رفتن به محتوای اصلی

١.والذکر و الانثی

صحیح بخاری

٤٩٤٤ - حدثنا ‌عمر، حدثنا ‌أبي ، حدثنا ‌الأعمش، عن ‌إبراهيم قال: «قدم أصحاب عبد الله على أبي الدرداء، فطلبهم فوجدهم، فقال: أيكم يقرأ على قراءة عبد الله؟ قال: كلنا، قال: فأيكم يحفظ؟ وأشاروا إلى علقمة، قال: كيف سمعته يقرأ: {والليل إذا يغشى}؟ قال علقمة: (والذكر والأنثى)، قال: أشهد أني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هكذا، وهؤلاء يريدوني على أن أقرأ: {وما خلق الذكر والأنثى} والله لا أتابعهم[1]».

تعلیقه بغا:

(والذكر والأنثى) القراءة المتواترة {وما خلق الذكر والأنثى}. /الليل: ٣/[2].

٤٩٤٣ - حدثنا ‌قبيصة بن عقبة، حدثنا ‌سفيان، عن ‌الأعمش، عن ‌إبراهيم، عن ‌علقمة قال: «دخلت في نفر من أصحاب عبد الله الشأم، فسمع بنا أبو الدرداء فأتانا، فقال: أفيكم من يقرأ؟ فقلنا: نعم، قال: فأيكم أقرأ؟ فأشاروا إلي، فقال: اقرأ، فقرأت: {والليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلى} (والذكر والأنثى) قال: آنت سمعتها من في صاحبك؟ قلت: نعم، قال: وأنا سمعتها من في النبي صلى الله عليه وسلم، وهؤلاء يأبون علينا[3]».

٣٧٦١ - حدثنا ‌موسى، عن ‌أبي عوانة، عن ‌مغيرة، عن ‌إبراهيم، عن ‌علقمة : «دخلت الشأم فصليت ركعتين، فقلت: اللهم يسر لي جليسا، فرأيت شيخا مقبلا، فلما دنا قلت: أرجو أن يكون استجاب، قال: من أين أنت؟ قلت: من أهل الكوفة، قال: أفلم يكن فيكم صاحب النعلين والوساد والمطهرة، أولم يكن فيكم الذي أجير من الشيطان، أولم يكن فيكم صاحب السر الذي لا يعلمه غيره، كيف قرأ ابن أم عبد: {والليل} فقرأت: {والليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلى} (والذكر والأنثى) قال أقرأنيها النبي صلى الله عليه وسلم، فاه إلى في، فما زال هؤلاء حتى كادوا يردوني[4]».

٣٥٥٠ - حدثنا موسى، عن أبي عوانة، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة:

دخلت الشأم فصليت ركعتين، فقلت: اللهم يسر لي جليسا صالحا، فرأيت شيخا مقبلا، فلما دنا قلت: أرجو أن يكون استجاب، قال: من أين أنت؟ قلت: من أهل الكوفة، قال: أفلم يكن فيكم صاحب النعلين والوساد والمطهرة، أو لم يكن فيكم الذي أجير من الشيطان، أو لم يكن فيكم صاحب السر الذي لا يعلمه غيره، كيف قرأ ابن أم عبد: {والليل إذا يغشى}. فقرأت: {والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى. والذكر والأنثى}. قال أقرأنيها النبي صلى الله عليه وسلم، فاه إلى في، فما زال هؤلاء حتى كادوا يردونني.

[ر: ٣١١٣][5]

وحدثنا ‌أبو الوليد: حدثنا شعبة، عن مغيرة، عن إبراهيم قال: «ذهب علقمة إلى الشأم، فأتى المسجد فصلى ركعتين، فقال: اللهم ارزقني جليسا، فقعد إلى أبي الدرداء، فقال: ممن أنت؟ قال من أهل الكوفة، قال: أليس فيكم صاحب السر الذي كان لا يعلمه غيره؟ يعني: حذيفة، أليس فيكم أو كان فيكم الذي أجاره الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من الشيطان؟ يعني: عمارا، أوليس فيكم صاحب السواك والوساد؟ يعني: ابن مسعود، ٦٢٧٨ (م) - كيف كان عبد الله يقرأ {والليل إذا يغشى} قال: (والذكر والأنثى) فقال: ما زال هؤلاء حتى كادوا يشككوني وقد سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم[6]

٣٧٤٣ - حدثنا ‌سليمان بن حرب: حدثنا ‌شعبة، عن ‌مغيرة، عن ‌إبراهيم قال «ذهب علقمة» إلى الشأم، فلما دخل المسجد قال: اللهم يسر لي جليسا صالحا، فجلس إلى أبي الدرداء، فقال أبو الدرداء: ممن أنت؟ قال: من أهل الكوفة، قال: أليس فيكم، أو منكم، صاحب السر الذي لا يعلمه غيره، يعني حذيفة، قال: قلت: بلى، قال: أليس فيكم، أو منكم، الذي أجاره الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، يعني من الشيطان، يعني عمارا، قلت: بلى، قال: أليس فيكم، أو منكم، صاحب السواك أو السرار، قال: بلى، قال: كيف كان عبد الله يقرأ: {والليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلى} قلت: (والذكر والأنثى) قال: ما زال بي هؤلاء حتى كادوا يستنزلوني عن شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم[7].

٣٧٤٢ - حدثنا ‌مالك بن إسماعيل: حدثنا ‌إسرائيل، عن ‌المغيرة، عن ‌إبراهيم، عن ‌علقمة قال: «قدمت الشأم فصليت ركعتين، ثم قلت: اللهم يسر لي جليسا صالحا، فأتيت قوما فجلست إليهم، فإذا شيخ قد جاء حتى جلس إلى جنبي، قلت: من هذا؟ قالوا: أبو الدرداء، فقلت: إني دعوت الله أن ييسر لي جليسا صالحا، فيسرك لي، قال: ممن أنت؟ قلت: من أهل الكوفة، قال: أوليس عندكم ابن أم عبد، صاحب النعلين والوساد والمطهرة، وفيكم الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم أوليس فيكم صاحب سر النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا يعلم أحد غيره، ثم قال: كيف يقرأ عبد الله: {والليل إذا يغشى} فقرأت عليه: {والليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلى} (والذكر والأنثى) قال: والله لقد أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم من فيه إلى في[8]».

قدمت الشأم فصليت ركعتين، ثم قلت: اللهم يسر لي جليسا صالحا، فأتيت قوما فجلست إليهم، فإذا شيخ قد جاء حتى جلس إلى جنبي، قلت: من هذا؟ قالوا: أبو الدرداء، فقلت: إني دعوت الله أن ييسر لي جليسا صالحا، فيسرك لي، قال: ممن أنت؟ قلت: من أهل الكوفة، قال: أو ليس عندكم ابن أم عبد، صاحب النعلين والوساد والمطهرة، وفيكم الذي أجاره الله من الشيطان - يعني على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم - أو ليس فيكم صاحب سر النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا يعلمه أحد غيره، ثم قال: كيف يقرأ عبد الله: {والليل إذا يغشى}. فقرأت عليه: {والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى. والذكر والأنثى}. قال: والله لقد أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم من فيه إلى في.

(ابن أم عبد) هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. (صاحب النعلين) الذي كان يحمل نعلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتعاهدهما. (الوساد) الوسادة والمخدة. (المطهرة) الإناء الذي يوضع فيه الماء ليطهر به، وكان ابن مسعود رضي الله عنه هو الذي يتولى هذه الأمور وتهيئتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم. (صاحب السر) أراد به حذيفة رضي الله عنه، وكان أعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمنافقين وأحوالهم، وأطلعه على بعض ما يجري لهذه الأمة بعده، وجعل ذلك سرا بينه وبينه. (يغشى) يغطي كل شيء بظلمته. (تجلى) بان وظهر بزوال الظلمة. (والذكر والأنثى) أي بدون: {وما خلق}. وهذا خلاف القراءة المتواترة، والمشهور والمتواتر هو المتعمد. /الليل ١ - ٣/. (من فيه إلى في) أي مشافهة بدون واسطة، ويقصد أنه قرأها هكذا[9].

صحیح مسلم

٢٨٢ - (٨٢٤) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. (واللفظ لأبي بكر) قالا: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة. قال:

قدمنا الشام. فأتانا أبو الدرداء فقال: أفيكم أحد يقرأ على قراءة عبد الله؟ فقلت: نعم. أنا. قال: فكيف سمعت عبد الله يقرأ هذه الآية؟ {والليل إذا يغشى}. قال: سمعته يقرأ: والليل إذا يغشى والذكر والأنثى قال: وأنا والله! هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها. ولكن هؤلاء يريدون أن أقرأ: وما خلق. فلا أتابعهم[10].

فتح الباری

قوله باب والنهار إذا تجلى

ذكر فيه الحديث الآتي في الباب الذي بعده وسقطت الترجمة لأبي ذر والنسفي قوله باب وما خلق الذكر والأنثى حدثنا عمر هو بن حفص بن غياث ووقع لأبي ذر حدثنا عمر بن حفص

[٤٩٤٤] قوله قدم أصحاب عبد الله أي بن مسعود على أبي الدرداء فطلبهم فوجدهم فقال أيكم يقرأ علي قراءة عبد الله قالوا كلنا قال فأيكم أحفظ وأشاروا إلى علقمة هذا صورته الإرسال لأن إبراهيم ما حضر القصة وقد وقع في رواية سفيان عن الأعمش في الباب الذي قبله عن إبراهيم عن علقمة فتبين أن الإرسال في هذا الحديث ووقع في رواية الباب عند أبي نعيم أيضا ما يقتضي أن إبراهيم سمعه من علقمة وقوله في آخره وهؤلاء يريدونني على أن أقرأ وما خلق الذكر والأنثى والله لا أتابعهم ووقع في رواية داود بن أبي هند عن الشعبي عن علقمة في هذا الحديث وإن هؤلاء يريدونني أن أزول عما أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقولون لي اقرأ وما خلق الذكر والأنثى وإني والله لا أطيعهم أخرجه مسلم وبن مردويه وفي هذا بيان واضح أن قراءة بن مسعود كانت كذلك والذي وقع في غير هذه الطريق أنه قرأ والذي خلق الذكر والأنثى كذا في كثير من كتب القراءات الشاذة وهذه القراءة لم يذكرها أبو عبيد الا عن الحسن البصري وأما بن مسعود فهذا الإسناد المذكور في الصحيحين عنه من أصح الأسانيد يروي به الأحاديث قوله كيف سمعته أي بن مسعود يقرأ والليل إذ يغشى قال علقمة والذكر والأنثى في رواية سفيان فقرأت والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى وهذا صريح في أن بن مسعود كان يقرؤها كذلك وفي رواية إسرائيل عن مغيرة في المناقب والليل إذا يغشى والذكر والأنثى بحذف والنهار إذا تجلى كذا في رواية أبي ذر وأثبتها الباقون قوله وهؤلاء أي أهل الشام يريدونني على أن اقرأ وما خلق الذكر والأنثى والله لا أتابعهم هذا أبين من الرواية التي قبلها حيث قال وهؤلاء يأبون علي ثم هذه القراءة لم تنقل إلا عمن ذكر هنا ومن عداهم قرؤوا وما خلق الذكر والأنثى وعليها استقر الأمر مع قوة إسناد ذلك إلى أبي الدرداء ومن ذكر معه ولعل هذا مما نسخت تلاوته ولم يبلغ النسخ أبا الدرداء ومن ذكر معه والعجب من نقل الحفاظ من الكوفيين هذه القراءة عن علقمة وعن بن مسعود وإليهما تنتهي القراءة بالكوفة ثم لم يقرأ بها أحد منهم وكذا أهل الشام حملوا القراءة عن أبي الدرداء ولم يقرأ أحد منهم بهذا فهذا مما يقوي أن التلاوة بها نسخت[11]


[1] كتاب صحيح البخاري ط السلطانية، ج ۶،‌ ص ١٧٠

[2] صحیح البخاری ت بغا، ج ۴،‌ص ١٨٨٩

[3] كتاب صحيح البخاري ط السلطانية، ج ۶،‌ص ١٧٠

[4] كتاب صحيح البخاري ط السلطانية، ج ۵، ص ٢٨

[5] كتاب صحيح البخاري ت البغا، ج ،٣ ص۱۳۷۲

[6] كتاب صحيح البخاري ط السلطانية، ج ٨ ، ص ۶٢

[7] كتاب صحيح البخاري ط السلطانية، ج ۵، ص ٢۵

[8] كتاب صحيح البخاري ط السلطانية، ج ۵،‌ ص ٢۵ 

[9] كتاب صحيح البخاري ت البغا، ج ٣،‌ص ١٣۶٨

[10] كتاب صحيح مسلم ت عبد الباقي، ج ١، ص ۵۶۵

[11] كتاب فتح الباري لابن حجر، ج ٨، ص ٧٠٧