض أصلا بل يتأدى بالقراءة بالفارسية فأما إذا كان قادرا على القراءة بالعربية لم يتأد الفرض في حقه بالقراءة بالفارسية عندهما لا لأنه غير معجز ولكن لأن متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلف في أداء هذا الركن فرض في حق من يقدر عليه وهذه المتابعة في القراءة بالعربية إلا أن أبا حنيفة اعتبر هذا في كراهة القراءة بالفارسية فأما في تأدي أصل الركن بقراءة القرآن فإنه اعتبر ما قررناه[64]
زمخشری
مسألة: ٦٢ - قراءة القرآن بالعجمية في الصلاة
إذا عبر فاتحة الكتاب أو القرآن بالفارسية أو بالعجمية، فقرأها في الصلاة، فإنه تصح صلاته عندنا[65] وعند الشافعي: لا تصح دليلنا في ذلك، قوله تعالى: {إن هذا لفي الصحف الأولى (١٨) صحف إبراهيم وموسى}وصحف إبراهيم وموسى ليست على لسان العرب.وروى عن عبد الله بن مسعود أنه كان يلقن الرجل هذه الأية، قوله تعالى: {إن شجرت الزقوم (٤٣) طعام الأثيم} وكان لسان الرجل لا يقدر أن يقول هذه الكلمة، فعجز عن الإتيان في لفظه، فقال له: قل طعام الفاجر، فدل على أنه يجوز بلغة أخرى والدليل عليه: وهو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مبعوث إلى العرب والعجم، وأمره بالإنذار فكان ينذر العرب بلغته وبلسانه وينذر العجم بلسانه دل على أنه يجوز.احتج الشافعي، وقال؛ لأن الله تعالى قال في كتابه {إنا أنزلناه قرآنا عربيا} فدل أن القرآن عربي، فإذا عبر بعبارة أخرى، لم تجز صلاته؛ لأنه لم يقرأ القرآن، وقراءة القرآن شرط لجواز الصلاة[66]
{طعام الأثيم} هو الفاجر الكثير الآثام وعن أبي الدرداء أنه كان يقرىء رجلا فكان يقول طعام اليتيم فقال قل طعام الفاجر يا هذا وبهذا تستدل على أن إبدال الكلمة مكان الكلمة جائز إذ كانت مؤذيه معناها ومنه اجاز ابو حنيفة رضى الله عنه القراءة بالفارسية بشرط أن يؤدي القارىء المعاني كلها على كمالها من غير أن يخرم منها شيئا قالوا وهذه الشريطة تشهد أنها اجاز كلا إجازة لأن في كلام العرب خصوصا في القرآن الذي هو معجز بفصاحته وغرابة نظمه واساليبه من لطائف المعانى والدقائق مالا يستقل بأدائه لسان من فارسية وغيرها ويروى رجوعه إلى قولهما وعليه الاعتماد[67]
قرئ: إن شجرت الزقوم، بكسر الشين، وفيها ثلاث لغات: شجرة، بفتح الشين وكسرها وشيرة، بالياء. وروى أنه لما نزل أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم قال ابن الزبعرى: إن أهل اليمن يدعون أكل الزبد والتمر: التزقم، فدعا أبو جهل بتمر وزبد فقال: تزقموا فإن هذا هو الذي يخوفكم به محمد، فنزل إن شجرة الزقوم طعام الأثيم وهو الفاجر الكثير الآثام. وعن أبى الدرداء أنه كان يقرئ رجلا فكان يقول طعام اليثيم، فقال: قل طعام الفاجر يا هذا.
وبهذا يستدل على أن إبدال كلمة مكان كلمة جائز إذا كانت مؤدية معناها. ومنه أجاز أبو حنيفة القراءة بالفارسية على شريطة، وهي: أن يؤدى القارئ المعاني على كمالها من غير أن يخرم منها شيئا. قالوا: وهذه الشربطة تشهد أنها إجازة كلا إجازة، لأن في كلام العرب خصوصا في القرآن الذي هو معجز بفصاحته وغرابة نظمه وأساليبه من لطائف المعاني والأغراض ما لا يستقل بإذائه لسان من فارسية وغيرها، وما كان أبو حنيفة رحمه الله يحسن الفارسية، فلم يكن ذلك منه عن تحقق وتبصر وروى على بن الجعد عن أبى يوسف عن أبى حنيفة مثل قول صاحبيه في إنكار القراءة بالفارسية[68]
کاسانی
ثم الجواز كما يثبت بالقراءة بالعربية يثبت بالقراءة بالفارسية عند أبي حنيفة سواء كان يحسن العربية أو لا يحسن، وقال أبو يوسف ومحمد: إن كان يحسن لا يجوز، وإن كان لا يحسن يجوز، وقال الشافعي: لا يجوز أحسن أو لم يحسن، وإذا لم يحسن العربية يسبح ويهلل عنده ولا يقرأ بالفارسية، وأصله قوله قوله تعالى: {فاقرءوا ما تيسر من القرآن} [المزمل: ٢٠] ، أمر بقراءة القرآن في الصلاة، فهم قالوا: إن القرآن هو المنزل بلغة العرب، قال الله تعالى: {إنا أنزلناه قرآنا عربيا} [يوسف: ٢] ، فلا يكون الفارسي قرآنا فلا يخرج به عن عهدة الأمر، ولأن القرآن معجز، والإعجاز من حيث اللفظ يزول بزوال النظم العربي فلا يكون الفارسي قرآنا لانعدام الإعجاز، ولهذا لم تحرم قراءته على الجنب والحائض، إلا أنه إذا لم يحسن العربية فقد عجز عن مراعاة لفظه فيجب عليه مراعاة معناه ليكون التكليف بحسب الإمكان، وعند الشافعي هذا ليس بقرآن فلا يؤمر بقراءته، وأبو حنيفة يقول: إن الواجب في الصلاة قراءة القرآن من حيث هو لفظ دال على كلام الله - تعالى - الذي هو صفة قائمة به لما يتضمن من العبر والمواعظ والترغيب والترهيب والثناء والتعظيم، لا من حيث هو لفظ عربي، ومعنى الدلالة عليه لا يختلف بين لفظ ولفظ، قال الله تعالى: {وإنه لفي زبر الأولين} [الشعراء: ١٩٦] .
وقال: {إن هذا لفي الصحف الأولى} [الأعلى: ١٨] {صحف إبراهيم وموسى} [الأعلى: ١٩] ، ومعلوم أنه ما كان في كتبهم بهذا اللفظ بل بهذا المعنى[69].
فخررازی
المسألة الرابعة: مذهب أبي حنيفة أن قراءة القرآن بالمعنى جائز، واحتج عليه بأنه نقل أن ابن مسعود كان يقرئ رجلا هذه الآية فكان يقول: طعام اللئيم، فقال قل طعام الفاجر، وهذا الدليل في غاية الضعف على ما بيناه في أصول الفقه[70].
سیوطی
ولا يجوز قراءة القرآن بالعجمية مطلقا سواء أحسن العربية أم لا في الصلاة أم خارجها. وعن أبي حنيفة أنه يجوز مطلقا وعن أبي يوسف ومحمد لمن لا يحسن العربية لكن في شارح البزدوي أن أبا حنيفة رجع عن ذلك ووجه المنع أنه يذهب إعجازه المقصود منه[71].
الموسوعة الکویتیة
٢٠ - اختلف الفقهاء في جواز قراءة القرآن في الصلاة بغير العربية، فذهب الجمهور إلى أنه لا تجوز القراءة بغير العربية سواء أحسن القراءة بالعربية أم لم يحسن
ويرى أبو حنيفة جواز القراءة بالفارسية وغيرها من اللغات سواء كان يحسن العربية أو لا، وقال أبو يوسف ومحمد لا تجوز إذا كان يحسن العربية؛ لأن القرآن اسم لمنظوم عربي لقوله تعالى: {إنا جعلناه قرآنا عربيا} والمراد نظمه[72].
معاصرین
ويدل النص من ناحية أخرى على ما نسب لأئمة الحنفية من خلاف حول المعنى السابق.. وما نسب للأحناف يصوره ما أورده النيسابوري قال:
قال الشافعي: "ترجمة القرآن لا تكفي في صحة الصلاة لا في حق من يحسن القراءة ولا في حق من لا يحسنها"، وقال أبو حنيفة: "إنها كافية في حق القادر والعاجز". وقال أبو يوسف ومحمد: "كافية في حق العاجز لا القادر"
وبناء على ما نقله النيسابوري يتضح أن أبا حنيفة: يجوز قراءة ترجمة القرآن في الصلاة.. وأن ذلك الجواز إنما هو للقادر على قراءته باللغة العربية وللعاجز معا وإن الصاحبين خالفاه في هذا الإطلاق فرخصا للعاجز دون القادر.. وإن قراءة الترجمة في الصلاة تفيد أن المقروء قرآن لقوله تعالى: {فاقرأوا ما تيسر من القرآن} .
والأجدر بنا أن نرجع إلى كتب الحنفية أنفسهم حتى نتعرف عن قرب على رأي الإمام وأصحابه في هذا الصدد ولكن قبل أن نشرع في ذلك ينبغي أن ننبه إلى أن أبا حنيفة ليس بعربي.. بل تربى وتأثر بالثقافة والحضارة الفارسية قبل الإسلام.. وعاش في منطقة العراق الحالية حيث كان يسكنها الفرس مع غيرهم من العرب والأجناس الأخرى.. لا غرو أن يجابه الإمام الأعظم وأي إمام في مكانته بمثل هذه المسألة الفقهية التي تعكس الواقع الذي كان يعيشه.. ذلك أن الناس يدخلون كل يوم في دين الإسلام وأنهم يعانون ويجابهون صعوبة في تعلم العربية لوقتها.. فهل من حاجة في أن يعرب لهم المعنى القرآني بلغتهم ليؤدوا الصلاة حتى حفظوا من السور القرآنية ما يغني عن ذلك أم أنه ليس هناك حاجة ابتداء لهذا التجوز؟؟ ولقد واجه هذا الواقع من قبل - ولكن بصورة أخف - سيدنا عبد الله بن مسعود قالوا وروي عن عبد الله بن مسعود أنه كان يعلم رجلا أن شجرة الزقوم طعام الأثيم والرجل لا يحسنه، فقال: "قل طعام الفاجر، ثم قال عبد الله ليس الخطأ في القرآن أن نقرأ مكان العليم الحكيم إنما الخطأ بأن تضع مكان آية الرحمة آية العذاب". قلنا الظن بابن مسعود غير ذلك.
تلكم كانت صورة من البيئة والظروف التي وجد فيها أبو حنيفة نفسه مضطرا لمجابهة مثل هذا الواقع الذي قلما يجابه إماما كمالك بالمدينة أو الأوزاعي بالشام أو الشافعي بمصر[73]
١٠. خليل بن احمد
ومن سنن العرب إبدال الحروف وإقامة بعضها مقام بعض، ويقولون "مدحه، ومدهه" و"فرس رفل. ورفن" وهو كثير مشهور قد ألف فيه العلماء. فأما ما جاء في كتاب الله جل ثناؤه فقوله جل ثناؤه: {فانفلق فكان كل فرق} فاللام والراء يتعاقبان كما تقول العرب: "فلق الصبح. وفرقه". وذكر عن الخليل ولم أسمعه سماعا أنه قال في قوله جل ثناؤه: {فجاسوا} : إنما أراد فحاسوا فقامت الجيم مقام الحاء، وما أحسب الخليل قال هذا ولا أحقه عنه[74].
١١. مالک بن انس
نعم اری ذلک واسعا
ابن وهب
١١٨ - قال: وحدثني مالك بن أنس قال: أقرأ عبد الله بن مسعود رجلا: {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم}، فجعل يقول: طعام اليتيم، فقال له عبد الله: طعام الفاجر؛ قال: قلت لمالك: أترى أن تقرأ كذلك، قال: نعم، أرى ذلك واسعا[75].
ابن حزم
ومن العجب أن جمهرة من المعارضين لنا وهم المالكيون قد صح عن صاحبهم ما ناه المهلب بن أبي صفرة الأسدي التميمي قال ابن مناس نا ابن مسرور نا يحيى نا يونس بن عبد الأعلى نا ابن وهب حدثني ابن أنس قال أقرأ عبد الله بن مسعود رجلا {إن شجرة لزقوم * طعام لأثيم} فجعل الرجل يقول طعام اليتيم فقال له ابن مسعود طعام الفاجر قال ابن وهب قلت لمالك ترى أن يقرأ كذلك قال نعم أرى ذلك واسعا فقيل لمالك أفترى أن يقرأ بمثل ما قرأ عمر بن الخطاب فامضوا إلى ذكر الله قال مالك ذلك جائز قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزل القرآن على سبعة أحرف فاقرؤوا منه ما تيسر مثل تعلمون يعلمون قال مالك لا أرى في اختلافهم في مثل هذا بأسا ولقد كان الناس ولهم مصاحف والستة الذين أوصى لهم عمر بن الخطاب كانت لهم مصاحف قال أبو محمد فكيف يقولون مثل هذا أيجيزون القراءة هكذا فلعمري لقد هلكوا وأهلكوا وأطلقوا كل بائقة في القرآن أو يمنعون من هذا فيخالفون صاحبهم في أعظم الأشياء وهذا إسناد عنه في غاية الصحة وهو مما أخطأ فيه مالك مما لم يتدبره لكن قاصدا إلى الخير ولو أن أمرا ثبت على هذا وجازه بعد التنبيه له على ما فيه وقيام حجة الله تعالى عليه في ورود القرآن بخلاف هذا لكان كافرا ونعوذ بالله من الضلال قال أبو محمد فبطل ما قالوه في الإجماع بأوضع بيان والحمد لله رب العالمين[76]
ابن عبدالبر
وذكر ابن وهب في كتاب الترغيب من جامعه قال قيل لمالك أترى أن يقرأ بمثل ما قرأ عمر بن الخطاب فامضوا إلى ذكر الله فقال ذلك جائز قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزل القرآن على سبعة أحرف فاقرأوا منه ما تيسر ومثل ما تعلمون ويعلمون وقال مالك لا أرى باختلافهم في مثل هذا بأسا قال وقد كان الناس ولهم مصاحف والستة الذين أوصى إليهم عمر بن الخطاب رضي الله عنهم كانت لهم مصاحف قال ابن وهب وسألت مالكا عن مصحف عثمان بن عفان قال لي ذهب قال وأخبرني مالك بن أنس قال أقرأ عبد الله بن مسعود رجلا إن شجرة الزقوم طعام الأثيم فجعل الرجل يقول طعام اليتيم فقال له ابن مسعود طعام الفاجر فقلت لمالك أترى أن يقرأ كذلك قال نعم أرى ذلك واسعا - قال أبو عمر معناه عندي أن يقرأ به في غير الصلاة وإنما ذكرنا ذلك عن مالك تفسيرا لمعنى الحديث وإنما لم تجز القراءة به في الصلاة لأن ما عدا مصحف عثمان فلا يقطع عليه وإنما يجري مجرى السنن التي نقلها الآحاد لكن لا يقدم أحد على القطع في رده وقد روى عيسى عن ابن القاسم، في المصحف بقراءة ابن مسعود، قال: أرى أن يمنع الإمام من بيعه، ويضرب من قرأ به، ويمنع من ذلك.
وقد قال مالك من قرأ في صلاته بقراءة ابن مسعود أو غيره من الصحابة مما يخالف المصحف، لم يصل وراءه[77]
ابن العربی
المسألة الثانية روي أن ابن مسعود أقرأ رجلا طعام الأثيم فلم يفهمها؛ فقال له: طعام الفاجر، فجعلها الناس قراءة، حتى روى ابن وهب عن مالك قال: أقرأ ابن مسعود رجلا إن شجرة الزقوم طعام الأثيم فجعل الرجل يقول: طعام اليتيم، فقال له عبد الله بن مسعود: طعام الفاجر. فقلت لمالك: أترى أن يقول كذلك؟ قال: نعم.
وروى البصريون عنه أنه لا يقرأ في الصلاة بما يروى عن ابن مسعود. وقال ابن شعبان: لم يختلف قول مالك إنه لا يصلى بقراءة ابن مسعود فإنه من صلى بها أعاد صلاته؛ لأنه كان يقرأ بالتفسير. وقد بينا القول في حال ابن مسعود في سورة آل عمران، ولو صحت قراءته لكانت القراءة بها سنة، ولكن الناس أضافوا إليه ما لم يصح عنه؛ فلذلك قال مالك: لا يقرأ بما يذكر عن ابن مسعود.
والذي صح عنه ما في المصحف الأصلي.
فإن قيل: ففي المصحف الأصلي قراءات واختلافات فبأي يقرأ؟ قلنا: وهي: المسألة الثالثة بجميعها بإجماع من الأمة، فما وضعت إلا لحفظ القرآن، ولا كتبت إلا للقراءة بها، ولكن ليس يلزم أن يعين المقروء به منها، فيقرأ بحرف أهل المدينة، وأهل الشام[78]
«سبعه احرف مثل تعلمون و یعلمون»
ابن وهب
١٣٩ - فقيل لمالك: أفترى أن يقرأ بمثل [ما] قرأ عمر بن ⦗٦١⦘ الخطاب: فامضوا إلى ذكر الله، فقال: ذلك جائز؛ وقال رسول الله: أنزل [القرآن] على سبعة أحرف، فاقرؤوا منه ما تيسر منه، مثل تعلمون، ويعلمون.
قال مالك: ولا أرى باختلافهم في مثل هذا بأسا؛ قال: وقد كان الناس لهم مصاحف وألسنة الذين أوصى إليهم عمر بن الخطاب كانت لهم مصاحف[79].
مقریزی
وأما الشواذ، فإنها مأخوذة من: شذ الشيء، ويشذ شذا وشذوذا، أي ندر عن جمهوره، فسميت [القراءة] شاذة لأنها فارقت ما عليه القراءات وانفردت عن ذلك، وهي على قسمين:
أحدهما: ما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم بإسناد صحيح.
والثاني: ما لم يصح سنده، وللناس في هذه الشواذ مذهبان:
أحدهما: أنه يقرأ في غير الصلاة.
والثاني: أنه لا يجوز أن يقال له قرآن.
فأما من جوز تلاوته، فقد تقدم ما نقله عن ابن وهب، عن الإمام مالك رحمه الله أنه قيل له: أترى أن تقرأ بمثل ما قرأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «فامضوا إلى ذكر الله» ؟ فقال: ذلك جائز، وأنه قال: لا أرى باختلافهم في مثل هذا بأسا، قد كان الناس ولهم مصاحف، والستة الذين أوصى إليهم عمر رضي الله عنهم كانت لهم مصاحف، وأنه قال في قراءة ابن مسعود: «طعام الفاجر، فقلت لمالك: أترى أن تقرأ كذلك؟ قال: نعم أرى ذلك واسعا[80]
١٢ و ١٣. عبدالله بن وهب و سفیان بن عیینه
«الاحرف السبعه مثل هلمّ و تعال»
ابن عبدالبر
وهذا كله يدلك على أن السبعة الأحرف التي أشير إليها في الحديث ليس بأيدي الناس منها إلا حرف زيد بن ثابت الذي جمع عليه عثمان المصحف حدثنا عبد الله بن محمد بن أسد وخلف بن القاسم بن سهل قال أنبأنا محمد بن عبد الله الأصبهاني المقرىء قال حدثنا أبو علي الأصبهاني المقرىء قال حدثنا أبو علي الحسين بن صافي الصفار أن عبد الله بن سليمان حدثهم قال حدثنا أبو الطاهر قال سألت سفيان بن عيينة عن اختلاف قراءة المدنيين والعراقيين هل تدخل في السبعة الأحرف فقال لا وإنما السبعة الأحرف كقولهم هلم أقبل تعالى أي ذلك قلت أجزاك قال أبو الطاهر وقاله ابن وهب قال أبو بكر محمد بن عبد الله الأصبهاني المقرىء ومعنى قول سفيان هذا أن اختلاف العراقيين والمدنيين راجع إلى حرف واحد من الأحرف السبعة وبه قال محمد بن جرير الطبري[81]
وروى ورقاء عن أبي نجيح عن مجاهد عن بن عباس عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ (للذين ءامنوا انظرونا) الحديد ١٣ (للذين آمنوا أمهلونا للذين آمنوا أخرونا للذين آمنوا ارقبونا)
وبهذا الإسناد عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ (كلما أضاء لهم مشوا فيه) البقرة ٢٠ (مروا فيه سعوا فيه)
كل هذه الحروف كان يقرؤها أبي بن كعب
فهذا معنى السبعة الأحرف المذكورة في الأحاديث عند جمهور أهل الفقه والحديث ومصحف عثمان (رضي الله عنه) الذي بأيدي الناس هو منها حرف واحد
ذكر بن أبي داود قال حدثنا أبو الطاهر قال سألت سفيان بن عيينة عن اختلاف قراءات المدنيين والعراقيين اليوم هل تدخل في الأحرف السبعة فقال لا إنما السبعة الأحرف كقولك أقبل هلم تعالى أي ذلك قلت أجزأك
قال أبو الطاهر وقاله بن وهب وبه قال محمد بن جرير الطبري[82]
ابوشامه
"وعلماء المسلمين مجمعون على ذلك، إلا قوما شذوا، لا يعرج عليهم، منهم الأعمش". قال: "وهذا كله يدلك على أن السبعة الأحرف التي أشير إليها في الحديث ليس بأيدي الناس منها، إلا حرف زيد بن ثابت الذي جمع عليه عثمان رضي الله عنه المصاحف".
"قال أبو بكر محمد بن عبد الله الأصبهاني المقرئ: أخبرنا أبو علي الحسن بن صافي الصفار أن عبد الله بن سليمان حدثهم قال: حدثنا أبو [٤٠ و] الطاهر قال: سألت سفيان بن عيينة عن اختلاف قراءة المدنيين والعراقيين، هل تدخل في السبعة الأحرف؟ فقال: لا، وإنما السبعة الأحرف كقولهم هلم، أقبل، تعال، أي ذلك قلت أجزاك. قال أبو الطاهر: وقاله ابن وهب. قال أبو بكر الأصبهاني: ومعنى قول سفيان هذا أن اختلاف العراقيين والمدنيين راجع إلى حرف واحد من الأحرف السبعة، وبه قال محمد بن جرير الطبري[83]
ابن حجر
لكن ثبت عن غير واحد من الصحابة أنه كان يقرأ بالمرادف ولو لم يكن مسموعا له ومن ثم أنكر عمر على بن مسعود قراءته .... وقد أخرج بن أبي داود في المصاحف عن أبي الطاهر بن أبي السرح قال سألت بن عيينة عن اختلاف قراءة المدنيين والعراقيين هل هي الأحرف السبعة قال لا وإنما الأحرف السبعة مثل هلم وتعال وأقبل أي ذلك قلت أجزأك قال وقال لي بن وهب مثله[84]
مقریزی
وذكر من حديث محمد بن عبد الله الأصبهاني المقرئ، حدثنا أبو علي الحسن ابن صافي الصفار، أن عبد الله بن سليمان قال: حدثنا أبو الظاهر قال: سألت سفيان بن عيينة عن الاختلاف في قراءة المدنيين والعراقيين، هل تدخل في السبعة الأحرف فقال: لا، وإنما السبعة الأحرف: كقولهم: أقبل، تعال، أي ذلك قلت أجزأك، قال أبو الطاهر: وقاله ابن وهب.
قال أبو بكر بن عبد الله الأصبهاني المقرئ: ومعنى سفيان هذا: إن اختلاف العراقيين والمدنيين راجع إلى حرف واحد من الأحرف السبعة، وبه قال محمد بن جرير الطبري[85]
حتی اذا فرغ عن قلوبهم
صحیح بخاری
«إذا قضى الله الأمر في السماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله، كالسلسلة على صفوان، قال علي: وقال غيره: صفوان، ينفذهم ذلك، فإذا {فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا} للذي قال: {الحق وهو العلي الكبير} فيسمعها مسترقو السمع، ومسترقو السمع هكذا، واحد فوق آخر، ووصف سفيان بيده وفرج بين أصابع يده اليمنى، نصبها بعضها فوق بعض، فربما أدرك الشهاب المستمع قبل أن يرمي بها إلى صاحبه فيحرقه، وربما لم يدركه حتى يرمي بها إلى الذي يليه، إلى الذي هو أسفل منه، حتى يلقوها إلى الأرض، وربما قال سفيان: حتى تنتهي إلى الأرض فتلقى على فم الساحر، فيكذب معها مائة كذبة، فيصدق، فيقولون: ألم يخبرنا يوم كذا وكذا، يكون كذا وكذا، فوجدناه حقا؟ للكلمة التي سمعت من السماء».
حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، حدثنا عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة: إذا قضى الله الأمر، وزاد: الكاهن.
وحدثنا سفيان فقال: قال عمرو: سمعت عكرمة، حدثنا أبو هريرة قال: إذا قضى الله الأمر، وقال: على فم الساحر، قلت لسفيان قال: سمعت عكرمة قال: سمعت أبا هريرة؟ قال: نعم. قلت لسفيان: إن إنسانا روى عنك: عن عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة، ويرفعه: أنه قرأ: فرغ. قال سفيان: هكذا قرأ عمرو، فلا أدري: سمعه هكذا أم لا، قال سفيان: وهي قراءتنا[86].
در تعلیقه بغا چنین آمده است: (فرغ) من قولهم: فرغ الزاد، إذا لم يبق منه شيء. (قراءتنا) وهي قراءة شاذة.
٧٤٨١ - حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، عن عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة : يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قضى الله الأمر في السماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله، كأنه سلسلة على صفوان قال علي: وقال غيره: صفوان ينفذهم ذلك فإذا {فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير}» قال علي: وحدثنا سفيان، حدثنا عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة بهذا. قال سفيان: قال عمرو: سمعت عكرمة، حدثنا أبو هريرة قال علي: قلت لسفيان: قال سمعت عكرمة قال: سمعت أبا هريرة؟ قال: نعم، قلت لسفيان: إن إنسانا روى عن عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة يرفعه: أنه قرأ: فزع. قال سفيان: هكذا قرأ عمرو، فلا أدري سمعه هكذا أم لا؟ قال سفيان: وهي قراءتنا[87].
شروح بخاری
شرح کرمانی
(رفعه) أي إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ "فزع" بالراء والمعجمة من قولهم فرغ الزاد إذا لم يبق منه شيء. فإن قلت كيف جاز القراءة إذا لم تكن جاز القراءة إذا لم تكن مسموعة قلت لعل مذهبه جواز القراءة بدون السماع إذا كان المعنى صحيحا. قال في الكشاف في حم الدخان وعن أبي الدرداء أنه كان يقرئ رجلا ويقول طعام الأثيم فقيل قل طعام الفاجر وبهذا يستدل على أن إبدال كلمة مكان كلمة جائز إذا كانت مؤدية معناها[88].
فتح الباری
قلت لسفيان إن إنسانا روى عنك عن عمرو عن عكرمة عن أبي هريرة أنه قرأ فرغ بضم الفاء وبالراء المهملة الثقيلة وبالغين المعجمة فقال سفيان هكذا قرأ عمرو يعني بن دينار فلا أدري سمعه هكذا أم لا وهذه القراءة رويت أيضا عن الحسن وقتادة ومجاهد والقراءة المشهورة بالزاي والعين المهملة وقرأها بن عامر مبنيا للفاعل ومعناه بالزاي والمهملة أدهش الفزع عنهم ومعنى التي بالراء والغين المعجمة ذهب عن قلوبهم ما حل فيها فقال سفيان هكذا قرأ عمرو فلا أدري سمعه أم لا قال سفيان وهي قراءتنا قال الكرماني فإن قيل كيف جازت القراءة إذا لم تكن مسموعة فالجواب لعل مذهبه جواز القراءة بدون السماع إذا كان المعنى صحيحا قلت هذا وإن كان محتملا لكن إذا وجد احتمال غيره فهو أولى وذلك محمل قول سفيان لا أدري سمعه أم لا على أن مراده سمعه من عكرمة الذي حدثه بالحديث لا أنه شك في أنه هل سمعه مطلقا فالظن به أن لا يكتفي في نقل القرآن بالأخذ من الصحف بغير سماع وأما قول سفيان وهي قراءتنا فمعناه أنها وافقت ما كان يختار من القراءة به فيجوز أن ينسب إليه كما نسب لغيره[89]
عمده القاری
وحدثنا سفيان فقال قال عمرو سمعت عكرمة حدثنا أبو هريرة قال إذا قضى الله الأمر وقال على فم الساحر قلت لسفيان أأنت سمعت عمرا قال سمعت عكرمة قال سمعت أبا هريرة قال نعم قلت لسفيان إن إنسانا روى عنك عن عمرو عن عكرمة عن أبي هريرة ويرفعه أنه قرأ فرغ قال سفيان هاكذا قرأ عمرو فلا أدري سمعه هكذا أم لا قال سفيان وهي قراءتنا.
أي: قال علي بن عبد الله: وحدثنا سفيان أيضا الخ، وهذا السند فيه التصريح بالتحديث وبالسماع. قوله: (قلت لسفيان) القائل هو علي بن عبد الله. قوله: (ويرفعه) أي: ويرفع أبو هريرة الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم. قوله: (قرأ فرغ) ، بضم الفاء وتشديد الراء مكسورة وبالغين المعجمة، قال سفيان: هو ابن عيينة، وهكذا قرأ عمرو بن دينار، وهذه القراءة رويت أيضا عن الحسن وقتادة ومجاهد، والقراءة المشهورة بالزاي والعين المهملة، وقرأ ابن عامر بفتح الفاء والراء وبالغين المعجمة من قولهم: فرغ الزاد إذا لم يبق منه شيء، وقال الكرماني: كيف جازت القراءة إذا لم تكن مسموعة؟ قلت: لعل مذهبه جواز القراءة بدون السماع إذا كان المعنى صحيحا[90].
قوله: قال سفيان: قال عمرو أي: قال سفيان بن عيينة: قال عمرو بن دينار: سمعت عكرمة قال: حدثنا أبو هريرة. قوله: قال علي هو ابن المديني أيضا: قلت لسفيان بن عيينة؛ قال عكرمة. قال: سمعت أبا هريرة؟ قال: نعم أي: قال سفيان: نعم سمعته. وهذا يشعر بأن كلامه كان علي سبيل الاستفهام من سفيان. قوله: قلت لسفيان أي: قال علي أيضا: قلت لسفيان بن عيينة إن إنسانا روى عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن أبي هريرة يرفعه أي: إلى رسول الله أنه قرأ: فرغ، بالراء والغين المعجمة من قولهم: فرغ الزاد إذا لم يبق منه شيء. قال سفيان: هكذا قرأ عمرو بالراء والغين المعجمة، قيل: كيف جازت القراءة إذا لم تكن مسموعة قطعا؟ وأجيب بأنه لعل مذهبه جواز القراءة بدون السماع إذا كان المعنى صحيحا. قوله: فلا أدري سمعه هكذا أم لا أي: أسمعه عمرو عن عكرمة أو قرأها كذلك من قبل نفسه بناء على أنها قراءته. قوله: قال سفيان أي: ابن عيينة وهي قراءتنا يعني بالراء والغين المعجمة، يريد سفيان أنها قراءة نفسه وقراءة من تبعه فيه[91].
کلام ابن وهب
١٣٩ - فقيل لمالك: أفترى أن يقرأ بمثل [ما] قرأ عمر بن ⦗٦١⦘ الخطاب: فامضوا إلى ذكر الله، فقال: ذلك جائز؛ وقال رسول الله: أنزل [القرآن] على سبعة أحرف، فاقرؤوا منه ما تيسر منه، مثل تعلمون، ويعلمون.
قال مالك: ولا أرى باختلافهم في مثل هذا بأسا؛ قال: وقد كان الناس لهم مصاحف وألسنة الذين أوصى إليهم عمر بن الخطاب كانت لهم مصاحف[92].
ابن عبدالبر
وذكر ابن وهب في كتاب الترغيب من جامعه قال قيل لمالك أترى أن يقرأ بمثل ما قرأ عمر بن الخطاب فامضوا إلى ذكر الله فقال ذلك جائز قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزل القرآن على سبعة أحرف فاقرأوا منه ما تيسر ومثل ما تعلمون ويعلمون وقال مالك لا أرى باختلافهم في مثل هذا بأسا قال وقد كان الناس ولهم مصاحف والستة الذين أوصى إليهم عمر بن الخطاب رضي الله عنهم كانت لهم مصاحف قال ابن وهب وسألت مالكا عن مصحف عثمان بن عفان قال لي ذهب قال وأخبرني مالك بن أنس قال أقرأ عبد الله بن مسعود رجلا إن شجرة الزقوم طعام الأثيم فجعل الرجل يقول طعام اليتيم فقال له ابن مسعود طعام الفاجر فقلت لمالك أترى أن يقرأ كذلك قال نعم أرى ذلك واسعا[93]
١۴. یحیی بن سعید قطان
ابونعيم اصفهانی
حدثنا إبراهيم بن عبد الله , ثنا محمد بن إسحاق , قال: سمعت عبيد الله بن سعيد , يقول: «أخاف أن يضيق، على الناس تتبع الألفاظ , لأن القرآن أعظم حرمة ⦗٣٨١⦘ وسع أن يقرأ على وجوه إذا كان المعنى واحدا[94]»
خطیب بغدادی
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، أنا إبراهيم بن عبد الله الأصبهاني، ثنا محمد بن إسحاق السراج , قال: سمعت عبيد الله بن سعيد , يقول: سمعت يحيى بن سعيد , يقول: «أخاف أن يضيق على الناس تتبع الألفاظ , لأن القرآن أعظم حرمة ووسع أن يقرأ على وجوه إذا كان المعنى واحدا[95]»
أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الخوارزمي , قال: قرئ على أبي إسحاق المزكي , وأنا أسمع , سمعت أبا العباس , ح وأخبرنا أبو حازم العبدوي واللفظ له , قال: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى يقول: سمعت أبا العباس أحمد بن محمد بن الأزهر يقول: سمعت أزهر بن جميل , يقول: كنا عند يحيى بن سعيد ومعنا رجل يتشكك , فقال له يحيى: «يا هذا , إلى كم هذا؟ ليس في يد الناس أشرف ولا أجل من كتاب الله تعالى , وقد رخص فيه على سبعة أحرف[96]»
ذهبی
وسمعته يقول: أخاف أن يضيق على الناس تتبع الألفاظ، لأن القرآن أعظم حرمة، ووسع أن يقرأ على وجوه إذا كان المعنى واحدا[97].
قال أبو قدامة السرخسي: سمعت يحيى بن سعيد يقول: أدركت الأئمة يقولون: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص
وسمعته يقول: أخاف أن يضيق على الناس تتبع الألفاظ، لأن القرآن أعظم حرمة، ووسع أن يقرأ على وجوه إذا كان المعنى واحدا[98].
سخاوی
وأيضا فقد قال الشافعي رحمه الله: وإذا كان الله عز وجل برأفته بخلقه أنزل كتابه على سبعة أحرف معرفة منه بأن الحفظ قد يزل، لتحل لهم قراءته وإن اختلف لفظهم فيه، ما لم يكن في اختلافهم إحالة معنى، كان ما سوى كتاب الله أولى أن يجوز فيه اختلاف اللفظ ما لم يحل معناه.
وسبقه لنحوه يحيى بن سعيد القطان فإنه قال: القرآن أعظم من الحديث، ورخص أن نقرأه على سبعة أحرف. وكذا قال أبو أويس: سألنا الزهري عن التقديم والتأخير في الحديث، فقال: إن هذا يجوز في القرآن، فكيف به في الحديث! إذا أصبت معنى الحديث ; فلم تحل به حراما، ولم تحرم به حلالا، فلا بأس به.بل قال مكحول وأبو الأزهر: دخلنا على واثلة رضي الله عنه، فقلنا له: حدثنا بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيه وهم ولا نسيان، فقال: هل قرأ أحد منكم من القرآن شيئا؟ فقلنا: نعم، وما نحن له بحافظين جدا، إنا لنزيد الواو والألف وننقص.قال: فهذا القرآن مكتوب بين أظهركم لا تألونه حفظا، وأنتم تزعمون أنكم تزيدون فيه وتنقصون منه، فكيف بأحاديث سمعناها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، عسى ألا نكون سمعناها منه إلا مرة واحدة، حسبكم إذا حدثناكم بالحديث على المعنى.واحتج حماد بن سلمة بأن الله تعالى أخبر عن موسى عليه السلام وعدوه فرعون بألفاظ مختلفة في معنى واحد كقوله: {بشهاب قبس} [النمل: ٧] ، و {بقبس} [طه: ١٠] أو {جذوة من النار} [القصص: ٢٩] ، وكذلك قصص سائر الأنبياء عليهم السلام في القرآن، وقولهم لقومهم بألسنتهم المختلفة، وإنما نقل إلينا ذلك بالمعنى، وقد قال أبي بن كعب كما أخرجه أبو داود: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بـ {سبح اسم ربك} [الأعلى: ١] ، وقل للذين كفروا، والله الواحد الصمد» . فسمى السورتين الأخيرتين بالمعنى[99].
معاصرین
وروى الخطيب في كتاب «الكفاية» عن أزهر بن جميل قال: كنا عند يحيى بن سعيد ومعنا رجل يتشكك فقال له يحيى: يا هذا إلى كم هذا. ليس في يد الناس أشرف ولا أجل من كتاب الله تعالى وقد رخص فيه على سبعة أحرف, قال الشافعي: وإذا كان الله عز وجل برأفته بخلقه أنزل كتابه على سبعة أحرف معرفة منه بأن الحفظ قد يزل لتحل لهم قراءته وإن اختلف لفظهم فيه السخاوي في «فتح المغيث»: وسبقه لنحوه يحيى بن سعيد القطان فإنه قال القرآن أعظم من الحديث ورخص أن تقرأه على سبعة أحرف, وكذا قال أبو أويس سألنا الزهري عن التقديم والتأخير في الحديث فقال إن هذا يجوز في القرآن فكيف به في الحديث إذا أصبت معنى الحديث فلم تحل به حراما ولم تحرم به حلالا فلا بأس به, واحتج حماد بن سلمة بأن الله تعالى أخبر عن موسى عليه السلام وعدوه بألفاظ مختلفة في شيء واحد كقوله: {بشهاب قبس} و {بقبس أو جذوة من النار} وكذلك قصص سائر الأنبياء عليهم السلام في القرآن وقولهم لقومهم بألسنتهم المختلفة وإنما نقل إلينا ذلك بالمعنى, وقد قال أبي بن كعب كما أخرجه أبو داود كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوتر بـ {سبح اسم ربك} وقل للذين كفروا والله الواحد الصمد, فسمى السورتين الأخيرتين بالمعنى انتهى.وكلام العلماء من الصحابة ومن بعدهم في جواز رواية الحديث بالمعنى كثير, وفيما ذكرته ههنا كفاية[100]
ومن دليل أصحاب هذا المذهب:
ما جاء عن يحيى بن سعيد القطان، قال: " أخاف أن يضيق على الناس تتبع الألفاظ؛ لأن القرآن أعظم حرمة، ووسع أن يقرأ على وجوه إذا كان المعنى واحدا "
وقال الرامهرمزي: " ومن الحجة لمن ذهب إلى هذا المذهب: أن الله تعالى قد قص من أنباء ما قد سبق قصصا، كرر ذكر بعضها في مواضع بألفاظ مختلفة والمعنى واحد، ونقلها من ألسنتهم إلى اللسان العربي، وهو مخالف لها في التقديم والتأخير، والحذف والإلغاء، والزيادة والنقصان، وغير ذلك "
كذلك قال الخطيب: " اتفاق الأمة على أن للعالم بمعنى خبر النبي صلى الله عليه وسلم، وللسامع بقوله، أن ينقل معنى خبره بغير لفظه، وغير اللغة العربية، وأن الواجب على رسله وسفرائه إلى أهل اللغات المختلفة من العجم وغيرهم أن يرووا عنه ما سمعوه وحملوه مما أخبرهم به وتعبدهم بفعله على ألسنة رسله، سيما إذا كانوا السفير يعرف اللغتين، فإنه لا يجوز أن يكل ما يرويه إلى ترجمان وهو يعرف الخطاب بذلك اللسان؛ لأنه لا يأمن الغلط وقصد التحريف على الترجمان، فيجب أن يرويه بنفسه.
وإذا ثبت ذلك صح أن القصد برواية خبره وأمره ونهيه إصابة معناه وامتثال موجبه، دون إيراد نفس لفظه وصورته.
وعلى هذا الوجه لزم العجم وغيرهم من سائر الأمم دعوة الرسول إلى دينه , والعلم بأحكامه[101].
٩٤٥- واستدل الشافعي رضي الله عنه لذلك بحديث: "أنزل القرآن على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه"، فإذا كان الله تعالى رحمة منه بخلقه -أنزل كتابه على سبعة أحرف لتحل لهم قراءته وإن اختلف لفظهم منه فغير كتاب الله تعالى أولى لأن تجوز فيه الرواية بالمعنى ما لم يتغير المعنى بتغير اللفظ، يقول مبينا ذلك: "فإن كان الله لرأفته بخلقه أنزل كتابه على سبعة أحرف، معرفة منه بأن الحفظ قد يزل ليحل لهم قراءته، وإن اختلف اللفظ فيه، ما لم يحل معناه. وكل ما لم يكن فيه حكم فاختلاف اللفظ فيه لا يحيل معناه
٩٤٦- وقد روي ما هو شبيه بهذا عن يحيى بن سعيد القطان حيث قال: أخاف أن يضيق على الناس تتبع الألفاظ؛ لأن القرآن أعظم حرمة، ووسع أن يقرأ على وجوه إذا كان المعنى واحدا[102]
١۵. ابوسؤار الغنوی[103]
حاسوا و جاسوا واحد
یفرنی
و قال أبو زيد: سمعت أبا سوار الغنوي يقرأ [قوله تعالى]: {فجاسوا خلال الديار} فقال: جاسوا وحاسوا واحد، معناه: وطئوا، يقال: جاستهم الخيل[104].
السمين الحلبی
قوله: {وأقوم} حكى الزمخشري:» أن أنسا قرأ «وأصوب قيلا» فقيل له: يا أبا حمزة إنما هي: وأقوم!! «فقال:» إن أقوم وأصوب وأهيأ واحد «وأن أبا سرار الغنوي قرأ» فحاسوا خلال الديار «بالحاء المهمة فقيل له: هي بالجيم. فقال: حاسوا وجاسوا واحد» . قلت: له غرض في هاتين الحكايتين، وهو جواز قراءة القرآن بالمعنى، وليس في هذا دليل؛ لأنه تفسير معنى. وأيضا فما بين أيدينا قرآن متواتر، وهذه الحكاية آحاد. وقد تقدم أن أبا الدرداء كان يقرىء رجالا {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم} [الدخان: ٤٤] فجعل الرجل يقول: اليتيم. فلما تبرم به قال: طعام الفاجر يا هذا. فاستدل به على ذلك من يرى جوازه. وليس فيه دليل؛ لأن مقصود/ أبي الدرداء بيان المعنى، فجاء بلفظ مبين[105].
زرکشی
من كلامهم إبدال الحروف وإقامة بعضها مقام بعض يقولون: مدحه ومدهه وهو كثير ألف فيه المصنفون وجعل منه ابن فارس قوله تعالى: {فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم} ، فقال: فالراء واللام متعاقبان، كما تقول العرب: فلق الصبح وفرقه. قال: وذكر عن الخليل- ولم أسمعه سماعا - أنه قال في قوله تعالى: {فجاسوا خلال الديار} إنما أراد فحاسوا فقامت الجيم مقام الحاء.
قال ابن فارس: وما أحسب الخليل قال هذا ولا أحقه عنه.
قلت: ذكر ابن جني في "المحتسب": أنها قراءة أبو السمال، وقال: قال أبو زيد - أو غيره: قلت له: إنما هو [فجاسوا] فقال: حاسوا وجاسوا واحد. وهذا يدل على أن بعض القراء يتخير بلا رواية ولذلك نظائر. انتهى.
وهذا الذي قاله ابن جني غير مستقيم ولا يحل لأحد أن يقرأ إلا بالرواية. وقوله:" إنهما بمعنى واحد " لا يوجب القراءة بغير الرواية كما ظنه أبو الفتح وقائل ذلك والقارىء به هو أبو السوار الغنوي لا أبو السمال فاعلم ذلك. كذلك أسنده الحافظ أبو عمرو الداني، فقال: حدثنا المازني قال: سألت أبا السوار الغنوي، فقرأ: [فحاسوا] بالحاء غير الجيم فقلت: إنما هو [فجاسوا] قال: حاسوا وجاسوا واحد، ويعني أن اللفظين بمعنى واحد وإن كان أراد أن القراءة بذلك تجوز في الصلاة والغرض كما جازت بالأولى فقد غلط في ذلك وأساء[106].
النسمه و النفس واحد
و اذ قتلتم نسمه
فخر رازی
وحدثني أبو بكر، رحمه الله، قال: حدثني أبو عبد الله بن الحسين، قال: حدثنا المازني، قال: سمعت أبا سرار الغنوي، يقرأ: فحاسوا خلال الديار فقلت: إنما هو جاسوا فقال: حاسوا وجاسوا واحد، قال وسمعته يقرأ: وإذ قتلتم نسمة فادارأتم فيها فقلت له: إنما هو نفس، قال: النسمة والنفس واحد قال الكسائي: يقال أحم الأمر وأجم إذا حان وقته، ويقال: رجل محارف ومجارف، قال: وهم يحلبون عليك، ويجلبون أي: يعينون، قال الأصمعي: إذا حان وقوع الأمر قيل: أجم، يقال: أجم ذلك الأمر أي: حان وقته[107]
[إن أقوم] وأصوب وأهيأ واحد، قال ابن جني، وهذا يدل على أن القوم كانوا يعتبرون المعاني، فإذا وجدوها لم يلتفتوا إلى الألفاظ ونظيره ما روي أن أبا سوار الغنوي كان يقرأ: (فحاسوا خلال الديار) بالحاء غير المعجمة، فقيل له: إنما هو جاسوا، فقال: حاسوا وجاسوا واحد وأنا أقول: يجب أن نحمل ذلك على أنه إنما ذكر ذلك تفسيرا للفظ القرآن لا على أنه جعله نفس القرآن، إذ لو ذهبنا إلى ما قاله ابن جني لارتفع الاعتماد عن ألفاظ القرآن، ولجوزنا أن كل أحد عبر عن المعنى بلفظ رآه مطابقا لذلك المعنى، ثم ربما أصاب في ذلك الاعتقاد، وربما أخطأ وهذا يجر إلى الطعن في القرآن، فثبت أنه حمل ذلك على ما ذكرناه[108].
لا تجزی نسمه عن نسمه
زمخشری
يوما يريد يوم القيامة لا تجزي لا تقضى عنها شيئا من الحقوق. ومنه الحديث في جذعة بن نيار: «تجزى عنك ولا تجزى عن أحد بعدك» وشيئا مفعول به ويجوز أن يكون في موضع مصدر، أى قليلا من الجزاء، كقوله تعالى: (ولا يظلمون شيئا) ومن قرأ (لا تجزئ) من أجزأ عنه إذا أغنى عنه، فلا يكون في قراءته إلا بمعنى شيئا من الإجزاء. وقرأ أبو السرار الغنوي: لا تجزى نسمة عن نسمة شيئا. وهذه الجملة منصوبة المحل صفة ليوما. فإن قلت: فأين العائد منها إلى الموصوف؟ قلت: هو محذوف تقديره: لا تجزى فيه[109].
والثالث: وقرأ أبو السرار الغنوي: "لا تجزى نسمة عن نسمة شيئا[110]"
هیاک نعبد و هیاک نستعین
وقرأ أبو سوار الغنوي "هياك نعبد وهياك نستعين" بالهاء فيهما بدلآ من الهمز. قالوا: وهي لغة قليلة الإستعمال، وأكثر ما تجيء في الشعر[111].
١۶. شافعی
حدثنا الربيع قال: أخبرنا الشافعي، أخبرنا الثقة، عن الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن سعيد، وطاوس، عن ابن عباس قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن، فكان يقول: التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله، سلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله " قال الربيع: هذا حدثنا به يحيى بن حسان. قال الشافعي: وقد روى أيمن بن نابل بإسناد له، عن جابر، عن النبي عليه السلام تشهدا يخالف هذا في بعض حروفه. وروى البصريون عن أبي موسى عن النبي عليه السلام حديثا يخالفهما في بعض حروفهما. وروى الكوفيون عن ابن مسعود في التشهد حديثا يخالفها كلها في بعض حروفها، فهي مشتبهة متقاربة، واحتمل أن تكون كلها ثابتة، وأن يكون رسول الله يعلم الجماعة والمنفردين التشهد، فيحفظ أحدهم على لفظ، ويحفظ الآخر على لفظ يخالفه، لا يختلفان في معنى أنه إنما يريد به تعظيم الله جل ثناؤه وذكره، والتشهد والصلاة على النبي، فيقر النبي كلا على ما حفظ، وإن زاد بعضهم على بعض، أو لفظها بغير لفظه؛ لأنه ذكر. وقد اختلف بعض أصحاب النبي في بعض لفظ القرآن عند رسول الله، ولم يختلفوا في معناه فأقرهم. وقال: «هكذا أنزل، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسر منه» ، فما سوى القرآن من الذكر أولى أن يتسع هذا فيه، إذا لم يختلف المعنى[112].
٧٥٣ - قال فإذا كان الله لرأفته بخلقه أنزل كتابه على سبعة أحرف معرفة منه بأن الحفظ قد يزل ليحل لهم قراءته وإن اختلف اللفظ فيه ما لم يكن في اختلافهم إحالة معنى كان ما سوى كتاب الله أولى أن يجوز فيه اختلاف اللفظ ما لم يحل معناه
٧٥٤ - وكل ما لم يكن فيه حكم اختلاف اللفظ فيه لا يحيل معناه وقد قال بعض التابعين لقيت أناسا من أصحاب رسول الله فاجتمعوا في المعنى واختلفوا علي في اللفظ فقلت لبعضهم ذلك فقال لا بأس ما لم يحيل المعنى[113]
[1] كتاب التمهيد ابن عبد البر ط المغربية، ج ۵، ص ٢٩٠-٢٩١
[2] المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز ، ج ١، ص ١٠۴
[3] كتاب تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرآن، ج ١، ص ۴٢
و همینطور كتاب البرهان في علوم القرآن، ج ١، ص ٢٢١ و كتاب تفسير ابن كثير ت السلامة، ج ١،ص ۴۵ و و كتاب فضائل القرآن لابن كثير، ص ١٣٣-١٣۴ و كتاب إمتاع الأسماع، ج ۴، ص ٢۶٨- ٢۶٩ و و كتاب الإتقان في علوم القرآن ، ج ١،ص ١۶٨
[4] كتاب تفسير القرآن من الجامع لابن وهب ، ج ٣، ص ۵۴-۵۵
[5] كتاب تفسير القرآن من الجامع لابن وهب، ج ٣، ص ۵۵
[6] كتاب الآثار لأبي يوسف ، ص ۴۴
[7] كتاب فضائل القرآن أبو عبيد، ص ٣١١-٣١٢
[8] كتاب البيان والتحصيل، ج ١٨، ص ۴١٩-۴٢٠
[9] كتاب رؤوس المسائل للزمخشري، ص ١۵٧-١۵٨
[10] كتاب تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرآن، ج ١۶، ص ١۴٩
[11] المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز، ج ١، ص ١١١-١١٢
[12] كتاب أحكام القرآن لابن العربي ط العلمية ، ج ۴، ص ١١٩
[13] كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور، ج ٧، ص ۴١٨
[14] كتاب موسوعة التفسير المأثور، ج ٢٠، ص ۵٣
[15] كتاب جامع البيان في القراءات السبع، ج ١، ص ١٠١-١٠٢
[16] كتاب الأحرف السبعة للقرآن ، ص ٢٢
[17] كتاب مختصر تاريخ دمشق، ج ١۴، ص ۵٩
[18] كتاب مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور، ج ١، ص ۴٠٣
[19] كتاب سنن سعيد بن منصور تكملة التفسير ط الألوكة، ج ٧، ص ٣٢۶-٣٢٧
[20] كتاب تفسير الطبري جامع البيان ط هجر، ج ٢١، ص ۵٣-۵۴
[21] كتاب المستدرك على الصحيحين للحاكم ط العلمية، ج ٢، ص ۴٨٩
[22] كتاب تفسير الثعلبي الكشف والبيان عن تفسير القرآن ط دار التفسير، ج ٢٣، ص ۵٣٨-۵٣٩
[23] كتاب الهداية الى بلوغ النهاية، ج ١٠، ص ۶۵٧٢
[24] كتاب تفسير الزمخشري الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، ج ۴، ص ٢٨١
[25] كتاب سير أعلام النبلاء ط الرسالة، ج ٢، ص ٣۵٠
[26] كتاب تفسير النسفي مدارك التنزيل وحقائق التأويل،ج ٣، ص ٢٩۴
[27] كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور،ج ۴، ص ۴١٨
[28] كتاب موسوعة التفسير المأثور ، ج ٢٠، ص ۵٣
[29] الصحابي واثلة بن الأسقع بن عبد العزى بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، الليثي الكناني من قبيلة كنانة. وقيل: واثلة بن عبد الله بن الأسقع، كنيته أبو شداد، وقيل: أبو الأسقع وأبو قرصافة.
أسلم النبي يتجهز إلى تبوك[هل المصدر موثوق؟]، وقيل: إنه خدم النبي ثلاث سنين. وكان من أصحاب الصفة.
قال الواقدي: إن واثلة بن الأسقع كان ينزل ناحية المدينة، حتى أتى رسول الله فصلى معه الصبح، وكان رسول الله إذا صلى الصبح وانصرف فيتصفح وجوه أصحابه، ينظر إليهم، فلما دنا من واثلة أنكره، فقال: من أنت? فأخبره، فقال: ما جاء بك? قال: أبايع. فقال رسول الله: على ما أحببت وكرهت? قال: نعم. فقال رسول الله: فيما أطقت? قال واثلة: نعم. وكان رسول الله يتجهز إلى تبوك، ولم يكن لواثلة ما يحمله، فجعل ينادي: من يحملني وله سهمي? فدعاه كعب بن عجرة وقال: أنا أحملك عقبة بالليل، أسوة يدي، ولي سهمك. فقال واثلة: نعم. قال واثلة: فجزاه الله خيراً، كان يحملني عقبي ويزيدني، وكل معه ويرفع لي، حتى إذا بعث رسول الله خالد بن الوليد إلى أكيدر الكندي بدومة الجندل، خرج كعب وواثلة معه فغنموا، فأصاب واثلة ست قلائص، فأتى بها كعب بن عجرة فقال: اخرج فانظر إلى قلائصك. فخرج كعب وهو يتبسم ويقول: بارك الله لك، ما حملتك وأنا أريد آخذ منك شيئاً. ثم سكن البصرة. وله بهادار، ثم سكن الشام على ثلاثة فراسخ من دمشق بقرية البلاط وشهد فتح دمشق، وشهد المغازي بدمشق وحمص، ثم تحول إلى فلسطين، ونزل البيت المقدس، وقيل: بيت جبرين.
روى عنه أبو إدريس الخولاني، وشداد بن عبد الله أبو عمار، وربيعة بن يزيد القصير، وعبد الرحمن بن أبي قسيمة، ويونس بن ميسرة. توفي سنة ثلاث وثمانين، وهو ابن مائة وخمس وسنين، قاله سعيد بن خالد.
وقال أبو مسهر: مات سنة خمس وثمانين، وهو ابن ثمان وتسعين سنة. وقيل: توفي بالبيت المقدس، وقيل: بدمشق. وكان قد عمي. وكان يصفر لحيته.
روي عنه أنه قال: إني عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء علي وفاطمة وحسن وحسين فألقى صلى الله عليه وسلم عليهم كساء له، ثم قال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» قلت: يا رسول الله، وأنا؟ قال: «وأنت» قال: فوالله إنها لأوثق عملي عندي.(الموسوعة الحرة، ویکی پدیا)
[30] كتاب المعجم الكبير للطبراني، ج ٢٢، ص ۶۵
[31] كتاب المعجم الكبير للطبراني، ج ٢٢، ص ۵۴
[32] كتاب مسند الشاميين للطبراني،ج ٣، ص ١۵۶
[33] كتاب المستدرك على الصحيحين للحاكم ط العلمية، ج ٣، ص ۶۵٨
[34] كتاب المدخل إلى السنن الكبرى البيهقي ت عوامة، ج ١، ص ٢۴۴
[35] ٣ - عبد الرحمن بن حجيرة الخولاني المصري القاضي روى عن أبي ذر وابن مسعود وأبي هريرة وكان عبد العزيز قد جمع له القضاء والقصص وبيت المال ورزقه في العام ألف دينار وتوفي في حدود التسعين للهجرة(كتاب الوافي بالوفيات، ج ١٨، ص ٧٨-٧٩ )
[سال ٨٣]وفيها توفي قاضي مصر عبد الرحمن بن حجيرة الخولاني، روى عن أبي ذر وغيره، وكان عبد العزيز بن مروان يرزقه [١] في السنة ألف دينار فلا يدخرها.(كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب، ج ١، ص ٣۴١ (
[٦٥٦ - عبد الرحمن بن حجيرة]
ذكر يعقوب بن سفيان عبد الرحمن بن حجيرة في ثقات المصريين (كتاب التذييل على تهذيب التهذيب، ص ٢۴١)
٩١- (عبد الرحمن بن حجيرة) [١]- م ٤- الخولاني البصري القاضي.
روى عن: أبي ذر، وابن مسعود، وأبي هريرة.
روى عنه: دراج أبو السمح، والحارث بن يزيد الحضرمي، وعبد الله بن ثعلبة، وابنه عبد الله بن عبد الرحمن، ونضلة بن كليب.
وكان أمير مصر عبد العزيز قد جمع له القضاء والقصص وبيت المال، وكان رزقه في العام ألف دينار، ولا يدخرها، رحمه الله
كنيته أبو عبد الله، وتوفي سنة ثلاث وثمانين.(كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري، ج ۶، ص ١٢۶ )
در مورد او بیشتر بخوانید: ثم ولي القضاء عبد الرحمن بن حجيرة من قبل عبد العزيز بن مروان.( كتاب الولاة وكتاب القضاة ط العلمية، ص ٢٢٧)
[36] كتاب تفسير القرآن من الجامع لابن وهب، ج ٣، ص ۵٢-۵٣
[37] كتاب تفسير القرآن من الجامع لابن وهب، ج ٣، ص ۵١
[38] كتاب مسند أبي يعلى ت حسين أسد،ج ٧، ص ٨٨
[39] كتاب المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها ط المجلس الأعلى، ج ٢، ص ٣٣۶
[40] كتاب تفسير الطبري جامع البيان ط هجر، ج ١، ص ۴٧
[41] كتاب تفسير الثعالبي الجواهر الحسان في تفسير القرآن، ج ۵، ص ۵٠٣
[42] تفسير ابن عطية المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، ج ١، ص ۴٧
[43] كتاب اللطائف من دقائق المعارف في علوم الحفاظ الأعارف، ص ١٩٢-١٩٣
[44] كتاب تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرآن، ج ١، ص ۴٨
[45] كتاب سير أعلام النبلاء ط الرسالة، ج ۶، ص ٢۴۴
[46] كتاب المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي، ج ٣، ص ١٢١
[47] كتاب المطالب العالية محققا، ج ١۵، ص ۴١٢
[48] كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور، ج ٨، ص ٣١٧
[49] كتاب المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها ط العلمية، ج ٢، ص ۴٣۴-۴٣۵
[50] تفسير ابن عطية المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، ج ۵، ص ۴٩٧
[51] كتاب المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها ط العلمية، ج ١، ص ۴١۴-۴١۵
[52] كتاب تفسير الزمخشري الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، ج ٢، ص ٢٨١
[53] كتاب تفسير الرازي مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير، ج ١۶، ص ٧۵
[54] كتاب المدخل إلى السنن الكبرى البيهقي ت عوامة ، ج ١، ص ٢۴۶-٢۴٧
[55] كتاب سير أعلام النبلاء ط الرسالة، ج ۵، ص ٣۴٧
[56] كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري، ج ٨، ص ٢۴١
[57] كتاب الوافي بالوفيات، ج ۵، ص ١٨
[58] كتاب تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، ج ١، ص ۵٣۵-۵٣۶
[59] كتاب سير أعلام النبلاء ط الرسالة، ج ۵، ص ۴۶۵
[60] كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري، ج ٨، ص ۵۵٩
[61] كتاب الوافي بالوفيات، ج ٢٨، ص ٢۴٧
[62] كتاب اختلاف العلماء للطحاوي اختصار الجصاص، ج ١، ص ٢۶٠
[63] كتاب المبسوط للسرخسي، ج ١، ص ٣٧
[64] كتاب أصول السرخسي، ج ١، ص ٢٨٢
[65] زمخشری در این کتاب به بیان اختلافات مذهب خودش که همان مذهب حنفی است با مذهب شافعی پرداخته است، لذاست که تعبیر عندنا بازگشت به ابوحنیفه دارد.
[66] كتاب رؤوس المسائل للزمخشري، ص ١۵٧-١۵٨
[67] كتاب تفسير النسفي مدارك التنزيل وحقائق التأويل،ج ٣، ص ٢٩۴
[68] كتاب تفسير الزمخشري الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، ج ۴، ص ٢٨١
[69] كتاب بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع، ج ١، ص ١١٢
[70] كتاب تفسير الرازي مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير، ج ٢٧، ص ۶۶۴
[71] كتاب الإتقان في علوم القرآن، ج ١، ص ٣٧٧
[72] كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، ج ٣٣، ص ٣٨
[73] كتاب ترجمة القرآن الكريم، ص ٨۵
[74] كتاب الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها، ص ١۵۴
[75] كتاب تفسير القرآن من الجامع لابن وهب، ج ٣، ص ۵۵
[76] كتاب الإحكام في أصول الأحكام ابن حزم، ج ۴، ص ١٧١-١٧٢
[77] كتاب التمهيد ابن عبد البر ط المغربية، ج ٨، ص ٢٩٢-٢٩٣ و كتاب التمهيد ابن عبد البر ت بشار، ج ۵، ص ۶٠٣
[78] كتاب أحكام القرآن لابن العربي ط العلمية ، ج ۴، ص ١١٩
[79] كتاب تفسير القرآن من الجامع لابن وهب، ج ٣، ص ۶٠ -۶١
[80] كتاب إمتاع الأسماع، ج ۴، ص ٣١٨
[81] كتاب التمهيد ابن عبد البر ط المغربية ، ج ٨، ص ٢٩٣-٢٩۴
[82] كتاب الاستذكار، ج ٢،ص ۴٨٣
[83] المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز، ج ١، ص ١٠۶
[84] فتح الباري لابن حجر، ج ۹، ص ۲۷
[85] كتاب إمتاع الأسماع، ج ۴، ص ٢٧٠-٢٧١
[86] كتاب صحيح البخاري ط السلطانية، ج ۶، ص ٨٠
[87] كتاب صحيح البخاري ط السلطانية، ج ٩، ص ١۴١
[88] كتاب الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري، ج ١٧، ص ١٧٢-١٧٣
[89] كتاب فتح الباري لابن حجر، ج ٨، ص ۵٣٩
[90] كتاب عمدة القاري شرح صحيح البخاري، ج ١٩، ص ١١
[91] كتاب عمدة القاري شرح صحيح البخاري، ج ٢۵، ص ١۵٣
[92] كتاب تفسير القرآن من الجامع لابن وهب، ج ٣، ص ۶٠ -۶١
[93] كتاب التمهيد ابن عبد البر ط المغربية، ج ٨، ص ٢٩٢
[94] كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ط السعادة، ج ٨، ص ٣٨٠-٣٨١
[95] كتاب الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي، ص ٢١٠
[96] كتاب الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي، ص ٢١٠
[97] كتاب تاريخ الإسلام ط التوفيقية ، ج ١٣، ص ٢۵۶
[98] كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري، ج ٨، ص ۴۶٩
[99] كتاب فتح المغيث بشرح ألفية الحديث، ج ٣، ص ١۴٣-١۴۵
[100] كتاب السراج الوهاج لمحو أباطيل الشلبي عن الإسراء والمعراج، ص ١١٨-١١٩
[101] كتاب تحرير علوم الحديث، ج ١، ص ٢٨٠
[102] كتاب توثيق السنة في القرن الثاني الهجري أسسه واتجاهاته، ص ۴٢٢
[103] أحد فصحاء الأعراب، أخذ عنه أبو عبيدة، ومحمد بن حبيب، وأبو عثمان المازنى. ويبدو أنه توفى نحو سنة ٢٠٠/ ٨١٦./ «مجالس العلماء» للزجاجى ٧٥؛ ابن النديم ٤٥؛ «إنباه الرواة» للقفطى Pellat ,Milieu ١٣٧.-.١٢٢ /٤ وثمة نقول عن كتاب له في «التهذيب» للأزهرى ٢/ ٢٥٧؛ ٤/ ٤٣١ (الغنوى)؛( كتاب تاريخ التراث العربي لسزكين اللغة، ج ١، ص ۵٩ )
أعرابى فصيح، أخذ عنه أبو عبيدة فمن دونه، وله مجلس مع محمد بن حبيب وأبى عثمان المازنى، قال أبو عثمان: قرأت على أبى وأنا غلام: (فترى الودق يخرج من خلاله) *
فقال أبو سوار- وكان فصيحا: (يخرج من خلاله) * فقال أبى: «من خلله» قراءة! فقال أبو سوار: أما سمعت قول الشاعر:
ثنين بغمرة يخرجن منها ... خروج الودق من خلل السحاب
قال أبو عثمان: خلل وخلال واحد، هما مصدران.( كتاب الفهرست، ص ۶٧ و همین طور: کتاب إنباه الرواة على أنباه النحاة، ج ۴،ص ١٢٨)
ابن ابی حاتم نیز در مورد ابوسوار مینویسد:
أبو سرار الغنوى روى عن أبيه عن عمر بن عبد العزيز روى عنه أبو سلمة موسى بن إسماعيل.( كتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم، چ ٩، ص ٣٨٨ )
[104] كتاب الاقتضاب في غريب الموطأ وإعرابه على الأبواب، ج ٢، ص ۵٢٢
[105] الدر المصون في علوم الكتاب المكنون، ج ١٠، ص ۵١٩
[106] كتاب البرهان في علوم القرآن، ج ٣، ص ٣٨٨
[107] كتاب أمالي القالي، ج ٢، ص ٧٨
[108] كتاب تفسير الرازي مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير، ج ٣٠، ص ۶٨۶
[109] كتاب تفسير الزمخشري الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، ج ١، ص ١٣۵
[110] كتاب الكفاية في التفسير بالمأثور والدراية، ج ٣، ص ١٩۶
[111] كنز الكتاب ومنتخب الأدب، ج ٢، ص ۵٩۵
[112] اختلاف الحديث ط الفكر بآخر كتاب الأم، ص ۶٠٠
[113] كتاب الرسالة للشافعي، ص ٢٧۴-٢٧۵
بدون نظر