[مرحله سوم: اعتدال ناقص]
مرحله اعتدال ناقص با جمعآوری مصحف عثمانی و انعطاف این مصحف برای قرائات مختلف آغاز شد، اما کاملا ضابطهمند بود، یعنی پنج مصحف را عثمان به پنج شهر فرستاد و همراه هر مصحف استادی همراه کرد تا قرائت مروی را که از استاد خود اخذ کرده بودند تعلیم کنند[1]، و شاگردان این اساتید هم مطلع بر همه روایات بودند و قرائات مختلف روایت شده در محدوده مصحف عثمان را برای شاگردان خود نقل میکردند، مثلا عاصم قاری معروف از قراء سبعة (و شاگرد یکی از همین همراه شدههای مصحف توسط عثمان در کوفه یعنی ابوعبدالرحمان)، متجاوز از سی راوی دارد که امروز فقط دو راوی او یعنی حفص و شعبه معروف هستند.
و مسلمین از روز اول از این تعدد قرائات استقبال کردند، و عالم و عامی، مفسر و محدث، با دقت تمام این قرائات را ضبط و تثبیت کردند، و متخصصین فن قرائت تصریح کردند که مصحف عثمان مشتمل بر جمیع احرف سبعة نیست[2]،
ولی به هر حال، مرحله اعتدال ناقص، تعامل عرف متشرعه با مسأله تعدد قرائات است، و قبلا عرض کردم که مثل حافظ افتخار میکند و سایرین را هم تشویق میکند که حافظ قرآن کریم به روایات مختلف باشند:
عشقت رسد به فریاد گر خود بسان حافظ ---- قرآن زِ بَر بخوانی با چارده روایت[3].
[1] المرحلة الثامنة: و المرحلة الثامنة تتمثل في تعيين الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه مقرئا خاصا لكل مصر من الأمصار التي بعث اليها بمصحف بعد توحيده المصاحف و ذلك ليقرء الناس بمصحفه.
و مبعوثو عثمان هم:
۱ - عبد اللّه بن السائب المخزومي (ت حدود 70 ه) الى مكة.
۲ - أبو عبد الرحمن السلمى (ت ٧۴ه) الى الكوفة، الذي مكث يعلّم الناس من إمارة عثمان الى أيام الحجاج. قالوا: و كان مقدار ذلك الذي مكث يعلّم فيه القرآن سبعين سنة . و كان فيها قبله ابن مسعود الذي بعث به عمر بن الخطاب اليها معلما و وزيرا - كما جاء في كتابه الى أهلها - و الذي التف حوله أصحاب له و تلامذة «و صفوا بأنهم (سرج الكوفة) يأخذون عنه القرآن و يقرءونه للناس و يتلقون عنه العلم و يذيعونه فيهم ».
۳ - عامر بن عبد قيس (حوالي 55 ه) الى البصرة.
۴- المغيرة بن أبي شهاب المخزومي (- نيف و سبعين للهجرة) الى الشام.
۵ - و عيّن زيد بن ثابت (- ۴۵ ه) أن يقرئ في المدينة .
و كان هذا في سنة خمس و عشرين من الهجرة كما يقول الحافظ العسقلاني أو في حدود سنة ثلاثين من الهجرة كما يذكر ابن الجزري . و قد توخّى عثمان في اختيار هؤلاء الموفدين أن يكون مع كل مصحف قارئ توافق قراءته أهل ذلك المصر في الأكثر الأغلب . و ذلك لأن عثمان أمر أن تكتب المصاحف الأئمة مختلفة الرسم وفق اختلاف القراءات المعتبرة في بعض الحروف كما في (قال موسى) - في القصص - حيث كتبت بلا واو في مصحف مكة و بواو في سائر المصاحف و أن تكتب في بعض الحروف الأخرى بصورة تحتمل الكلمة معها وجوه القراءة المختلفة فيها كما في (يخدعون) في البقرة - حيث كتبت بغير ألف لتحتمل قراءة (يخادعون)، بالألف، و كما في الياءات الزوائد .
و نصّ المهدوي التالي يشير الى ذلك أيضا قال: و انما أقر عثمان و من اجتمع على رأيه من سلف الامة هذا الاختلاف في النسخ التي اكتتبت و بعثت الى الامصار لعلمهم أن ذلك من جملة ما أنزل عليه القرآن فأقر ليقرأه كل قوم على روايتهم و من هنا كانت قراءة كل أهل قطر تابعة لرسم مصحفهم و قد اختلف في عدد المصاحف التي كتبها عثمان، و المشهور أنها خمسة و هي المذكورة هنا، كما عزاه السيوطي الى السخاوي في (الوسيلة شرح الرائية المسماة بالعقلية) . و في هذه المرحلة و بسبب ما هدف اليه عثمان من جمع المسلمين في تلاوتهم للقرآن على القراءات المعتبرة التي وزعها على مواضعها باختلاف المرسوم أو بتحمله لها كما أشرت اليه. أقول في هذه المرحلة كان بدء التفرقة بين القراءات المعتبرة و القراءات الآحادية و الشاذة و بدء دخول شرط مطابقة الرسم في اعتداد القراءة المعتبرة «قال القاضي أبو بكر في الانتصار: لم يقصد عثمان مقصد أبي بكر في جمع نفس القرآن بين لوحين و انما قصد جمعهم على القراءات الثابتة المعروفة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم و الغاء ما ليس كذلك و أخذهم بمصحف واحد باتفاق المهاجرين و الانصار لما خشي الفتنة باختلاف أهل العراق و الشام في بعض الحروف» . و من المظنون قويا أن الاختلافات التي وقعت بين أهل العراق و أهل الشام و غيرهم و التي كانت سببا في توحيد المصاحف و جمع المسلمين على القراءات المعتبرة كانت بدءا أيضا لانتشار القراءات الشاذة، و قد نلمس هذا في خبر حذيفة بن اليمان فقد «اخرج ابن أبي داود من طريق يزيد بن معاوية النخعي قال: اني لفي المسجد (مسجد الكوفة) زمن الوليد بن عقبة في حلقة فيها حذيفة فسمع رجلا يقول قراءة عبد اللّه بن مسعود، و سمع آخر يقول: قراءة أبي موسى الاشعري، فغضب حذيفة، ثم قام فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: هكذا كان من قبلكم، اختلفوا، و اللّه لاركبن الى أمير المؤمنين ». و ذلك لأن فيه ذكرا لقراءة ابن مسعود التي انطوت على كثير من نصوص القراءات الشاذة و التي شذذت بسبب مخالفتها - في الغالب - للرسم.( القراءات القرآنیه(عبدالهادی الفضلی)، ص ٢٢-٢۴)
نمونههایی از اختلاف مصاحف عثمانی را در این عبارت میتوان یافت:
حدثنا عبد الله قال حدثنا محمد بن يحيى الخنيسي، حدثنا خلاد بن خالد المقرئ، عن علي بن حمزة الكسائي قال: " اختلاف أهل المدينة، وأهل الكوفة، وأهل البصرة، فأما أهل المدينة فقرءوا في البقرة: (وأوصى بها إبراهيم) ، وأهل الكوفة وأهل البصرة: {ووصى بها} [البقرة: ١٣٢] بغير ألف، وأهل المدينة في آل عمران: (سارعوا إلى مغفرة من ربكم) بغير واو، وأهل الكوفة وأهل البصرة {وسارعوا} [آل عمران: ١٣٣] بواو، ويقول أهل المدينة في المائدة: (من يرتدد) بدالين، ويقول أهل الكوفة وأهل ⦗١٤٥⦘ البصرة: {من يرتد} [المائدة: ٥٤] بدال واحدة، الأنعام أهل المدينة وأهل البصرة (لئن أنجيتنا) وأهل الكوفة: {لئن أنجانا} [الأنعام: ٦٣] ، براءة أهل المدينة (الذين اتخذوا مسجدا ضرارا) بغير واو، وأهل الكوفة وأهل البصرة: {والذين اتخذوا مسجدا} [التوبة: ١٠٧] بواو، وأهل المدينة في الكهف (خيرا منهما) وأهل الكوفة وأهل البصرة: {خيرا منها منقلبا} [الكهف: ٣٦] ، الشعراء أهل المدينة (فتوكل) وأهل الكوفة وأهل البصرة: {وتوكل} [الشعراء: ٢١٧] بالواو، وأهل المدينة (وأن يظهر في الأرض) بغير ألف، وأهل البصرة وأهل الكوفة: {أو أن يظهر} [غافر: ٢٦] بألف، وفي عسق أهل المدينة (وما أصابكم من مصيبة بما كسبت) ، وأهل الكوفة وأهل البصرة: {فبما} [آل عمران: ١٥٩] بفاء، والزخرف أهل المدينة {فيها ما تشتهيه الأنفس} [الزخرف: ٧١] بهاءين، وأهل الكوفة وأهل البصرة: (ما تشتهي الأنفس) بهاء واحدة، والحديد أهل المدينة (ومن يتول فإن الله الغني الحميد) بغير هو، وأهل الكوفة وأهل البصرة: {فإن الله هو الغني الحميد} [الحديد: ٢٤] ، بهو والشمس وضحاها أهل المدينة (فلا يخاف) بالفاء، وأهل الكوفة وأهل البصرة: {ولا يخاف عقباها} [الشمس: ١٥] بالواو، وفي الأنبياء أهل المدينة وأهل البصرة: (قل ربي يعلم) ، أهل الكوفة: {قال ربي يعلم} [الأنبياء: ٤] ، وفي سورة الجن اختلفوا كلهم فيها (قال إنما أدعو ربي) ، يقولون: (قال) و {قل} [الجن: ٢٠] ، وفي بني إسرائيل: (قال سبحان ربي) و {قل سبحان ربي} [الإسراء: ٩٣] ، وفي المؤمنون: {قال كم لبثتم} [المؤمنون: ١١٢] و (قل كم لبثتم) ، أهل المدينة وأهل الكوفة (لله لله لله) ثلاثتهن، وأهل البصرة واحد {لله} [المؤمنون: ٨٥] واثنان «الله الله» بالألف، والأحقاف أهل الكوفة: {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا} [الأحقاف: ١٥] ، وأهل المدينة وأهل البصرة: (حسنا) بغير ألف، ويس ⦗١٤٦⦘ أهل الكوفة: (وما عملت) بغير هاء، وأهل المدينة وأهل البصرة {عملته أيديهم} [يس: ٣٥] بالهاء، الذين كفروا (فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتهم بغتة) ، أهل مكة وفي مصاحفهم، وأهل الكوفة كمثل، ولم أسمع أحدا من أهل الكوفة يقرؤها هكذا، وأهل المدينة وأهل البصرة {أن تأتيهم} [الأنعام: ١٥٨] ، وفي النساء في مصاحف أهل الكوفة (والجار ذا القربى والجار الجنب) ، وكان بعضهم يقرؤها كذلك، ولست أعرف واحدا يقرؤها اليوم إلا {ذي القربى} [النساء: ٣٦] ، وفي هل أتى أهل المدينة وأهل الكوفة: (قواريرا قواريرا) ، كلاهما بالألف وأهل البصرة الأولى بالألف والأخرى بغير ألف، الحج أهل البصرة (ولؤلؤا) يثبتون الألف فيها ويطرحونها في سورة الملائكة (ولؤلؤ) ، وأهل الكوفة وأهل المدينة يثبتون الألف فيهما. هذا اختلاف أهل المدينة وأهل الكوفة وأهل البصرة كله "( كتاب المصاحف لابن أبي داود، ص ١۴۴)
[2] غانم القدوری می گوید: کاتبین مصحف عثمان فقط میخواستند یک حرف را بیاورند، ولی چون مردم امصار قبلا از صحابه سبعة احرف را متفرقا تعلم کرده بودند، عملا مصحف عثمان دارای چند احرف سبعه که رسم تابش را دارد شد، و آنچه مقصود کاتبین عثمان بود برای ما قابل تشخیص نیست، و این قول را بعد از نظر طبری که میگوید: شش حرف در مصحف عثمان نیست مکی بن ابیطالب در الابانة اظهار کرده ست:
و إذا كان الأمر كذلك، فلما ذا لا نجد تلك القراءة التي روعي فيها رسم المصحف متميزة الآن؟ ... نكتفي - هنا - بإيراد رأي مكي في هذه المسألة حيث يقول : «و لما مات النبي صلى اللّه عليه و سلم خرج جماعة من الصحابة في أيام أبي بكر و عمر إلى ما افتتح من الأمصار، ليعلّموا الناس القرآن و الدين، فعلّم كل واحد منهم مصره على ما كان يقرأ على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم فاختلفت قراءة أهل الأمصار على نحو ما اختلفت قراءة الصحابة الذين علموهم. فلما كتب عثمان المصاحف (و) وجهها إلى الأمصار، و حملهم على ما فيها، و أمر بترك ما خالفها، قرأ أهل كل مصر مصحفهم الذي وجّه إليهم على ما كانوا يقرءون قبل وصول المصحف إليهم مما يوافق خط المصحف، و تركوا من قراءتهم التي كانوا عليها مما (ما) يخالف خط المصحف، فاختلفت قراءة أهل الأمصار لذلك بما لا يخالف الخط، و سقط من قراءتهم كلهم ما يخالف الخط، و نقل ذلك الآخر عن الأول في كل مصر، فاختلف النقل لذلك، حتى وصل النقل إلى هؤلاء الأئمة السبعة على ذلك، فاختلفوا فيما نقلوا على حسب اختلاف أهل الأمصار، لم يخرج واحد منهم عن خط المصحف فيما نقل، كما لم يخرج واحد من أهل الأمصار، عن خط المصحف الذي وجّه إليهم. فلهذه العلة اختلفت رواية القراء فيما نقلوا، و اختلفت أيضا قراءة من نقلوا عنه، لذلك».
و لما كانت الأحرف السبعة التي وردت في الحديث على ضربين : أحدهما: زيادة كلمة و نقص أخرى، و إبدال كلمة مكان أخرى، و تقديم كلمة على أخرى، و نحو ذلك مما يخرج على خط المصحف العثماني. و الثاني: ما اختلف فيه القراء من إظهار و إدغام و روم و إشمام و قصر و مد و تخفيف و إبدال حركة بأخرى أو حرف بآخر و نحو ذلك مما لا يخرج عن خط المصحف - فإن الذي يمكن على ضوئه فهم طريقة رسم الكلمات في المصحف من تلك الأوجه هو ما جاء موافقا للرسم. أما ما جاء مخالفا فإنه - قطعا - غير محتمل أن يكون مما أراده الكتبة حين كتبوا المصحف. أما وجوه الخلاف التي يحتملها الرسم فهي التي يمكن أن تكون أساسا في دراسة الرسم من غير تخصيص وجه دون آخر، لأن الكتبة إنما أرادوا لفظا واحدا أو حرفا واحدا من الأوجه التي تروى موافقة للرسم، لكنا لا نعلم ذلك بعينه . و من ثم جاز أن نعتمد أي وجه مما يحتمله الرسم في تفسير الظواهر الكتابية و حل مشكلات الرسم مما تتوافر الدواعي على ترجيحه. أما ما اعتمدت عليه طائفة العلماء التي تذهب إلى أن المصحف العثماني قد جاء شاملا للأحرف السبعة من تجريد المصحف من النقط و الشكل ، فليس هناك دليل على أن الكتابة العربية كانت في تلك الفترة منقوطة أو مشكولة، بل إن الآثار المكتوبة تنفي ذلك - كما جاء في الفصل التمهيدي - و سنناقش هذا الموضوع في فصل لاحق. كذلك فإن ثبوت وجود قراءات تخالف الرسم ينفي أن يكون المصحف العثماني قد جاء شاملا لكل الأحرف السبعة، بل الصحيح إنه كتب على حرف واحد، أي لتمثيل طريقة نطقية واحدة، ثم في مراحل تاريخية لاحقة شمل ما يحتمله رسمه من وجوه القراءات المروية.(رسم المصحف، ص ١٢۵-١٢۶)
طبری نیز چنین می گوید:
فإن قال: ففي أي كتاب الله نجد حرفا واحدا مقروءا بلغات سبع مختلفات الألفاظ، متفقات المعنى، فنسلم لك صحة ما ادعيت من التأويل في ذلك؟
قيل: إنا لم ندع أن ذلك موجود اليوم، وإنما أخبرنا أن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنزل القرآن على سبعة أحرف"، على نحو ما جاءت به الأخبار التي تقدم ذكرناها. وهو ما وصفنا، دون ما ادعاه مخالفونا في ذلك، للعلل التي قد بينا.
فإن قال: فما بال الأحرف الأخر الستة غير موجودة، إن كان الأمر في ذلك على ما وصفت، وقد أقرأهن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه، وأمر بالقراءة بهن، وأنزلهن الله من عنده على نبيه صلى الله عليه وسلم؟ أنسخت فرفعت، فما الدلالة على نسخها ورفعها؟ أم نسيتهن الأمة، فذلك تضييع ما قد أمروا بحفظه؟ أم ما القصة في ذلك؟
قيل له: لم تنسخ فترفع، ولا ضيعتها الأمة وهي مأمورة بحفظها. ولكن الأمة أمرت بحفظ القرآن، وخيرت في قراءته وحفظه بأي تلك الأحرف السبعة شاءت. كما أمرت، إذا هي حنثت في يمين وهي موسرة، أن تكفر بأي الكفارات الثلاث شاءت: إما بعتق، أو إطعام، أو كسوة. فلو أجمع جميعها على التكفير بواحدة من الكفارات الثلاث، دون حظرها التكفير بأي الثلاث شاء المكفر، كانت مصيبة حكم الله، مؤدية في ذلك الواجب عليها من حق الله. فكذلك الأمة، أمرت بحفظ القرآن وقراءته، وخيرت في قراءته بأي الأحرف السبعة شاءت: فرأت - لعلة من العلل أوجبت عليها الثبات على حرف واحد- قراءته بحرف واحد، ورفض القراءة بالأحرف الستة الباقية، ولم تحظر قراءته بجميع حروفه على قارئه، بما أذن له في قراءته به.
فإن قال: وما العلة التي أوجبت عليها الثبات على حرف واحد دون سائر الأحرف الستة الباقية؟
قيل: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عمارة بن غزية، عن ابن شهاب، عن خارجة بن زيد ابن ثابت، عن أبيه زيد، قال: لما قتل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم باليمامة، دخل عمر بن الخطاب على أبي بكر رحمه الله فقال: .......قال أبو جعفر: وما أشبه ذلك من الأخبار التي يطول باستيعاب جميعها الكتاب، والآثار الدالة على أن إمام المسلمين وأمير المؤمنين عثمان بن عفان رحمة الله عليه، جمع المسلمين - نظرا منه لهم، وإشفاقا منه عليهم، ورأفة منه بهم، حذار الردة من بعضهم بعد الإسلام، والدخول في الكفر بعد الإيمان، إذ ظهر من بعضهم بمحضره وفي عصره التكذيب ببعض الأحرف السبعة التي نزل عليها القرآن، مع سماع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم النهي عن التكذيب بشيء منها، وإخباره إياهم أن المراء فيها كفر- فحملهم رحمة الله عليه، إذ رأى ذلك ظاهرا بينهم في عصره، ولحداثة عهدهم بنزول القرآن، وفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهم بما أمن عليهم معه عظيم البلاء في الدين من تلاوة القرآن - على حرف واحد وجمعهم على مصحف واحد، وحرف واحد، وخرق ما عدا المصحف الذي جمعهم عليه. وعزم على كل من كان عنده مصحف مخالف المصحف الذي جمعهم عليه، أن يخرقه . فاستوسقت له الأمة على ذلك بالطاعة ورأت أن فيما فعل من ذلك الرشد والهداية، فتركت القراءة بالأحرف الستة التي عزم عليها إمامها العادل في تركها، طاعة منها له، ونظرا منها لأنفسها ولمن بعدها من سائر أهل ملتها، حتى درست من الأمة معرفتها، وتعفت آثارها، فلا سبيل لأحد اليوم إلى القراءة بها، لدثورها وعفو آثارها، وتتابع المسلمين على رفض القراءة بها، من غير جحود منها صحتها وصحة شيء منها ولكن نظرا منها لأنفسها ولسائر أهل دينها. فلا قراءة للمسلمين اليوم إلا بالحرف الواحد الذي اختاره لهم إمامهم الشفيق الناصح، دون ما عداه من الأحرف الستة الباقية.
فإن قال بعض من ضعفت معرفته: وكيف جاز لهم ترك قراءة أقرأهموها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمرهم بقراءتها؟
قيل: إن أمره إياهم بذلك لم يكن أمر إيجاب وفرض، وإنما كان أمر إباحة ورخصة. لأن القراءة بها لو كانت فرضا عليهم، لوجب أن يكون العلم بكل حرف من تلك الأحرف السبعة، عند من تقوم بنقله الحجة، ويقطع خبره العذر، ويزيل الشك من قرأة الأمة (4) . وفي تركهم نقل ذلك كذلك أوضح الدليل على أنهم كانوا في القراءة بها مخيرين، بعد أن يكون في نقلة القرآن من الأمة من تجب بنقله الحجة ببعض تلك الأحرف السبعة.
وإذ كان ذلك كذلك، لم يكن القوم بتركهم نقل جميع القراآت السبع، تاركين ما كان عليهم نقله، بل كان الواجب عليهم من الفعل ما فعلوا. إذ كان الذي فعلوا من ذلك، كان هو النظر للإسلام وأهله. فكان القيام بفعل الواجب عليهم، بهم أولى من فعل ما لو فعلوه، كانوا إلى الجناية على الإسلام وأهله أقرب منهم إلى السلامة، من ذلك
وأما ما كان من اختلاف القراءة في رفع حرف وجره ونصبه، وتسكين حرف وتحريكه، ونقل حرف إلى آخر مع اتفاق الصورة، فمن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف" - بمعزل . لأنه معلوم أنه لا حرف من حروف القرآن - مما اختلفت القراءة في قراءته بهذا المعنى- يوجب المراء به كفر الممارى به في قول أحد من علماء الأمة. وقد أوجب عليه الصلاة والسلام بالمراء فيه الكفر، من الوجه الذي تنازع فيه المتنازعون إليه، وتظاهرت عنه بذلك الرواية على ما قد قدمنا ذكرها في أول هذا الباب (تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر، ج 1، ص ۵۸-۶٣)
کلام ابن حجر عسقلانی:
والحق أن الذي جمع في المصحف هو المتفق على إنزاله المقطوع به المكتوب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم وفيه بعض ما اختلف فيه الأحرف السبعة لا جميعها كما وقع في المصحف المكي تجري من تحتها الأنهار في آخر براءة وفي غيره بحذف من وكذا ما وقع من اختلاف مصاحف الأمصار من عدة واوات ثابتة في بعضها دون بعض وعدة ها آت وعدة لا مات ونحو ذلك وهو محمول على أنه نزل بالأمرين معا وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بكتابته لشخصين أو أعلم بذلك شخصا واحدا وأمره بإثباتهما على الوجهين وما عدا ذلك من القراءات مما لا يوافق الرسم فهو مما كانت القراءة جوزت به توسعة على الناس وتسهيلا فلما آل الحال إلى ما وقع من الاختلاف في زمن عثمان وكفر بعضهم بعضا اختاروا الاقتصار علىاللفظ المأذون في كتابته وتركوا الباقي قال الطبري وصار ما اتفق عليه الصحابة من الاقتصار كمن اقتصر مما خير فيه على خصلة واحدة لأن أمرهم بالقراءة على الأوجه المذكورة لم يكن على سبيل الإيجاب بل على سبيل الرخصة قلت ويدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الباب فاقرءوا ما تيسر منه وقد قرر الطبري ذلك تقريرا أطنب فيه ووهى من قال بخلافه ووافقه على ذلك جماعة منهم أبو العباس بن عمار في شرح الهداية وقال أصح ما عليه الحذاق أن الذي يقرأ الآن بعض الحروف السبعة المأذون في قراءتها لا كلها وضابطه ما وافق رسم المصحف فأما ما خالفه مثل أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج ومثل إذا جاء فتح الله والنصر فهو من تلك القراءات التي تركت إن صح السند بها ولا يكفي صحة سندها في إثبات كونها قرآنا ولا سيما والكثير منها مما يحتمل أن يكون من التأويل الذي قرن إلى التنزيل فصار يظن أنه منه(فتح الباري لابن حجر، ج ۹، ص۳۰)
در این زمینه به سایت فدکیه، صفحه مباحث علوم قرآنی، مطلب«در مصحف عثمان از سبعه احرف ترادفی نیست» و «در مصحف عثمان، بعض سبعة احرف باینی هست» مراجعه فرمایید.
[3] غزل شماره ٩۴ دیوان حافظ
بدون نظر